لماذا القاضي لا يرد السلام على المتهم
انتشرت هذه القصة كثيراً وباتت مثيرة للجدل حول سبب عدم رد القضاة السلام على المتهمين ، حتى أن بعض من الناس لا يتحمل التصرف المخالف من بعض القضاة بعدم رد السلام عليهم وهناك من يتذمر على القاضي لعدم رده السلام ويتلفظ بكلمات الوعظ والارشاد والتذكير بالنصوص الشرعية الواردة في افشاء السلام بين المسلمين ، ورغم أن أهل الدين منغلقون ومتقوقعون على أنفسهم غير عابئين بمشاعر الناس، لا تعرف البسمة لشفاههم طريق، التمس عذرا إن كان ثمة عذر بأن القاضي لم يرد السلام لأنه مشغول بأعمال الفكر في بعض القضايا حتى ذهل ذهنه عن رد السلام، ولكن تبقى الملامة في مكانها فإن أهل العلم مجمعون على أن رد السلام واجب، وهم مختلفون في وجوب الابتداء بالسلام، وقد رجح بعض أهل العلم أن البدء بالسلام واجب أيضا كوجوب الرد ولزومه.
لماذا لايرد القاضي السلام؟ هل ساورته نفسه أن رد السلام سيجرئ الخصوم أو بعضهم أو أصحاب المطالبات على القاضي نفسه؟ أم ضغط العمل وكثرة المرافعات ومشاكل الناس لها القسط المعلى والسهم الأهم في ذلك؟ أم سيفقد القاضي توازنه في الحكم حينما يرد السلام ويبش في وجوه الناس؟ أم له مستند شرعي فيما أقدم عليه من عدم رد السلام لا يعلمه إلا هو؟ أم هو الزهو في النفس الذي دعا بدوره بعض القضاة إلى الرؤية الدونية للغير، بحيث رأى أنهم لا يستحقون رد السلام؟ أم قد قصر السلام على فئة من الناس دون الآخرين؟ نعم إذا كان عدم الرد من باب التأديب بالهجر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع كعب بن مالك وصاحبيه. أترك الإجابات إلى من كان من القضاة لا يرد السلام، وأناشد كل القضاة بأن يتقوا الله في أنفسهم وفي إخوانهم المسلمين ويردوا عليهم السلام، فإني أعتقد أن النصيحة للخصوم مطلوبة، والملاطفة تلين القلوب، والبشاشة تريح النفوس، وحسن المعاملة تستخرج الحق بأقرب طريق وأسرع زمن، ورد السلام فيه الخير كله فإن الله هو السلام ومنه السلام، ولا سلامة ممن لم يفش السلام.