عدد مراتب القضاء والقدر
اولى مراتب القدر هي مرتبة العلم ، ومراتب القدر هي أن نؤمن بجزم أنَّ الله -سبحانه وتعالى- عالم بكل شيء بعلمه القديم، وعلمه ليس كعلم المخلوقات، فهو علم عام وشامل لكل شيء ومن جميع النواحي والأحوال، فالله -عزَّ وجلَّ- عالمٌ بكل الأمور بتفاصيلها الدقيقة والتي لا يعلمها أحد غيره، وإن أدرك الإنسان هذه المرتبة وآمن بها فلن يضل أبدًا وتوجد العديد من الأدلة على هذه المرتبة في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومنها قوله -تعالى-: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ)، وقوله -سبحانه وتعالى-: (أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا).
كم عدد مراتب القضاء والقدر
هي المراحل التي يمر بها المخلوق من كونه معلومة في علم التقدير إلى أن يكون مخلوقًا واقعًا بقدرة القدير ومشيئته وهي أربع مراتب:
المرتبة الأولى: علم الرب – سبحانه – بالأشياء قبل كونها.
وهي العلم السابق فقد اتفق عليه الرسل من أولهم إلى خاتمهم واتفق عليه جميع الصحابة ومن تبعهم من الأمة.
المرتبة الثانية: كتابته لها قبل كونها.
وهي مرتبة الكتابة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 105، 106]، فربنا – تبارك وتعالى – أخبر أن هذا مكتوب مسطور في كتبه، والزبور هنا جميع الكتب المنزلة من السماء لا تختص بزبور داود، والذكر أم الكتاب الذي عند الله والأرض الدنيا وعباده الصالحون أمة محمد – صلى الله تعالى عليه وسلم – هذا أصح الأقوال في هذه الآية، وهي علم من أعلام نبوة رسول الله – صلى الله تعالى عليه وسلم
المرتبة الثالثة: مشيئته لها.
وهي مرتبة المشيئة، وهذه المرتبة قد دل عليها إجماع الرسل من أولهم إلى آخرهم، وجميع الكتب المنزلة من عند الله والفطرة التي فطر الله عليها خلقه، وأدلة العقول والعيان، وليس في الوجود موجب ومقتض إلا مشيئة الله وحده، فما شاء كان وما لم يشأ، لم يكن هذا عموم التوحيد الذي لا يقوم إلا به والمسلمون من أولهم إلى آخرهم مجمعون على أنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
المرتبة الرابعة: خلقه لها.
وهي خلق الله تعالى لأفعال المكلفين ودخولها تحت قدرته ومشيئته؛ كما دخلت تحت علمه وكتابه؛ قال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الزمر: 62]، وهذا عام محفوظ لا يخرج عنه شيء من العالم أعيانه وأفعاله وحركاته وسكناته، وليس مخصوصًا بذاته وصفاته، فإنه الخالق بذاته وصفاته وما سواه مخلوق له)