المحتويات
ما هو السبب المباشر للحرب العالمية الثانية؟
الحرب العالمية الثانية هي حرب دولية بدأت في الأول من سبتمبر من عام 1939 في أوروبا وانتهت في الثاني من سبتمبر عام 1945، شاركت فيها أو تأثرت بها الغالبية العظمى من دول العالم منها الدول العظمى في حلفين عسكريين متنازعين هما: قوات الحلفاء، ودول المحور، كما أنها الحرب الأوسع في التاريخ، وشارك فيها بصورة مباشرة أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 بلدًا، وقد وضعت الدول الرئيسية كافة قدراتها العسكرية والاقتصادية والصناعية والعلمية في خدمة المجهود الحربي. أدت الحرب العالمية الثانية إلى عدد كبير من القتلى المدنيين،[3][4] لعبت الطائرات دورًا رئيسيًا في الصراع، حيث مكّنت القصف الاستراتيجي للمراكز السكنية الذي أودى بحياة حوالي مليون شخص، ومنه القنبلتان الذريتان اللتان ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي،[5] أدت الحرب إلى وقوع ما بين 50 و85 مليون قتيل حسب التقديرات؛ غالبيتهم من المدنيين. لذلك تعد الحرب العالمية الثانية أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية.[6] مات عشرات الملايين من الناس بسبب الإبادة الجماعية (بما في ذلك الهولوكوست) والجوع والمجازر والأمراض. في أعقاب هزيمة دول المحور، تم احتلال ألمانيا واليابان، وأجريت محاكم جرائم حرب ضد القادة الألمان واليابانيين.
كانت الإمبراطورية اليابانية قد أعلنت الحرب على جمهورية الصين في 7 يوليو 1937؛ حيث هدفت إلى السيطرة على آسيا والمحيط الهادي،[7] إلا أن البداية الفعلية للحرب تعتبر في الأول من سبتمبر عام 1939،[8] وذلك عندما قامت ألمانيا باجتياح بولندا، وتوالت بعدها إعلانات الحرب على ألمانيا من قبل فرنسا والمملكة المتحدة. ومن أواخر عام 1939 إلى أوائل عام 1941، سيطرت ألمانيا النازية على مساحة واسعة من قارة أوروبا بعد سلسلة من الحملات العسكرية، وشكلت تحالف دول المحور مع إيطاليا واليابان، كما اتفقت مع الاتحاد السوفييتي على تقاسم الأراضي المجاورة لهما: بولندا، وفنلندا، ورومانيا، ودول البلطيق. بقيت المعركة الأساسية في الحرب هي بين دول المحور من جهة، والمملكة المتحدة إلى جانب دول الكومنولث من جهة أخرى، إضافة إلى حملة في شمال إفريقيا وحملة أخرى في شرق إفريقيا، إضافة إلى معركة برلين الجوية وقصف لندن، وحملة البلقان، ومعركة المحيط الأطلسي. وفي يونيو 1941، قام تحالف دول المحور بغزو الاتحاد السوفييتي فيما يعرف بعملية بارباروسا، ما أدى إلى إشعال الجبهة الشرقية، وهي أكبر مسرح للحرب في التاريخ، ما جعل كبرى دول المحور في حرب استنزاف، وقامت اليابان في ديسمبر 1941 بالهجوم على ميناء بيرل هاربر، كما هاجمت منطقة ملايا البريطانية في المحيط الهادي، فسيطرت سريعًا على جزء كبير من غرب المحيط الهادي.
توقف تقدم دول المحور عام 1942، عندما خسرت اليابان في معركة ميدواي بالقرب من ولاية هاواي الأمريكية، كما خسرت ألمانيا في معركة العلمين الثانية شمال إفريقيا، كما هزمها الاتحاد السوفييتي فوزًا حاسمًا في معركة ستالينغراد، وفي عام 1943، تلقت ألمانيا سلسلة هزائم على الجبهة الشرقية، كما قام الحلفاء بغزو صقلية، وغزو إيطاليا الذي أدى إلى استسلام إيطاليا، إضافة إلى انتصارات الحلفاء في المحيط الهادي، ففقدت دول المحور زمام المبادرة وبدأت تراجعًا استراتيجيًا في كافة الجبهات. وفي عام 1944، قام الحلفاء بتحرير فرنسا فيما يعرف بالإنزال النورماندي، في حين استعاد الاتحاد السوفييتي جميع المناطق التي خسرها وقام بغزو ألمانيا وحلفائها. وفي العامين 1944 و1945 تراجعت اليابان في جنوب وسط الصين وفي حملة بورما، في حين قام الحلفاء بشل حركة البحرية الإمبراطورية اليابانية وسيطرت على الجزر الرئيسية في المحيط الهادي.
انتهت الحرب في أوروبا بغزو الحلفاء لألمانيا، وسيطرة الاتحاد السوفييتي على برلين والاستسلام غير المشروط من قبل ألمانيا في 8 مايو عام 1945. وعقد بعدها مؤتمر بوتسدام قرب برلين، والذي صدر خلاله إعلان بوتسدام في 26 يونيو 1945، وقامت الولايات المتحدة في 6 أغسطس و9 أغسطس من عام 1945 بإلقاء قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناغازاكي (على الترتيب)، تبع ذلك استسلام اليابان في 15 أغسطس 1945.
غيرت الحرب العالمية الثانية الخارطة السياسية والعسكرية والبنية الاجتماعية في العالم، كما أدت إلى إنشاء الأمم المتحدة لتعزيز التعاون الدولي ومنع الصراعات في المستقبل، وأصبحت الدول المنتصرة في الحرب: الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي والصين والمملكة المتحدة وفرنسا أعضاء دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة،[9] فيم برزت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كقوى عظمى على الساحة الدولية، وانحسر نفوذ القوى الأوروبية، وهذا ما مهد الطريق للحرب الباردة والتي استمرت في السنوات الـ46 القادمة، أما الدول الكبرى الأوروبية فقد تضاءل نفوذها، حيث بدأت حركات الاستقلال في آسيا وإفريقيا. اتجهت الدول التي تضررت الصناعة فيها إلى إصلاح وضعها الاقتصادي، أما على الصعيد السياسي، تحديداً في أوروبا فقد بدأت مرحلة تكامل سعيًا لتجنب العداوات التي تسبب الحروب، وأن يكون للأوروبيين هوية مشتركة
التسلسل الزمني
بشكل عام يعتبر تاريخ بداية الحرب هو الأول من سبتمبر 1939،[11][12] حيث بدأ الغزو الألماني لبولندا، تلاه إعلان كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا في الثالث من سبتمبر،[13] أما في المحيط الهادي فيعتبر تاريخ بداية الحرب هو بداية الحرب اليابانية الصينية الثانية في السابع من يوليو 1937،[14][15] حتى أن البعض يعتبر تاريخ البداية هو الغزو الياباني لمنشوريا في التاسع عشر من سبتمبر 1931.[16][17]
واتبع آخرون ما قاله المؤرخ البريطاني ألان جون بيرسيفال تايلور، وهو أن كلًا من الحرب اليابانية الصينية الثانية والحرب في أوروبا قد تزامنتا واندمجتا عام 1941. وهنالك تواريخ أخرى لبداية الحرب مثل الحرب الإيطالية الإثيوبية الثانية في الثالث من أكتوبر 1935.[18] ويرى المؤرخ البريطاني أنتوني بيفور أن الحرب العالمية الثانية بدأت مع بداية معركة خالخين غول بين اليابان والقوات المنغولية والاتحاد السوفييتي من مايو إلى سبتمبر 1939.[19]
ولم يتفق الجميع على تاريخ محدد لنهاية الحرب، فقد كان الميل أكثر إلى أن الحرب انتهت في هدنة الرابع عشر من أغسطس 1945 وهو يوم الانتصار على اليابان، وليس اليوم الذي أعلنت فيه اليابان استسلامها (2 سبتمبر 1945).[20] وتم توقيع معاهدة سلام مع اليابان عام 1951 لمناقشة كافة التفاصيل المتبقية مثل دفع تعويضات إلى السجناء الذين تعرضوا للاعتداء. إلا أن آخر جندي ياباني -وهو هيرو أونودا- لم يستسلم إلا عام 1974. وبعد ذلك عقدت معاهدة سلام للاستقرار النهائي لألمانيا الذي مهد لإعادة توحيد ألمانيا عام 1990 وتم بذلك حل كافة المشاكل التي تبعت الحرب العالمية الثانية.
النزعة العسكرية
النزعة العسكريّة هي مبدأ أو سياسة الحفاظ على قدرة عسكرية قويّة لاستخدامها بقوة لتوسيع المصالح و/ أو القيم الوطنية، مع الرأي القائل بأن الكفاءة العسكريّة هي المثال الأعلى للدولة.[2] سادت عقيدة وطنية عسكريّة عدوانيّة للغاية في ألمانيا واليابان وإيطاليا.[3] هذا الموقف غذى التقدم في التكنولوجيا العسكرية، والدعاية التخريبية، والتوسع الإقليمي في نهاية المطاف كذلك. غالبًا ما يشعر قادة الدول التي تم تسليحها بالحاجة إلى إثبات أن جيوشهم مهمة وهائلة، وكان هذا في كثير من الأحيان عاملاً مساهماً في بداية النزاعات في فترة ما بين الحربين، مثل الحرب الإيطالية الإثيوبية الثانية والحرب اليابانية الصينية الثانية.[4]
خلال فترة جمهورية فايمار (1919- 1933م) ، تم إطلاق انقلاب كاب الذي كان محاولةً للانقلاب ضد الحكومة الجمهورية، من قبل أعضاء ساخطين في القوّات المسلحة. بعد هذا الحدث، غرق بعض من المتشددين العسكريين والقوميين في الحزن واليأس في الحزب النازي، بينما انخفضت عناصر أكثر اعتدالاً من النزعة العسكريّة. وكانت النتيجة تدفق رجال ميالين عسكريا إلى الحزب النازي الذي عندما اقترن بنظرياتهم العنصرية، غذى المشاعر الفاسدة ووضع ألمانيا في مسار تصادمي في الحرب مع جيرانها المباشرين.
ساهم اثنان من العوامل المتزامنة في اليابان على حد سواء في القوة المتزايدة لجيشها والفوضى في صفوفها المؤدّية إلى الحرب العالميّة الثانية. أحدهما كان قانون مجلس الوزراء، والذي كان يتطلب تشكيل الجيش الإمبراطوري الياباني (IJA) والجيش الإمبراطوري الياباني (IJN) لترتيب الخدمة. أعطى هذا أساساً سلطة الفيتو العسكري على تشكيل أيّ حكومة في البلد البرلماني. كما شكّلت فيرال الإطاحة بالقوى العليا، أو العصيان المؤسسي من قبل صغار الضباط عاملاّ إضافياّ. لم يكن من غير المألوف أن يقوم ضباط صغار متطرفون بالضغط على أهدافهم، إلى حد اغتيال كبار السن. في عام 1936م، أدت هذه الظاهرة إلى حادث 26 فبراير، حيث حاول الضباط الصغار خلق انقلاب حيث قتلوا أعضاء بارزين في الحكومة اليابانيّة. في الثلاثينيات من القرن العشرين، دمر الكساد العظيم اقتصاد اليابان وأعطى عناصر راديكاليّة في الجيش الياباني الفرصة لإجبار الجيش بأكمله على العمل من أجل فتح كل آسيا. على سبيل المثال، في عام 1931م قام جيش كوانتونغ (وهو قوة عسكرية يابانية متمركزة في منشوريا) بحملة موكّدين، التي أشعلت غزو منشوريا وتحولها إلى دولة مانشوكو اليابانية.