اخبار حصرية

كيف تصرف صاحب الجنتين بماله

المحتويات

كيف تصرف صاحب الجنتين بماله

تعتبر قصة صاحب الجنتين من القصص التي قصّها القرآن الكريم على المسلمين والهدف من هذه القصص هي أخذ العِظة والعبرة ؛ كيلا نقع فيما وقعت به الأمم السابقة من الأخطاء من جهة، ويستفيدوا من الصواب من جهةٍ أخرى، فالحياة تجارب، والإنسان العاقل يتّعظ بما حدثَ مع غيره من خيرٍ وشر، ويستفيد من هذهِ الدروس السابقة، إضافةً إلى ما في هذهِ القصص من تثبيتٍ لقلبِ النبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيت لقلوب الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم

قصة صاحب الجنتين

خص الله تعالى الإنسان بنعم عظيمة، منها العقل واللسان، يناقش ويحاور، ويشرح قضاياه، ويبين معتقداته، من خلال الحوار، وهو خير وسيلة للتفاهم، وفي قصة صاحب الجنتين التي ذكرها القرآن الكريم ، يتألق موقف المؤمن، الشامخ أمام فتنة المال والجاه، فينبري لصاحبه الكافر يحاوره مذكراً ومحذراً، في حوار قرآني فيه الكثير من العبر. وتعرض الأيات البينات القصة في قوله تعالى: «وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا *كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا *وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا *وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا *وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا *قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا*لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا *وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا *فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا *أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا *وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا *وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا *هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا)، «سورة الكهف: الآيات 32 – 44». توضح القصة أن رجلين مثل كثير من الرجال باختلاف القلوب والعقول أبتلي الله، أحدهما بالعطاء والآخر بالمنع، تناقل المفسرون روايات مختلفة، جعلت للرجلين اسماً ونسباً وحرفة وعقيدة، وقال بعضهم إن هذه ضررها أكثر من نفعها، فالمقصد هو الابتلاء، واختلفوا في حقيقة المثل الوارد في قصة الرجلين، روي أنهما كانا أخوين من بني إسرائيل، ورثا أربعة آلاف دينار، فصنع أحدهما بماله ما ذكره القرآن، واشترى عبيداً، وتزوج وأثرى، وأنفق الآخر ماله في طاعات الله عز وجل حتى افتقر، والتقيا ففخر الغني ووبخ المؤمن، فجرت بينهما هذه المحاورة. وقال ابن عباس هما أخوان من بني إسرائيل، مات أبوهما وترك لهما مالا، فاشترى أحدهما أرضاً وجعل فيها جنتين، وتصدق الآخر بماله فكان من أمرهما في الدنيا ما قصه الله تعالى، وحكى مصيرهما في الآخرة. وجاء في تفسير الإمام السعدي، يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، اضرب للناس مثل هذين الرجلين، الشاكر لنعمة الله، والكافر بها، وما صدر من كل منهما، من الأقوال والأفعال، وما حصل بسبب ذلك من العقاب العاجل والآجل، والثواب، ليعتبروا بحالهما، ويتعظوا بما حصل عليهما. وأحد الرجلين الكافر بالنعمة، جعل الله له جنتين، أي بستانين من أعناب، وفيهما من كل الثمرات، كلتاهما آتت ثمرها وزرعها متضاعفاً، الأنهار في جوانبهما، كثيرة غزيرة، ولذلك الرجل ثمر، ولم تعرض لهما آفة أو نقص، فهذه غاية منتهى زينة الدنيا في الحرث، ولهذا أغتر بهما وافتخر، ونسي آخرته، ثم لم يكفه الافتخار، حتى دخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا ولا تنقطع أو تضمحل، فاطمأن إلى الدنيا ورضى بها، وأنكر البعث. ظالم لنفسه وجاء في تفسير «القرآن العظيم»، دخل الكافر جنته وهو ظالم لنفسه، بكفره وتمرده وتكبره وتجبره وإنكاره المعاد، قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا، اغترار منه، لما رأى فيها من الزروع والثمار والأشجار والأنهار المطردة في جوانبها وأرجائها، ظن أنها لا تفنى ولا تفرغ ولا تهلك ولا تتلف وذلك لقلة عقله، وضعف يقينه بالله، وإعجابه بالحياة الدنيا وزينتها، وكفره بالآخرة، ولهذا قال وما أظن الساعة قائمة، ولئن كان معاد ورجعة ومرد إلى الله، ليكونن لي هناك أحسن من هذا لأني محظي عند ربي، ولولا كرامتي عليه ما أعطاني هذا. قال له صاحبه المؤمن، ناصحاً ومذكراً بحاله الأولى، التي أوجده الله فيها في الدنيا، فهو الذي أنعم عليك بنعمة الإيجاد والإمداد، وواصل النعم، ونقلك من طور إلى طور، حتى سواك رجلاً كامل الأعضاء والجوارح، ويسر لك الأسباب، وهيأ نعم الدنيا، فكيف يليق بك أن تكفر بالذي خلقك من تراب، ثم من نطفة ثم سواك رجلاً وتجحد نعمته، وتزعم أنه لا يبعثك، وإن بعثك أنه يعطيك خيراً من جنتك، هذا مما لا ينبغي ولا يليق. وإن فخرت علي بكثرة مالك وولدك، ورأيتني أقل منك مالا وولداً، فإن ما عند الله، خير وأبقى. استجاب الله دعاءه وأصاب البستانين عذاب، فلم يبقَ منهما شيء، فندم واشتد أسفه.


كيف تصرف صاحب الجنتين بماله

السورة التي وردت فيها قصةُ صاحب الجنتين في القرآن الكريم هي سورة الكهف، قال تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا*كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا) وهذه القصة تُقدِّم لمن يقرأها وجهتي نظر مختلفتين لمظاهر الحياة، وما فيها من رزق يتفاوت بين الناس، بين الغنى والفقر لحكمة ربانيّة عظيمة، فالقصة تتكلّم بواقعيّة عن وجهة نظر إنسان مؤمن فقير، ولكنّه متوكّلٌ على الله، مؤمنٌ بالله حقّ الإيمان؛ لأنّه يعلمُ يقيناً أنّ الحياةَ الدنيا لا تساوي شيئاً لو قُورنت بالآخرة، وما أعدّهُ الله تعالى للمؤمنين في الجنات، والرجل الآخر هو صاحب الجنتين الذي فتنته أملاكهُ فظنّ أن هذا النعيم الدنيوي نعيمٌ دائمٌ؛ وهو رجلٌ كافرٌ بأنعم الله، رزقهُ اللهُ جنتين وبستانين عظيمينِ جميلينِ، وكانت تلك الجنتانِ مزروعتين بالأعناب وتحيط بهما أشجار من النخيل.

الإجابة : صرفت  اموال صاحب الجنتين بكفره ومنعه وتكبّره ، ونسب الخيرَ والنعمة لنفسهِ، بدل أن ينسبها للمُنعِمِ المتَفَضِّل سبحانه وتعالى، وظنَّ أن هذهِ النعمةُ لن تَزول بل ادّعى أنّه إن رجع إلى الله فسيجد أفضل من هذه الجنات لا إيماناً بالله بل تعنّتاً وتكبّراً، فهو يظنُ نفسه صاحب المكانة العالية، وله الوجاهةُ والأفضليةُ على ذلكَ الرجل الفقير ومن في مثل وضعه، (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا*وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا)

حل درس صاحب الجنتين تربية اسلامية للصف العاشر الفصل الدراسي الاول – مدرستي  الامارتية
                     
السابق
من هو هاريس بلقبلة ويكيبيديا السيرة الذاتية
التالي
لماذا يتم وضع الملح على الجمر قبل الشوي

اترك تعليقاً