سؤال وجواب

لماذا اقسم الله بالعصر ( وش السبب )

المحتويات

لماذا أقسم الله تعالى بالعصر في آية (١) من سورة العصر؟

سورة العصر هي أحد السور المكية، وقد ورد في أحد الروايات أنَّها مدنية، وهي سورة تتألف من ثلاث آيات قرآنية عظيمة، وموقعها في المصحف الشريف هو الجزء الثلاثون والأخير، وترتيبها مئة وثلاث، وهي أحد السور العظيمة التي تُلخص في آياتها الثلاث الكثير من المعاني والمقاصد، كما تذكر أهم الأعمال التي يجب أن يفعلها الإنسان ليتجنَّب الخسران في الآخرة، وهي الإيمان والعمل الصالح والصبر ولتمسّك بالحق.

بسم الله الرحمن الرحيم

( والعصر ) اعلم أنهم ذكروا في تفسير العصر أقوالا :

الأول : أنه الدهر ، واحتج هذا القائل بوجوه :

أحدها : ما روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه أقسم بالدهر ، وكان – عليه السلام -يقرأ : والعصر ونوائب الدهر . إلا أنا نقول : هذا مفسد للصلاة ، فلا نقول : إنه قرأه قرآنا بل تفسيرا ، ولعله تعالى لم يذكر الدهر لعلمه بأن الملحد مولع بذكره وتعظيمه ومن ذلك ذكره في : ( هل أتى ) [ الإنسان : 1] ردا على فساد قولهم بالطبع والدهر .

وثانيها : أن الدهر مشتمل على الأعاجيب لأنه يحصل فيه السراء والضراء ، والصحة والسقم ، والغنى والفقر ، بل فيه ما هو أعجب من كل عجب ، وهو أن العقل لا يقوى على أن يحكم عليه بالعدم ، فإنه مجزأ مقسم بالسنة ، والشهر ، واليوم ، والساعة ، ومحكوم عليه بالزيادة والنقصان والمطابقة ، وكونه ماضيا ومستقبلا ، فكيف يكون معدوما ؟ ولا يمكنه أن يحكم عليه بالوجود لأن الحاضر غير قابل للقسمة والماضي والمستقبل معدومان ، فكيف يمكن الحكم عليه بالوجود ؟ .

وثالثها : أن بقية عمر المرء لا قيمة له ، فلو ضيعت ألف سنة ، ثم تبت في اللمحة الأخيرة من العمر بقيت في الجنة أبد الآباد فعلمت حينئذ أن أشرف الأشياء حياتك في تلك اللمحة ، فكأن الدهر والزمان من جملة أصول النعم ، فلذلك أقسم به ونبه على أن الليل والنهار فرصة يضيعها المكلف ، وإليه الإشارة بقوله : ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ) [ الفرقان : 62 ]

ورابعها : وهو أن قوله تعالى في سورة الأنعام : ( قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله ) [ الأنعام : 12 ] إشارة إلى المكان والمكانيات ، ثم قال : ( وله ما سكن في الليل والنهار ) [ الأنعام : 13 ] وهو إشارة إلى الزمان والزمانيات ، وقد بينا هناك أن الزمان ص: 81 ] أعلى وأشرف من المكان ، فلما كان كذلك كان القسم بالعصر قسما بأشرف النصفين من ملك الله وملكوته .

وخامسها : أنهم كانوا يضيفون الخسران إلى نوائب الدهر ، فكأنه تعالى أقسم على أن الدهر والعصر نعمة حاصلة لا عيب فيها ، إنما الخاسر المعيب هو الإنسان .

وسادسها : أنه تعالى ذكر العصر الذي بمضيه ينتقص عمرك ، فإذا لم يكن في مقابلته كسب صار ذلك النقصان عين الخسران ، ولذلك قال : ( لفي خسر ) ومنه قول القائل :

لماذا اقسم الله بالعصر

الجواب : للتأكيد على أهميته وبيان مقامه فهو العبرة التي يجب أن يعتبر منها كل إنسان في كل وقت وزمان قبل موته.


والعصر هو الزمان الذي يعيش فيه الإنسان، وقد بيَّن القسم بالعصر في سورة العصر ضرورة الاعتبار من كون العصر هو المكان الذي لا بدَّ للمرء من استغلاله بالأعمال الصالحة والإيمان بالله تعالى والتمسك بالصبر والحق، لأنَّ عصر الإنسان والزمن الذي يعيش فيه حياته هو الوقت المرهون إمَّا بخسارة الإنسان من خلال القيام بالأعمال السيئة والتمسّك بالشر، أو بفوزه برضا الله تعالى ونعيمه، من خلال التمسّك بالأعمال الصالحة والعبادة، والله أعلم.

                     
السابق
امتد حكم الدويلات التي تحكم المنطقة الشرقية إلى بلاد نجد
التالي
حل تمرين 22 ص 105 فيزياء 1 ثانوي علمي

اترك تعليقاً