مرحبا بعلم النحو والدروس الممتعة التي يمكن فهمها بطريقة مبسطة وحفظ قوانينها ، اليوم نتطرق لشرح التشبيه البليغ في علم النحو وهو من الدروس المميزة والممتعة ن فالتشبيه هو عقد مقارنة بين طرفين أو شيئين يشتركان في صفة واحدة ويزيد أحدهما على الآخر في هذه الصفة، باستخدام أداة للتشبيه .
مثال: الرجل كالأسد في قوته.
تحليل الجملة:
- الرجل : مشبه.
- قوته : وجه الشبه.
- ك: أداة التشبيه.
- الأسد: هو المشبه به.
المحتويات
ما هو التشبيه البليغ ؟
التّشبيه البليغ هو التّشبيه الذي حُذف منه وجه الشّبه وأداة التّشبيه، وقد ذكر الرّماني في وصف التشبيه البليغ أنّه: إخراج الأغمض إلى الأظهر بأدة التشبيه مع حسن التأليف، وورد عن عبد القاهر الجرجاني أنّه قال: زيدٌ أسدٌ تشبيه على حد المبالغة، أمّا ابن الأثير فقد قال: التشبيه لا يُعمد إليه إلّا لضرب من المبالغة، فلا بُد فيه من تقدير لفظة “أفعل” فإن لم تُقدّر فيه لفظة أفعل فليس بتشبيه بليغ.
فائدة التّشبيه هي تقريب صورة الموصوف من ذهن المُتلقّي، وجعلَ القارئ أكثر قُربًا ممّا يقرأ، وممّا يزيد القارئ مُتعة ويجذبه للتعمُّق في القراءة أكثر هو محاولة التوحيد بين المُشبه والمشبه به باستخدام التشبيه البليغ، وهذا التشبيه البليغ يأتي على صور عدة.
صور التشبيه البليغ هي :
المبتدأ والخبر (بلادنا جنةٌ): تشبيه بليغ متروك الأداة والوجه، وقد جاء من ناحية التركيب النحوي على هيئة جملة اسمية، والمُشبّه هو كلمة بلادنا، والمشبه به جنة، فقد شُبهت البلاد بالجنة، وللقارئ أن يتخيّل وجه الشبه بين البلاد والجنة ويستمتع بالوصول إلى النقطة الالتقاء بين المشبه والمشبه به.
الحال وصاحبها (ظهرت الطفلة على المسرح شمسًا): في هذه الجملة تشبيه للطفلة بالشّمس، فالطفلة هي المُشبّه، والشمس هي المُشبّه به، وهو تشبيه بليغ لخلوّه من الأداة ووجه الشبه، وقد جاء على هيئة الحال وصاحب الحال، فالمُشبّه به هو الحال (شمسًا) والمُشبّه هو صاحب الحال(الطفلة).
المفعول المطلق المبين للنوع عندما يقول أحدهم: (وثبَ الطفل وثبة الغزال)، فإنّه استخدم تشبيهًا بليغًا، أوْصَل من خلاله الهيئة التي قفز فيها الولد، مُستخدمًا لهذا التشبيه المفعول المطلق المبين للنوع، فالمشبه هو وثوب الطفل، والمشبه به هو وثبة الغزال، ويُمكن استنباط الشبه بينهما من أنّ وثبة الغزال فيها خفة ورشاقة وسرعة، وكذلك كانت وثبة الطفل.
المضاف إلى المشبه يُقصد به أن يكون المشبه مضافًا إليه، والمشبه به هو المضاف، مثل قولهم: (ابتعدوا عن ظلمات الجهل)، فقد شُبّه الجهل بالظلمات، وجاء التشبيه البليغ على صورة تركيب إضافي.
أمثلة عن التشبيه البليغ من القرآن الكريم
قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}، تشبيه بليغ، وجاء على شكل المفعول المطلق المبين للنّوع، فقد شبّه مرور الجبال بمرور السحاب.
قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}[٧]، تشبيه بليغ، فقد شبّه أزواج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأمهات المؤمنين، وحُذفت الأداة ووجه الشبه، ويُمكن تقدير وجه الشبه بالمكانة الرفيعة والعظيمة.