المحتويات
طرحت الفنانة فاطمة الزهراء قرطبي،
خريجة برنامج إكتشاف المواهب «عرب آيدل»، جديدها الفني عبر قناتها الإلكترونية على اليوتوب، تحت عنوان: “كية”، وهي من كلمات وألحان وتوزيع محمد الخلفاوي.
وحملت أغنية “كية” الكثير من المعاني الإنسانية، فقد تحدثت عن الحزن الشديد الذي يتركه فراق الأحباب والأصدقاء، كما حمل تصميم الفيديو صورة خاصة للفنانة فاطمة الزهراء قرطبي رفقة جدها الراحل، حيث استحضرت من خلالها عشقها الكبير له، وارتباطها الأبدي بحبه رغم رحيله الذي سبب لها، ولا زال، وجعا عميقا.
“كية” بصمة جديدة من قرطبي، جددت من خلالها تعلقها بالطرب الغرناطي، وأثبتت مجددا عدم انخراطها في موجة الأغاني التجارية.
وتأتي أغنية “كية” لتؤكد على أن فاطمة الزهراء قرطبي، تغرد خارج السرب، وهي واحدة من الفنانات اللواتي يحرصن على تقديم أغاني راقية خاصة على مستوى الكلمات، إلى جانب استغلال قوة صوتها وتمكنها من أداء أغاني طربية، كانت سببا في وقوفها مؤخرا بدار الأوبرا المصرية، إلى جانب مشاركتها في العديد من الحفلات بالمغرب وخارجه
فاطمة الزهراء القرطبي
من مواليد مدينة وجدة، درست الفن وهندسة الطيران المدني. بدأت
■ أصدرت أربع أغان دفعة واحدة. حدثينا عنها؟
□ سجلت ثلاث أغان في القاهرة وهي من ألحان السعودي عبد الله علام، الذي اكتشفني من خلال «آراب أيدول» حرصت على أن يكون هناك تنويع بين الخليجي والمصري والعربية الفصحى. هناك أغنية «ياللي غايب» من شعر الأمير ناصر بن سعود بن عبدالعزيز، والثانية «أطل الفجر» من كلمات خالد رشوان، ثم أغنية و»افترقنا» من كلمات الشاعر المصري محمد حمد وهذه تحديدا أتمنى لو استطعت تصويرها «فيديو كليب»، لأن قصتها جميلة وتستحق أن تصور. أما الأغنية الرابعة فهي مغربية بعنوان «الفن رسالة’» لحن وكلمات هشام السباعي، وتتحدث عن الفساد الفني والثقافي. كما لدي مشروع أغنية عن المرأة المغربية من ألحان الفنان المغربي جسن ديكوك.
■ بعد سنتين من مشاركتك في «آراب أيدول»، لماذا هذا التأخير؟
□ لا أربط إنتاجي بآراب أيدول، لأني غنيت قبله ولدي أغان مغربية. والبرنامج مرحلة لإثبات الوجود عربيا، مع أنه الآن صار من الصعب أن تثبت نفسك عربيا في ظل كثرة برامج اكتشاف مواهب الغناء. الأسهل هو أن تنسى إن لم تبذل مجهودا كبيرا لفرض النفس عبر الإنتاج والتواجد المستمر في الإعلام والمهرجانات، لا أحد يمكنه أن يضمن وجوده فنيا بشكل دائم.
■ يلاحظ أنك نهجت مجال الموسيقى الطربية والروحية، وافتتحت مهرجان فاس للثقافة الصوفية؟
□ ترعرعت في وسط عائلي يحتفل بالمولد النبوي من خلال الإنشاد الديني، كما أني حصلت على جوائز عديدة في صغري في تجويد القرآن الكريم، وكنت أحب جدا قراءات عبد الباسط عبد الصمد، لهذا فطرتي هي من تأخذني إلى هذا النوع من الفن، رغم أني غنيت أيضا في البداية ما هو عاطفي. ورغم ما قد يقال عن الموسيقى الروحية كونها نخبوية، لكني أرى العكس فهي تمس كثيرا كل من قد يتابعها وإن بالصدفة نحن في حاجة ماسة لمثل هذه الأنماط الغنائية في ظل سيادة المادة والمنطق التجاري والفن الخالي من الروح.
■ لكن الساحة العربية الآن تعرف طفرة في الأغنية المغربية الحديثة؟
□ كفنانة شابة أنتمي للسرب الموجود حاليا بعضهم أصدقاء لي ومعجبة جدا بما حققوه من نجاح، لكني شخصيا متشددة جدا في نوعية الكلمات لا أستطيع غناء أي كلام، مهما كانت الأغنية شبابية بلحن خفيف أحب أن يكون الكلام راقيا ومعبرا ويحكي قصة أو يحمل رسالة، وعرضت علي بالفعل العديد من الأغاني، لكني رفضتها أحيانا بسبب كلمة واحدة لم تعجبني، وهذا بالنسبة لي أحد أوجه احترام الجمهور الذي لا أستطيع خدش سمعه.
■ زملاء لك في «آراب أيدول» تحدثوا عن ممارسات في الكواليس تقصي البعض وتدعم البعض الآخر هل لمست ذلك؟
□ ربما ولأول مرة بالفعل سأتحدث عن هذا الموضوع، من مصادر خاصة جدا علمت أني كنت الثالثة في تصويت الجمهور في أول «برايم»، علما أني لم أغن من اختياري وتم تغيير إطلالتي في آخر لحظة قبل صعودي المسرح بدعوى أن المخرج أراد ذلك، تم أيضا تغيير جودة الصوت في الميكرفون. كل هذا يطرح علامة استفهام كبيرة جدا. صحيح أن الهدف ليس هو اللقب في حد ذاته، لكنك تطرح سؤالا هل تستحق الانسحاب من البرايمات الأولى من بين 27 مرشحا، هناك بالفعل ممارسات غير مفهومة ويكفي أن جميعنا كان يعرف من هي الأصوات التي ستستمر إلى النهاية من خلال ما كنا نعاين من معطيات لا يراها المشاهد.
■ يشبهونك بعزيزة جلال، ماذا يعني لك هذا؟
□ مذ كنت صغيرة أسمع مثل هذا الكلام هو فخر بالنسبة لي أن أشبه بفنانة عظيمة نفتقدها وتركت فراغا كبيرا في الساحة الفنية لأنها صوت وشخصية وأخلاق يندر أن يجتمعوا في فنانة، أعتبر أيضا الفنانة المغربية الراحلة رجاء بلمليح نموذجا ومثلا أعلى لأنها كانت فنانة مثقفة ملتزمة منضبطة ومحتشمة وتمثل بلدها أحسن تمثيل وهذا تحديدا بالنسبة لي خط أحمر، لأنك حتى وإن رزقت صوت كأم كلثوم لا يساوي الأمر شيئا بالنسبة لي إن كان بدون أخلاق وحسن تمثيل لبلدك.
■ ألم تفكري في المشاركة في «ذا فويس»؟
□ تم بالفعل الاتصال بي للمشاركة في «ذا فويس»، وفي برامج أخرى، لكني لم أعد مؤمنة بالوصول السريع، التاريخ يقول إن من خلدت أسماؤهم هم من اشتغلوا وكافحوا وحفروا في الصخر وليس عبر المسابقات التي تمنحك فقاعة نجاح ووهجا لحظيا فقط، لهذا أفضل الآن أن اجتهد وأشتغل بضمير وإرادة بالطريقة نفسها التي أتبعتها في دراستي وأنهجها في عملي.