لفظ يقصد به تثبيت المعنى في نفس السامع؟

وتحتوي اللغة العربية على عدد من الأساليب ، بما في ذلك اسلوب التوكيد ، والتي تستخدم عادة لغرض لتأكيد المعاني لدى القراء والمستمعين، وهناك نوعين من أنواع اسلوب التوكيد وهما التوكيد اللفظي والمقصود به تكرار اللفظ كما هو، اما التوكيد المعنوي فهو تابع لكي يدفع ما قد يتوهمه المخاطب .

شرح اسلوب التوكيد

التوكيد هو كل ثانٍ ذُكر تقريراً أو تأكيداً لما قبله، وللدلالة على أن الكلام ليس فيه تجوّز ولا حذف، ويُفيد تقوية المؤكد وتمكينه في ذهن السامع وقلبه. والتوكيد هو أحد التوابع أي أنه يتبع ويلحق الاسم الذي سبقه بأمور معيّنة.

مثال: إذا قلتَ: “حادثني الوزيرُ” فقد يستعظم السامع ذلك؛ لأن محادثة الوزراء ليست من الأمور الهينة، وربما يتوهم أن الذي حادثك هو وكيله، أو أمين سره أو رجل آخر من مساعديه، وأنك ذكرت لفظ الوزير سهوًا، أو قصدت به شخصًا آخر ممن أسلفنا، فإذا أردت ألا يتسرب مثل هذا التوهم إلى ذهن السامع فاذكر كلمة “نفسه” بعد لفظ الوزير، وقل “حادثني الوزير نفسُه” على نحو ما في المثال الأول، فإنك إن فعلت ذلك تأكد المعنى الحقيقي، ولم يبق هناك مجال للتوهم، ومن أجل ذلك تسمى كلمة “نفسه” توكيداً، ويسمى اللفظ السابق لها وهو “الوزير” مؤكدًا.

أنواع التوكيد

التوكيد المعنوي

ويكون بذكر كلمة تؤكد معنى اللفظ السابق وله نوعان:

1. ما يرفع توهم ما يمكن أن يُضاف إلى المتبوع المُؤكّد، وله لفظان (نفس) و(عين) مثل:
1. “جاء زيدٌ نفسه” و
2. “جاءت هندُ عينُها”
3. ما يرفع توهم عدم إرادة الشمول، وألفاظه هي:
1. كل وجميع: لما هو مكوّن من أجزاء مثل “جاءت القبيلةُ كلُها” و”حضر الطلاب جميعُهم”، ولكن لا يصح قول “جاء زيدٌ كلُه”
2. كلا: للمثنى المُذكر مثل “جاء الطالبان كلاهما”
3. كلتا: للمثنى المؤنث مثل: “نجحت الطالبتان كلتاهما”
4. عامةً: اختلف النُحاء في عدها من ألفاظ التوكيد، وهي تُستخدم للدلالة على الشمول مثل “جاء القوم عامتُهم”

التوكيد اللفظي

وهو تكرار ذكر اللفظ المُؤكد أو بذكر مرادفه في المعنى. وقد يكون التوكيد اللفظي اسماً مثل “ذهب المعلمُ” أو فعلاً مثل “نجح الطالبُ” أو حرفاً مثل “نعم درستُ درسي” أو جاراً ومجروراً مثل “وضعتُ القلم على الطاولة على الطاولة” أو جملة مثل قوله تعالى “كلّا سيعلمون ثم كلّا سيعلمون” (النبأ ٤-٥).

ملاحظة: التوكيد اللفظي أوسع استعمالاً من التوكيد المعنوي لأنه يكون في الأسماء النكرات والمعارف ويكون في الأفعال والحروف والجُمل أما التوكيد المعنوي فإنه يكون في الأسماء المعارف فقط.

توكيد الضمير المتصل والمستتر

يجوز أن يؤكّد بضمير الرفع المنفصل كل ضمير المتصل، مرفوعًا كان مثل (قُمت أنا بالواجب)، أو منصوبًا مثل (أكرمتُك أنت)، أو مجرورًا مثل (مررتُ به هو). فإن التاء في (قُمتُ) والكاف في (أكرمتُك) والهاء في (بهِ) كلها ضمائر متصلة تم توكيدها توكيداً لفظياً باستخدام ضمير رفع منفصل.

إذا كان الفاعل ضميراً مستتراً يجري عليه نفس الأمر بأن يُؤكد بضمير رفع منفصل مثل قوله تعالى ” وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ” (البقرة ٣٥)، فكلمة (أنت) توكيد للضمير المستتر في (اسكن) وتقديره (أنت).

أغراض التوكيد اللفظي

• أن يدفع المُتكلم ضرر غفلة السامع أو عدم الإصغاء.
• أن يدفع عن السامع ظنه بالمتكلم الغلط.
• أن يدفع المتكلم ظن التجوّز، فقد يذكر المتكلم حكماً فيظنُ السامع أن المُتكلم لم يقصد الحكم حقيقةً.
• وقد يكون المقصود تقوية الحكم في ذهن السامع وقلبه كما في قوله تعالى “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” (الشرح ٥-٦)
• وقد يكون للتهويل والتعظيم كما في قوله تعالى “كلّا سيعلمون ثم كلّا سيعلمون” (النبأ ٤-٥)

أمثلة عامة عن التوكيد

• نجح الطالبان كلاهما
• أكرمتُ الفائزينِ كليهما
• رحبتُ بالفائزينِ كليهما
• زرتُ العائدين أنفُسَهم
• رأيتُ المعلماتِ أعينَهن
• ذهبتُ إلى العلماءِ أنفسِهم
• لن أتراجعَ عن تحقيق هدفي عينِه

أمثلة عن التوكيد من القرآن الكريم

• كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (النبأ 4-5)
• فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (الحِجر 30)
• كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (الفجر31 )
• سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (يس 36)
• أولى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أولى لَكَ فأولى (القيامة 34-35)

أمثلة عن التوكيد من الشعر

• قال جميل بثينة:

لا أبوح بحب بثنة إنها * أخذت علي مواثقا وعهودا

• قال حسان بن ثابت:

لساني وسيفي صارمان كلاهما * ويبلغ ما لا يبلغ السيف مزودي

• قال مسكين الدارمي:

أخاكَأخاكَ إنّ من لا أخا له * كساعٍإلى الهيجا بغير سلاح

• قال بشارة الخوري:

نحن يا أخت على العهد الذي * قد رضعناه من المهد كلانا

أمثلة معربة عن التوكيد

• دعونَا الطبيبَ نفسَه

دعونا: (دعا) فعل ماضٍ مبني على السكون. (نا) ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.

الطبيبَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبح الفتحة الظاهرة.

نفسَه: توكيد منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والضمير بعدها مضاف إليه مبني على الضم في محل جر.

• احترقَ أثاثُ المنزلِ جميعُهُ

احترقَ: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة.

أثاثُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

المنزلِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

جميعُهُ: توكيد للفاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والضمير بعده مضاف إليه مبني على الضم في محل جر.

• هل زاركَ أنتَ أحدٌ اليومَ؟

هل: حرف استفهام مبني على السكون.

زاركَ: (زار) فعل ماض مبني على الفتح، والكاف ضمير مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم.

أنتَ: ضمير مبني على الفتح في محل نصب توكيد للمفعول به.

أحدٌ: فاعل مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

اليومَ: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

• اذهبوا أنتم أنفسُكم إلى الناظرِ

اذهبوا: (اذهب) فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.

أنتم: ضمير مبني على السكون في محل رفع توكيد لفظي للضمير، الفاعل.

أنفسُكم: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والضمير بعده مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

إلى: حرف جر مبني على السكون.

الناظرِ: اسم مجرور بعد (إلى) وعلامة جره الكسرة.