على ماذا يدل اعتذار الجار اللحَّام للجدَّة بعد أنْ رفع صوته عليها ؟

على ماذا يدل اعتذار الجار اللحام والجدة بعد أن رفع صوته عليها ؟

علينا أن نقدم الاعتذار بنية صادقة معترفين بالأذى الذي وقع على الآخر، كلنا نخطئ، ولكن حينما نخطئ، ونعرف خطأنا يجب علينا المسارعة بالاعتذار، فذلك دليل الشجاعة، والمحبة، والثقة بالنفس، وقوة الشخصية ، وهذا ما حدث مع الجار اللحام حينما رفع صوته على الجدة تقدم لها لاحقاً بالاعتذار فعلى ماذا يدل اعتذار الجار للجدة ؟

حرص الاسلام على ضرورة الاعتذار عند الخطأ أو أذية أحد الأشخاص سواء لفظياً أو معنوياً أو جسدياً ، ويعتقد كثيرون أن الاعتذار نقطة ضعف لا يجب إظهارها، كونها دليل انكسار وهزيمة لا تليق بهم، ومن هذا المنطلق فإن أشد المكابرين الرافضين للاعتذار، هم من الذين يصنفون أنفسهم كطبقة مثالية لا تخطئ وإن أخطئت فهي سامية لا تعتذر لمن هم دونها مرتبة، وفي هذا شيء من صفات الشيطان ألا وهو الكِبَر، فعلى ماذا يدل اعتذار الجار اللحَّام للجدَّة بعد أنْ رفع صوته عليها، ووصى رسولنا الكريم على سابع جار وذلك يدل على أهمية الجيرة في الاسلام ، حيث الجار يعتبر هو الشريك الأقرب من خلال المسكن الذي نعيش فيه، وقد يكون الجار أقرب من الأخ وبيت العائلة في الكثير من الأحيان.

ولذلك نؤكد لكم طلابنا الأعزاء في المملكة العربية السعودية أن الاعتذار ليس دليل ضعف أو فشل، كي نخجل منه، يكفي أن نعلم أن مجرد الاعتذار، هو اعتراف بالخطأ ورجوع عنه، وبالتالي فإن ترجمة هذا الشعور إلى فعل حسي ملموس، يحتاج إلى قوة محركة تجبر النفس على النزول إلى الحق ومحاسبة ذاتها، وهذا لا يكون إلا عند من ملك صفة الشجاعة. إذا كنت من الذين يَجّبُرون الإساءة بالاعتذار فاعلم أنك شجاع.

ففي بعض المجتمعات يعتبر الاعتذار جزءاً من مقوماتها وثقافتها الفكرية، فتراهم يزرعون في أطفالهم ثقافة الاعتذار منذ الصغر، حتى أن الأمر عندهم وصل حداً جعلهم يقرنون الصفح عن المخطئ، أو تخفيف العقوبة عن المجرم بالاعتذار، وسنجد أنه وعندما تخطئ النخب في هذه المجتمعات فإن أول مطالب هو دعوة المخطئ للاعتذار عن خطئه بحق الدولة والمجتمع وحتى الأفراد.