المحتويات
ما هي الماسونية قصة منظمة سريّة
الماسونية أو البناؤون الأحرار هي منظمة أخوية سرية عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة فيما يخص الأخلاق، الميتافيزيقيا وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق (إله) ويقبل إنضمام جميع الناس بغض النظر عن دياناتهم ويُحظر مناقشة الدين والسياسة، تتصف هذه المنظمة بالسرية والغموض الشديدين خاصةً في شعائرها مما جعلها محط كثير من الأخبار حول حقيقة أهدافها، في حين يقول اتهامات بأنها تسعى للسيطرة على العالم وأنها من “محاربي الفكر الديني” لكن لم يثبت وجود أي أدلة على ذلك
لأصول
هناك الكثير من نظريات المؤامرة حول تسمية الماسونية، فهي تعني هندسة باللغة الإنجليزية ويعتقد البعض أن في هذا رمزًا إلى مهندس الكون الأعظم. ومنهم من ينسبهم إلى حيرام أبي المعماري الذي أشرف على بناء هيكل سليمان. ومنهم من ينسبهم إلى فرسان الهيكل الذين شاركوا في الحروب الصليبية.[4] كما يرى بعضهم إنه إحياء للديانة الفرعونية المصرية القديمة. وهناك العديد من المنظرين العرب الذين يرجعون الماسونية إلى الملك هيرودس أكريبا عام 43م.[5]
الرموز
الماسونية لها العديد من الرموز. أشهرها هي تعامد مسطرة المعماري مع فرجار هندسي. ولهذا الرمز معنيان: معنى بسيط والذي يدل على حرفة البناء. معنى باطني والذي يدل على علاقة الخالق بالمخلوق، إذ يرمز إلى زاويتين متقابلتين: الأولى تدل على اتجاه من أسفل إلى أعلى ويرمز إلى علاقة الأرض بالسماء، والأخرى من أعلى إلى أسفل ليدل على علاقة السماء بالأرض. ونجمة داوود لها نفس المعنى والذي يرمز إلى اتحاد الكهنوت (السماء) مع رجال الدولة (الأرض)، وهو ما حققه داوود عند حكمه حين أسس سلالة حكم تعتمد على مساندة الكهنة اليهود.
وهناك عادة حرف G بين زاوية القائمة والفرجار، ويختلف الماسونييون في تفسيرها، فالبعض يفسرها بأنها الحرف الأول لكلمة الخالق الأعظم “God” أو “الإله”، ويعتقد البعض الآخر أنها أول حرف من كلمة هندسة Geometry، ويذهب البعض الآخر إلى تحليلات أعمق ويرى أن حرف G مصدرها كلمة “gematria”، والتي هي 32 قانونًا وضعه أحبار اليهود لتفسير الكتاب المقدس في سنة 200 قبل الميلاد.
من الناحية التنظيمية هناك العديد من الهيئات الإدارية المنتشرة في العالم، وهذه الهيئات قد تكون أو لا تكون على ارتباط مع بعضها البعض، ويرجع عدم التأكد من هذا إلى السرية التي تحيط بالهيكل التنظيمي الداخلي للماسونية، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت الحركة تتصف بطابع أقل سرية. ويعتبر الماسونيون أن ما كان يعتبر سرًا أو غموضًا حول طقوس الحركة وكيفية تمييز الأعضاء الآخرين من التنظيم، كان في الحقيقة تعبيرًا عن الالتزام بالعهد والولاء للحركة التي بدأها المؤسسون الأوائل وسارت على نهجها الأجيال المتعاقبة.
يردد الماسونيون كثيراً كلمة “المهندس الأعظم للكون” التي تشير إلى الله، إلا أن بعضهم يرددها إلى “حيرام أبيف” مهندس هيكل سليمان.[9] كما يذكر البعض أن الحرف G يمثل كوكب الزهرة (كوكب الصباح)، وبالنسبة لهم، كوكب الزهرة يمثل العضو الذكري عند الرجل، وهو أيضًا أحد أسماء الشيطان، وهو يمثل عند الماسونيين الإله “بافوميت” (الإله الذي اتُهم فرسان الهيكل بعبادته في السر من قبل فيليب الرابع ملك فرنسا، وهو يجسد الشيطان “لوسيفر” ملاك النور المطرود من الجنة).
معنى الماسونية
أثناء تجديد بناء الهيكل في القدس زمن نبي الله سليمان عليه السلام، كانت الفرق التي تبنيه منظمة ومقسّمة بنظام شبه عسكري، سمّوا “الماسون” أي البنائين، ومن هنا سميت (الماسونية أو البناؤون الأحرار) نسبة لهؤلاء.
الدستور
في عام 1723م كتب جيمس أندرسون (1679 – 1739) دستور الماسونية، وكان أندرسون ماسونيًا بدأ حياته كناشط في كنيسة أسكتلندا، وقام بنجامين فرانكلين بعد 11 سنة بإعادة طبع الدستور في عام 1734م بعد انتخاب فرانكلين زعيمًا للمنظمة الماسونية في فرع بنسلفانيا. كان فرانكلين يمثل تيارًا جديدًا في الماسونية، وهذا التيار أضاف عددًا من الطقوس الجديدة لمراسيم الانتماء للحركة وأضاف مرتبة ثالثة وهي مرتبة الخبير (Master Mason) للمرتبتين القديمتين المبتدئ وأهل الصنعة.
إن النسخة الأصلية للدستور الماسوني الذي كتبه أندرسون عام 1723م وأعاد طبعه فرانكلين عام 1734م كانت عبارة عن 40 صفحة من تاريخ الماسونية من عهد آدم، نوح، إبراهيم، موسى، سليمان، نبوخذ نصر، يوليوس قيصر، إلى الملك جيمس الأول من إنكلترا، وكان في الدستور وصف تفصيلي لعجائب الدنيا السبعة ويعتبرها إنجازات لعلم الهندسة، وفي الدستور تعاليم وأمور تنظيمية للحركة، وأيضًا يحتوي على 5 أغاني يجب أن يغنيها الأعضاء عند عقد الاجتماعات.
يشير الدستور إلى أن الماسونية بشكلها الغربي المعاصر هو امتداد العهد القديم من الكتاب المقدس، وأن اليهود الذين غادروا مصر مع موسى شيدوا أول مملكة للماسونيين، وهناك أقاويل أن المسيح الدجال هو القائد، ولذلك يوجد رمز العين في كل شعاراته، ويقال أيضًا أنه السامري، ويعتبرون نفسهم الفرقة الثالثة عشر الضائعة من الأسباط.[11]
العضوية
في عام 1877م بدأ المحفل الماسوني في فرنسا بقبول عضوية الملحدين والنساء إلى صفوف الحركة، وأثار هذا الخلاف نوعًا من الانشقاق بين محفلي بريطانيا وفرنسا.[12] وكان مصدر هذا الخلاف تحليلًا مختلفًا من قبل الفرعين حول بند دستور الماسونية الذي كتب عام 1723م والذي ينص على:
في عام 1815م أضاف المحفل الرئيسي للماسونية في بريطانيا للدستور نصًا يسمح للعضو باعتناق أي دين يراه مناسبًا، وفيه تفسير لخالق الكون الأعظم، وبعد 34 سنة قام الفرع الفرنسي بنفس التعديل. وفي عام 1877م تم إجراء تعديلات جذرية على دستور الماسونية المكتوب عام 1723م، وتم تغيير بعض مراسيم الانتماء للحركة بحيث لا يتم التطرق إلى دين معين بحد ذاته وأن كل عضو حر في اعتناق ما يريد شرط أن يؤمن بفيرال وجود خالق أعظم للكون.
شروط العضوية
لكي يصبح الفرد عضوًا في المنظمة الماسونية يجب عليه أن يقدم طلبًا لمحفل فرعي في المنطقة التي يسكن فيها ويتم قبول الفرد أو رفضه في اقتراع بين أعضاء ذلك المحفل. يكون التصويت على ورقتين: ورقة باللون الأبيض في حال القبول، وباللون الأسود في حال الرفض. وتختلف المقاييس من مقر إلى آخر، ففي بعض المقرات صوت واحد رافض يعتبر كافيًا لرفض عضوية الشخص. من متطلبات القبول في المنظمة الماسونية هي التالي:[14]
- أن يكون له صلة بهم أو أن يسمى مهاجر باعتقادهم من يسمى بالاسم هذا يكون له قدرات
- أن يكون رجلًا حر الإرادة.
- أن يؤمن بوجود خالق أعظم بغض النظر عن ديانة الشخص، ولكن هناك محافلًا للمنظمة ــ كالتي في السويد ــ يقبل فيها فقط الأعضاء الذين يؤمنون بالديانة المسيحية.
-
أن يكون قد بلغ 18 سنة من العمر وفي بعض المقرات 21 سنة من العمر.
- أن يكون سليمًا من ناحية البدن والعقل والأخلاق وأن يكون ذو سمعة حسنة.
- أن يتم تزكيته من قبل شخصين ماسونيين على الأقل.
- أن يكون حاملًا للقب جامعي على الأقل.
يصر أعضاء منظمة الماسونية أن الماسونية ليست عبارة عن دين وليست بديلة للدين.
الماسونية ونظرية المؤامرة
هناك من يرى أن العالم كله في حالة خضوع وتحكم وسيطرة مطلقة من قبل حكومة خفية سرية: (تتولى إشعال الحروب ورسم السياسات، وإدارة الاقتصاد، والتحكم بالموارد)، وهذه الحكومة الخفية تدير من وراء الكواليس شؤون: (الأمن والتعليم وتوجيه الإعلام والثقافة)، وهي حكومة ترتبط عضويا من مخرجات الماسونية العالمية، ومن يحاول أو يفكر بالخروج عن خططها وتوجيهاتها فمصيره التصفية الجسدية كحل نهائي ورادع لغيره.