المحتويات
ما حكم الفرار يوم الزحف
التولي يوم الزحف هو الفرار من ميدان المعركة أو الحرب، وهو من السبع الموبقات أو السبع الكبائر التي حرمها الله، في قول النبي محمد (غاية الاجتناب يوم الزحف هو حمايه للدين) وأيضاً لقوة الدفاع.
بدليل قوله تعالى: وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ . وأيضاً قوله تعالى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
وفي الحديث الصحيح، روى البخاري ومسلم في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اجتنبوا السبع الموبقات -يعني: المهلكات- قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات )
.حكم الفرار من الزحف:
يجب على المسلم الثبات أمام الكفار عند القتال.
وإذا التقى الجيشان فيحرم الفرار من الزحف إلا في حالتين:
التحرف للقتال.. والتحيز إلى فئة.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ [15] وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [16]} [الأنفال: 15- 16]
لماذا النهي عن الفرار يوم الزحف
بعد الحديث عن حكم الفرار يوم الزحف، من الجدير الحديث عن سبب تحريم الفرار يوم الزحف، بل إنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عدّه من الكبائر؛ لأن الفرار يوم الزحف يسبب الضعف والوهن لجيش المسلمين، وقد ينهزم الجيش في المعركة بسبب الفرار من أرض المعركة، وقد أمر الله -تعالى- المؤمنين بالثبات عند لقاء الأعداء، فقد قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}،[٧] فالفرار من الزحف من الكبائر لما يترتب عليه من مفاسد كبيرة، أما إذا أراد المقاتل أنّ يُغيّر مكان قتاله إلى مكان آخر أنسب للقتال فلا يُعدُّ ذلك من الفرار، كما أنّ الانضمام إلى جهة أخرى في أرض المعركة لمساعدة فئة من المسلمين على الأعداء لا يُعتبر من ضمن الفرار يوم الزحف
.