حسب الاعتقاد الشيي فإن دحو الأرض هو اليوم الذي بسط الله تعالى فيه الأرض من تحت الكعبة على الماء، وقد أشار الله تعالى في آية 30 من سورة النازعات وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ، كما أشار في آيات آخرى إلى بسط الأرض ومهدها تمهيداً لسكنها، يعتقد الشيعة أنه يوم 25 من ذي القعدة، وهو من الأيام الأربعة التي خصت بالصيام عند الشيعة .
المحتويات
ما معنى دحو الارض سورة النازعات
ورد دحو الأرض في عدة آيات، أبرزها قوله تعالى في سورة النازعات وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا .، ودحو الأرض بمعنى بسطها ومدها، ودحاها أي: أزالها عن مقرها، وهو من قولهم:دحا المطر الحصى عن وجه الأرض، أي:جرفها
المقصود بدحو الأرض أنّ الكرة الأرضية في بدايتها كانت مغمورة بمياه الأمطار الغزيرة التي هطلت عليها لفترة طويلة، إلّا أن تلك المياه تدريجياً استقرت في المنخفضات الأرضية،وبذلك تشكلت البحار والمحيطات، وعلت اليابسة على أطرافها وتوسعت تدريجياً، وكانت مكة أول نقطة يابسة ظهرت من تحت الماء، حسب الأحاديث الإسلامية.
رأي المفسرين في معنى وتفسير دحو الارض
أشار الفخر الرازي في تفسيره، اولاً:أن الله تعالى خلق الأرض اولاً ثم خلق السماء ثانياً، ثم دحى الأرض بعد ذلك بمعنى بسطها، وذلك لأنها كانت أولاً كالكرة المجتمعة، ثم إن الله تعالى بسطها ومدها؛لما روى عن عبد الله بن عمر:خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنة، ومنه دحيت الأرض. ثانيأ:أن معنى قوله تعالى (دحاها) ليس مجرد البسط، بل المراد أنه بسطها بسطاً مهيأ لنبات الأقوات، وهذا هو المراد من قوله: (أخرج منها ماءها ومرعاها)؛وذلك لأن هذا الاستعداد لا يحصل للأرض إلا بعد وجود السماء فإن الأرض كالأم والسماء كالأب، ومالم يحصلا لم تتولد أولا المعادن والنباتات والحيوانات.ثالثاً: أن معنى قوله تعالى:(والأرض بعد ذلك) أي مع ذلك.
وقدأشار الطبري في تفسيره إلى اختلاف المفسرين في معنى قوله تعالى:(بعد ذلك)؛فقال بعضهم:أن دحو الأرض حصل بعد خلق السماء؛استناداً لما جاء عن ابن عباس، قوله:أن اللهَ خلق الأرض بأقواتِها من غير أن يدحوها قبل السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهنَّ سبع سماوات، ثم دحا الأرض بعد ذلك. وقال آخرون: معنى ذلك أن الأرض مع ذلك دحاها.وقالوا:أن الأرض خُلقت ودُحيت قبل السماء، وذلك لقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
قالوا:فأخبرَ اللهُ أنه سوى السماوات بعدَ أن خلق مافي الأرض جميعاً، وعلى هذا فلاوجه لقوله تعالى: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا .إلا ماذكرنا
الأحاديث الواردة فيه معنى دحو الأرض
وردت روايات عديدة في دحو الأرض، منها:
- عن أبي عبد الله الصادق أنّه قال:(إن الله عز وجل دحا الأرض من تحت الكعبة إلى منى ثم دحاها من منى إلى عرفات ثم دحاها من عرفات إلى منى فالأرضُ من عرفاتٍ وعرفاتٌ من منى ومنى من الكعبة)
- جاء عن أبي حمزة الثمالي قوله:قلت لأبي جعفر عليه السلام في المسجد الحرام:لأي شيء سماهُ اللهُ العتيق؟فقال: أنّه ليس من بيت وضعه الله على وجه الأرض إلّا له ربٌ وسكانٌ يسكنونه غير هذا البيت، فإنّه لا رب له إلّا الله عز وجل وهو الحرم. ثم قال: إن الله عز وجل خلقهُ قبلَ الأرض ثم خلقَ الأرض من بعدهِ فدحاها من تحته.
- عن الحسن بن علي الوشاء قال:كنت مع أبي وأنا غلام فتعشينا عند الرضا عليه السلام ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة فقال: ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم وولد فيها عيسى بن مريم عليهما السلام،وفيها دحيت الأرض من تحت الكعبة، وأيضاً خصلة لم يذكرها أحد فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهراً.