متى صدرت مجلة الأحوال الشخصية ؟ سؤال يبحث عنه كثير من الأشخاص ونوفر لكم في هذه المقالة الاجابة عن هذا السؤال اضافة الى بعض المعلومات عن مجلة الأحوال الشخصية وهي سلسلة من القوانين التقدمية التونسية، صدرت في 13 أغسطس 1956 بمقتضى أمر علي من باي تونس، ودخلت حيز التنفيذ في 1 يناير 1957، وتهدف إلى إقامة المساواة بين الرجل والمرأة في عدة مجالات. هذه المجلة هي من أهم الإنجازات التي قام بها الوزير الأول أنذاك الحبيب بورقيبة الذي أصبح رئيسا فيما بعد.
أعطت مجلة الاحوال الشخصية للمرأة مكانة هامة في المجتمع التونسي خصوصا والوطن العربي عموما، حيث تم إلغاء تعدد الزوجات ووضع مسار إجراءات قضائية للطلاق وأخيرا اشتراط رضاء الزوجين لإتمام الزواج ، على عكس ما تم إشاعته، فإن العديد من كبار علماء وشيوخ تونس من جامع الزيتونة شاركوا في صياغتها أو تم استشارتهم، وعلى رأسهم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور الذي كان عضو لجنة الصياغة، وكذلك والده العلامة محمد الطاهر بن عاشور ومفتي الديار التونسية الشيخ محمد عبد العزيز جعيط الذين تم استشارتهما.
متى صدرت مجلة الاحوال الشخصية
الاجابة : صدرت في 13 أغسطس 1956
مجلة الاحوال الشخصية ويكيبيديا التونسية
لطالما طغت قضية المرأة على النقاش العام في تونس، وتتميز تونس من هذه الناحية على بقية بلدان المنطقة، وكانت تونس ستنطلق في مسار إصلاحي مجتمعي قبل الحماية الفرنسية. إلا أن الفترة التي سبقت إصدار مجلة الأحوال الشخصية كانت فقيرة من الناحية القانونية، ووجب انتظار المجلة لكي تحدث الفارق.
في 1868، كتب خير الدين التونسي كتابه أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك والذي قال فيه أن مستقبل الحضارة الإسلامية مرتبط بتقدمها. في 1897، كتب الشيخ محمد السنوسي رسالة علمية عنوانها تفتق الأكمام عن حقوق المرأة في الإسلام أين روّج لفيرال تعليم البنات. بعد 15 سنة، نشر عبد العزيز الثعالبي وسيزار بن عطار والهادي السباعي كتابهم روح القرآن الذي دعم فيرال تعليم البنات وتخفيف الحجاب. في 1930، نشر الطاهر الحداد كتابه امرأتنا في الشريعة والمجتمع متأثرا بالتيار الإصلاحي المتواصل منذ نهاية القرن التاسع عشر الذي من رموزه خير الدين التونسي وابن أبي الضياف ومحمد السنوسي وسالم بوحاجب ومحمد بيرم الخامس وغيرهم الذين دافعوا على فيرال الحداثة. بالمناسبة، اقتبس الحبيب بورقيبة من أقوال الطاهر الحداد في العديد من خطاباته.
بالرغم من أن أفكار الطاهر الحداد شهدت رفضا واسعها عند نشر كتابه، إلا أن العديد منها وقع تطبيقه في مجلة الأحوال الشخصية بعد وفاته، مثل موافقة الفتاة على زواجها وتقنين مسار الطلاق وإلغاء تعدد الزوجات. إن فشل الحداد في تطبيق هذه الرغبات في حياته هو جزء من النجاح المحسوب على الحبيب بورقيبة الذي طبقها فيما بعد.
في نفس الفترة، محمد الفاضل بن عاشور الذي أصبح في وقت لاحق مفتي الديار التونسية وعميد جامعة الزيتونة نشر فتوى تدعم المجلة كثمرة لاجتهاد شخصي. في نفس الوقت، نشر جريدة النهضة قصائد لأبو القاسم الشابي ساهمت بحد أقل من كتابات الطاهر الحداد في دعم حقوق المرأة. في 1947، وزير العدل محمد عبد العزيز جعيط والذي أصبح فيما بعد مفتيا للديار التونسية والذي كان قد أصدر مجلة لتقنين الأحوال الشخصية والقانون العقاري، أطلق محاولة لتوحيد العقائد المالكية والحنفية، ولكنت لم تنتهي بنتيجة تذكر.
في نوفمبر 1940، أطلق محمد زروق أول جريدة نسوية ناطقة بالفرنسية تحت عنوان ليلى ولكنها سرعان ما أغلقت في يوليو 1941. لكن في لفتة رمزية، أطلق البشير بن يحمد عمودا يحمل عنوان ليلى تتحدث معكم (Leïla vous parle) وفيما بعد العمل النسائي (L’Action féminine) منذ خامس عدد لمجلة العمل (L’Action) والتي أصبحت فيما بعد جون أفريك. بسبب غياب المرأة عن الصحافة التونسية في تلك الفترة، تم التخلي عن هذا العمود، ولكن بن يحمد التقى بدرة بوزيد عندما كانت طالبة في باريس، وشغلها لتشرف على هذا العمود. في 13 يونيو 1955، وبينما كانت درة بوزيد المرأة الوحيدة في المجلة، نشرت في عددها الثامن مقالا يحمل اسما مستعارا وهو ليلى وعنوانه «نداء من أجل الحق في التحرر» (Appel pour le droit à l’émancipation). بمناسبة التوقيع على مجلة الأحوال الشخصية، كتبت درة بوزيد في 3 سبتمبر 1956 على صفحتين من العدد 65 مقالا عنوانه «النساء التونسيات بالغات»، بافتتاحية تذكر بأن المجلة صيغة بالتعاون مع الشيخين محمد العزيز جعيط ومحمد الفاضل بن عاشور. في 1959، أسست درة بوزيد وصفية فرحات مجلة فائزة، والتي توقفت عن الصدور في ديسمبر 1969، ولكنها بقيت مشهورة في المغرب العربي وأفريقيا عموما كأول مجلة نسوية عربية أفريقية ناطقة بالفرنسية.