سؤال وجواب

متى يمسك المضحي عن شعره وأظفاره

المحتويات

متى يمسك المضحي عن شعره وأظفاره

يتسائل عدد من المواطنين عن موعد الامساك عن قص الشعر والأظافر للمضحي في عيد الأضخى المبارك 1442 ، فمتى اخر موعد يمسك فيه المضحي عن قص شعره واظافره حسب ما ورد في السنة ؟

فإذا كان في نية المضحي التضحية ورأى هلال شهر ذي الحجة فيتوجب عليه أن يمسك عن شعره وأظفاره فلا يقص من شعر رأسه أو سائر بدنه أو أظفار يديه أو قدميه، وقد ورد الامساك عن قص الشعر والأظافر في سبيل الاستحباب وليس الوجوب حسب ما صرح العلماء ، أي أن من يقص شعره وأظافره قبل الأضحية ليس آثمًا وإنما يكون فقد قد استبدل الذي هو أدني بما هو خير، ويستمر وقت المنع الاستحبابي من وقت رؤية هلال شهر ذي الحجة حتى وقت التضحية، فبعد ذبح الأضحية يحل للمضحى أن يأخذ من شعر رأسه وجسمه وأظفاره.


الحكمة في الإمساك عن قص الشعر والأظفار للمضحي

اختلف العلماء في حكمة أمر الرسول لذابحي الأضحية بالإمساك عن قص الشعر والأظفار فقال البعض أن المضحي لا يقص شعره وأظفاره تشبهًا بالحاج وقد استند هذا الفريق على قول عبدالله بن عباس رضي الله عنه “من أهدي هديا حرم عليه ما يحرم على الحاج” وقال الفريق الآخر أن المضحي لا يحلق شعره ولا أظفاره قبل الأضحية حتي يكون كامل الجسد عند تقديم الأضحية فيعتق الله كامل جسده من النار وهو رأي بلا دليل، والراجح في المسألة مذهب عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه.

حكم تقديم الأضحية

الأضحية هي أحد أعظم القربات إلى الله تعالى في الدين الإسلامي فبها تخرج الصدقات للفقراء والمساكين مما يساعد على نشر المودة بين المسلمين، وقد اختلف الفقهاء في حكم تقديم الأضحية فقال جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة أن تقديم الأضحية سنة مؤكدة، بينما قال فقهاء الحنفية أن تقديم الأضحية واجبًا على من كان مقتدرًا ماليًا على تقديمها لأنها ذكرت في القرآن في قوله تعالى “فصلي لربك وانحر”،  والراجح هو رأي جمهور الفقهاء أنها سنة يثاب فاعلها ولا يأثم تاركها.

آداب المضحي

يفضل أن يذبح المضحي الأضحية بيده فإن لم يفعل فعلى الأقل يفضل أن يشاهد ذبحها، لكن إن لم يذبح المضحي الأضحية بيده ولا شاهد ذبحها فلا إثم عليه، وكذلك إن وكل المضحي غيره بعد شراء الأضحية ليضحي باسمه فيجوز له ذلك، أما إن كان توكيل المضحي بغير أن يكون قد اشترى الأضحية ووكل غيره أن يشتريها ويذبحها باسمه لا يجوز، فلابد أن يتوافر في المضحي على الأقل ركن شراء الأضحية بنية التضحية بها.

فيما يلي نقدم لكم فتاوي شرعية في باب الأضحيات وقص الشعر والأظافر:

هل هناك فرق في حكم عدم قص الشعر والأظافر بين الرجل والمرأة

لا يوجد فرق بين النساء والرجال في حكم قص الشعر والأظافر فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال أن المضحي يمسك عن الأخذ من شعره وأظفاره منذ رؤية هلال ذي الحجة حتى يضحي لم يقيد ذلك بكون المضحي رجلًا أو امرأة، على ذلك يستحب أن تمتنع المرأة عن قص أظافرها أو إزالة شعر جسدها قبل الأضحية لكن يجوز لها أن تستحم و أن تتعطر وتمارس ما كانت تمارسه في أيام حياتها العادية بشكل طبيعي تمامًا.

حكم قص الشعر والظفر لمن عزم على التضحية بعد بداية ذي الحجة

من عزم على تقديم الأضحية قبل بداية ذي الحجة يتوجب عليه عدم قص شعره وأظافره منذ أن يري هلال ذي الحجة، أما من عزم على تقديم الأضحية بعد بداية ذي الحجة فلا إثم عليه ويمتنع عن قص شعره وأظافره من وقت عزمه على تقديم الأضحية حتي وقت قيامه بالتضحية، فالعبرة بعدم قص الشعر من وقت العزم على تقديم الأضحية حتي تقديمها فعلًا إن كان العزم في شهر ذي الحجة، أما إذا كان العزم من قبله فالعبرة تكون بالوقت من بداية شهر ذي الحجة حتى وقت ذبح الأضحية.

حكم قص أهل المضحي شعرهم وأظفارهم قبل ذبح الأضحية

الحكم في استحباب عدم قص المضحي لشعره أو أظفاره خاص بالمضحي الذي قام بشراء الأضحية من ماله فقط ولا يشمل أهل بيته، فعلى ذلك إن كان المضحي هو رب الأسرة فيجوز لزوجته وأولاده قص أظافرهم وشعرهم وإن كانت الزوجة هي المضحية فيجوز لزوجها وأولادها قص شعرهم وأظافرهم، وقد قال الإمام ابن باز رحمه الله موضحًا هذا الأمر “وأما أهل المضحي فليس عليهم شيء ولا ينهون عن الأخذ من الشعر والأظافر على أصح قولي العلماء، وإنما يختص حكم عدم قص الشعر والأظافر بالمضحي الذي قام بشراء الأضحية من ماله الخاص”.

هل يسمى امتناع المضحي عن الأخذ من شعره و أظافره إحرامًا؟

امتناع المضحى عن قص شعره و أظافره لا يسمى إحرامًا لأن الإحرام لا يكون إلا للحج والعمرة فقط، كما أن المحرم يمتنع عن الجماع والصيد ولا يلبس إلا لبس الإحرام وذابح الأضحية ليس كذلك إذ أنه يحل له جماع زوجاته وصيد الحيوانات وارتداء ما يرغب فيه من الملابس.

هل يمتنع من أراد التضحية ولم يستطع لعدم قدرته عن قص شعره وأظافره؟

من لم يستطع تقديم الأضحية لعدم القدرة لا يمتنع عن قص شعره  وأظافره لأن النهي الوارد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه للمضحى فقط، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذ من شعره وأظفاره حتى يضحي” فحديث المنع من القص لا يخص إلا من كان له ذبح سيذبحه كأضحية فقط.

هل يلزم المضحي الذي قص شعره أو أظافره فدية ؟

لا تكون الفدية أو العقوبة إلا في الواجبات وبما أن عدم قص الشعر والأظافر ليس من الواجبات بل إنه قد حكم به على سبيل الاستحباب فإن من قص شعره أو أظافره قبل وقت تقديم الأضحية لا يلزمه تقديم فدية ويكفيه أن يستغفر الله فقط لأنه قد حاد عن السنة.

هل يستحب لوكيل المضحي عدم قص شعره وأظفاره؟

حكم استحباب عدم قص الشعر ولا الأظافر قبل وقت الأضحية يخص المضحي وحده، وبناء على هذا فلو وكل المضحي غيره أن يقدم أضحية نيابة عنه فلا يلتزم وكيل المضحي بعدم قص شعره وأظفاره، فيجوز له الأخذ منهما كما يشاء ولا يلزمه استغفار ولا يكون بذلك قد خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه في الأساس ليس هو المخاطب بها، أما الموكل فيسحب له أن لا يقص من شعره ولا أظافره شيئًا لأنه حتى وإن كان قد وكل غيره بالأضحية فلا يزال هو صاحبها المخاطب بأحكامها سواء كانت واجبة أم غير واجبة.

                     
السابق
وفاة الامام محمد بن علي الجواد
التالي
من هي سلام قطناني ويكيبيديا ومين زوجها ؟

اترك تعليقاً