منوعات

ما مظهر التّيسير على المُسلم في الوضوءِ عن من جُرِحَ في يدِه؟

المحتويات

ما مظهر التّيسير على المُسلم في الوضوءِ عن من جُرِحَ في يدِه؟ 

تعددت صور ومظاهر التيسير ومعايشة واقع حياة الناس في شريعتنا الإسلامية، لتؤكد تلك الصور والمظاهر على صلاحية الشريعة الخاتمة للتطبيق وتلبية حاجات المسلمين في كل عصر وفي كل مكان . . وأهم أسس قام عليها التشريع الإسلامي خمسة وهي: (نفي الحرج، وقلة التكاليف، والتدرج في التشريع، ومراعاة مصالح الناس، والعدالة المطلقة) .
ونفى الحرج يعني حرص المشرع الإسلامي على التيسير على الناس وعدم إيقاعهم في الضيق والحرج، ولذا جاءت تكاليف شريعتنا الغراء في حدود الاستطاعة البشرية وهنا يقول الحق سبحانه: “وما جعل عليكم في الدين من حرج” ويقول سبحانه: “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها” ولقد انتقلت هذه المعاني إلى نفس الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: “بعثت بالحنيفية السمحة” وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً .

أمثلة على التيسير في العبادة

قد شرع الله لنا الحلال، وأباح الطيبات من الطعام والشراب وحرم علينا ما فيه ضرر بنا كالميتة والدم ولحم الخنزير وشرب الخمر ومع ذلك فقد رخص لنا في هذه المحرمات عند الضرورة كأكل الميتة إذا لم يوجد غيرها وكان الإنسان مشرفاً على الموت والهلاك، وكشرب الخمر عند الضرورة القصوى كوجودها في صحراء جرداء لا ماء فيها عند العطش الذي يؤدي إلى الهلاك .

مظاهر التيسير في الشريعة الإسلامية PDF

وأيضاً المحرمات في شريعة الإسلام محصورة أو مستثناة مثل آية التحريم في النكاح، فالتحريم فيه محصور بأصناف معينة من النساء بخلاف الحل فقد ورد في شأن التحريم قول الله سبحانه: “حرّمت عليكم أمّهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعمّاتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمّهاتكم اللاّتي أرضعنكم وأخواتكم من الرّضاعة وأمّهات نسائكم وربائبكم اللاّتي في حجوركم من نّسآئكم اللاّتي دخلتم بهنّ فإن لّم تكونوا دخلتم بهنّ” . وهذا على سبيل الحصر أما الحل فقد ورد فيه قول الله تعالى: “وأحلّ لكم مّا وراء ذلكم” .

مظاهر اليسر في المعاملات

ومن مظاهر التيسير والرحمة في تشريعات الإسلام اقتصارها في التكاليف على أمور محددة وقليلة كي لا يرهق كاهل الناس وكي لا يشق عليهم فالمتتبع نصوص الشريعة يجد أنها قد تضمنت قلة في التكاليف سواء كانت واجبة أم محرمة، فمن الواجبات المطلوبة العبادات من صلاة، وزكاة، وصيام وحج ولو بحثنا هذه العبادات بحثاً مستفيضاً بحالتها لوجدنا أنها قليلة يتيسر على الإنسان أداؤها

أمثلة رفع الحرج

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:

فبسبب انتشار مرض “كورونا الجديد”؛ جاء في قرار هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ما نَصُّه: (يسوغ شرعاً إيقاف صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في المساجد، والاكتفاء برفع الأذان)؛ وذلك رفعاً للحَرَج عن المُصلِّين، وحِفاظاً على أرواحهم.

عباد الله.. من الأصول التي بُنِيت عليها الشريعة الإسلامية رَفْعُ الحرجِ عن المُكلَّفين؛ بل القواعدُ الخمس الكبرى – التي عليها مدار الفقه الإسلامي – تندرج تحت أصل رفع الحرج.

ومن الآيات القرآنية الدالة على رفع الحرج، والتيسير، والتخفيف على المُكلَّفين، قوله تعالى: ﴿ مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78]؛ وقوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]؛ وقوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ﴾ [النساء: 28].

وأجمع العلماء: على أنَّ الحرج مرفوع عن هذه الأمة، ولم يُعلم في ذلك مُخالِف. وأسباب رفع الحرج في الشريعة الإسلامية متعدِّدة ومتنوِّعة

• فمن أمثلة رفع الحرج بسبب “الاضطرار والضَّرورة”: مشروعية التَّيمم عند فَقْدِ الماء، أو تعذُّر استعماله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «يا أَبَا ذَرٍّ! إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ، وَإِنْ لم تَجِدْ الْمَاءَ إلى عَشْرِ سِنِينَ، فإذا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ جِلْدَكَ» صحيح – رواه أحمد وأبو داود والترمذي. وأنَّ المُحْرِم إذا لم يجد نعلين لَبِسَ الخُفَّين، وإذا لم يجد إزاراً لبس السَّراويل؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ» رواه مسلم.

أمثلة على يسر الإسلام

جاءت تعاليم الشريعة الإسلامية ميسرة، سهلة التطبيق، تراعي حاجات الناس وظروفهم.
فنجد العبادات المطلوبة من المسلم لا تخالف العقل ولا الفطرة، وتمتاز بالتوسط دون إفراط فتنسى الدنيا، ولا تفريط فتنسى الآخرة، فلا تجد تكليفاً وأمراً ربانياً إلا طبقه ملايين المسلمين في كافة الأزمنة دون حرج أو عسر، وصدق -تعالى- إذ قال: (مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ). ومع يسر العبادات في الحال الطبيعي، نجد المزيد من اليسر والرخص في أحوال المضطرين؛ كالمسافر والمريض، وفي أحوال الفقراء والمساكين؛ كربط الحج والزكاة والعبادة التي تحتاج المال بالاستطاعة والقدرة


من مظاهر اليسر في العبادات قصر الصلوات في السفر

رخص الصلاة للمسافر

شرع الله عدة أحكام خاصة بالصلاة عند السفر سواء أكان المسافر ماشياً على قدميه، أو راكباً بالطائرة أو السفينة أو السيارة، وذلك مراعاةً لظروف المسافر، وتخفيفاً عليه لما يتحمله من مشاق جسدية ونفسية في السفر، ومن الرخص التي شرعها الله للمسافر:

  • قصر الصلاة في حالة السفر: وهي من الرخص الثابتة التي شرعها الله لعباده في حالات السفر، فقال تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ) [النساء: 101] جعل الله الصلاة في حالة السفر أخف منها في حالة الاستقرار، حيث يعتبر القصر في الصلاة من السنن المؤكدة عن الرسول “صلى الله عليه وسلم”، إذ يقصر المسافر الصلاة الرباعية، فيصليها ركعتين فقط، أما صلاتي الفجر والمغرب فتبقى كل منهما كما كانت قبل السفر، الفجر ركعتان، والمغرب ثلاث ركعات.
  • اليسر في صلاة المسافر بالطائرة، حيث يجوز له تأخيرها إلى انتهاء الرحلة، أما إذا أراد أن يصليها فيجوز له أن يصليها وهو جالس على مقعده إن تعسر إيجاد مكان للصلاة.
  • اليسر في تحري القبلة للمسافر في السفينة، حيث إنه يتجه إليها قدر استطاعته، كما يجوز له أن يصليها وهو جالس، حيث يجب عليه أن يومئ بالسجود والركوع، وذلك في حالات الأمواج العاتية.

تعريف اليسر ورفع الحرج لغة واصطلاحا

من الأصول التي بنيت عليها الشريعة الإسلامية رفع الحرج عن المكلفين، فالشارع لم يكلف عباده بالشاق ولم يعنتهم في التكليف  ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ﴾ [البقرة: 220] ، وعند التأمل في القواعد الخمس الكبرى التي عليها مدار الفقه الإسلامي نجد أنها كلها تندرج تحت أصل رفع الحرج؛ فلا عمل دون نية، ولو لم يتم اعتبار هذه النية لوقع الناس في حرج، فإعمال قاعدة “الأمور بمقاصدها” يرفع ذلك الحرج، وفي إعمال قاعدة “اليقين لا يزول بالشك” ثبات لحياة الناس بثبات اليقين، ولو زال اليقين بالشك لما استقرت حياتهم، ولوقعوا في حرج؛ لعدم ثبات الشكوك، وكثرتها، وفي إعمال قاعدة: “العادة محكمة” مرجع يتحاكم الناس إليه في معاملاتهم، ولولا إعمالها لطالت خصوماتهم، ولوقعوا في الحرج، وفي إعمال قاعدة “المشقة تجلب التيسير” رفع لحرج المشقة غير المعتادة، وكذلك في إعمال قاعدة “لا ضرر ولا ضرار” حماية لحياة الناس من الضرر الذي يوقعهم في الحرج، قال ابن العربي:”ولو ذهبت إلى تعديد نعم الله في رفع الحرج لطال المرام”، فرفع الحرج “من أعظم مقاصد التشريع

كان النبي يحب التيسير في أمور

يا أيها الذين آمنوا إذا أردتم القيام إلى الصلاة، وأنتم على غير طهارة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم مع المرافق (والمِرْفَق: المِفْصَل الذي بين الذراع والعَضُد) وامسحوا رؤوسكم، واغسلوا أرجلكم مع الكعبين (وهما: العظمان البارزان عند ملتقى الساق بالقدم). وإن أصابكم الحدث الأكبر فتطهروا بالاغتسال منه قبل الصلاة.
                     
السابق
عند امتصاص حرارة من الجسم فإن الأنتروبي؟
التالي
كيفية التقديم على برنامج القوى العاملة الصحية الزائرة في الحج 1443 والشروط

اترك تعليقاً