المحتويات
من هي منال محي الدين ويكيبيديا
ولدت في أسرة فنية، وبدأت العزف على آلة الهارب في سن العاشرة من عمرها، وأصبحت أول عازفة هارب منفرد مصرية في أوركسترا القاهرة السيمفوني، ونجحت في تحقيق الجماهيرية لهذه الآلة غير المألوفة، لتصبح اسما لامعا ارتبط بهذه الآلة مصريا وعالميا، هي د. منال محيي الدين عازفة الهارب المصرية العالمية وأستاذة الكونسرفتوار.
اتجاهى للفن كان وراءه والدى «محيى الدين حسين»،وهو من رواد فن الخزف،وكان أيضا عاشقا للموسيقى يهوى عزف العود والكمانجا، أما والدتى فكانت محاسبة لكنها أيضا محبة للفن،أبى وجهنى أنا وأخى الأكبر لدراسة الموسيقى،وألحقنا بالكونسرفتوار من صغرنا فاخترت آلة الهارب بتشجيع من أستاذتى ناهد ذكرى،وهى آلة غير مألوفة وقتها،لكن أستاذتى أقنعت والدى وأقنعتنى بعد أن تنبأت بتفوقى فى هذه الآلة،أما أخى فاختار آلة نفخ «الكورنو»،ولكنه انطلق أيضا فى مجال التأليف الموسيقى وقيادة الأوركسترا ليصبح قائد الأوركسترا الشهير «شريف محيى الدين» الذى تولى إدارة اوركسترا الأوبرا،ثم مهرجان القلعة،وأسس مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية،أما شقيقتى الصغرى أمل فخريجة معهد سينما وتعمل فى صناعة الحلى.
لم أعش طفولتي، ولم يكن هناك مجال لممارسة أى هوايات أخرى غير الموسيقى والتدريبات، فمعهد الكونسرفتوار كان كل حياتى،والحياة فى المعهد شاقة جدا،حيث يبدأ اليوم 8 صباحا فى مدرسة الكونسرفتوار بدراسة المناهج العادية حتى الساعة 12 ظهرا، وبعدها مباشرة نبدأ دراسة المنهج الموسيقى بالمعهد حتى الرابعة عصرا،وكنت أضطر للبقاء حتى الثامنة مساء يوميا للتدريب بالمعهد لأننى لا أملك آلة الهارب فى المنزل،وكانت فترة الترفيه الوحيدة هى مشاركتى فى كورال الكونسرفتوار وحفلاته المختلفة داخل وخارج القاهرة.وهناك زملاء كثيرون لم يحتملوا هذه الحياة،وتركوا المعهد قبل استكمال الدراسة،لكنى أحببت الهارب وتميزت فيه،وأشعر أننى محظوظة أن القدر اختار لى هذه الآلة غير المألوفة لأتميز بها وأحقق هذا النجاح.
حصلت على البكالوريوس من كونسرفتوار القاهرة عام 1987 بامتياز وعينت معيدة بالأكاديمية،وحصلت على منحة من هيئة التبادل العلمى الألمانى للدراسة فى أكاديمية الموسيقى والفنون بفرانكفورت وحصلت على أعلى مؤهل فى العزف على آلة الهارب بتقدير امتياز،وعند عودتى من ألمانيا حصلت على درجة الكتوراه من أكاديمية الفنون وعينت بقسم الوتريات، ثم التحقت بأوركسترا القاهرة السيمفوني كأول عازفة هارب منفرد مصرية عام 1991 ثم انتقلت كعازف منفرد إلى أوركسترا أوبرا القاهرة عند إنشائه عام 1995.
مثلت مصر في العديد من المحافل الدولية كمهرجان افتتاح الجناح المصرى الجديد فى متحف اللوفر فى باريس عام 1997، والمهرجان العالمى لآلة الهارب ثلاث دورات فى باريس وبراج وجنيف، ومثلت مصر فى مهرجان المرأة المبدعة باليونان بإشراف منظمة اليونسكو، والسمبوزيوم الأوروبى فى أمستردام بهولندا.. وشاركت عام 2007 و2009 فى المهرجان الدولى لآلة الهارب بالبرازيل،ثم شاركت كضيفة شرف عام 2010 للعزف فى افتتاح الدورة الخامسة لنفس المهرجان فى البرازيل.
الفن سرقنى وكان انشغالى بعملى وسفرى المتواصل سببا فى تأخر ارتباطى،لأن الرجل الشرقى لا يتقبل بسهولة فيرال انشغال المرأة الكبير بعملها، حتى رزقنى الله بزوجى الحالى عام 2005، وهو مهندس كمبيوتر لكنه عاشق للفن،وكان من جمهورى والتقينا فى احدى حفلاتى،وأعجب بى فى البداية كعازفة هارب، ثم تقاربنا وتفاهمنا وتزوجنا،وأنجبنا ابنتنا الوحيدة أمينة وعمرها الآن 12 عاما،وهو من أكبر المشجعين والداعمين لى، وأنا أقدّر له ذلك جدا.
لم أحب أن تأخذ ابنتى نفس الطريق لأنه شاق جدا، ورغم أننى حاولت توجيهها فى البداية لدراسة الموسيقى،لكنى حمدت الله حينما لم أجد منها حماسا، وهى تهوى لعب كرة القدم، ولكن للأسف الشديد فإنها توجه معظم اهتمامها ووقتها وتركيزها للسوشيال ميديا، لدرجة أننى أشعر أنها «عايشة جوة الموبايل»، وأعتقد أنها للأسف أصبحت مشكلة جميع الأهل مع أبنائهم.
«حسيت إنى تعبت»، فقررت اعطاء وقت أكبر لحياتى الخاصة وابنتى وأسرتى،فاستقلت من أوركسترا الأوبرا من عامين، وأصبح وقتى مقسما بين التدريس فى الكونسرفتوار، والتدريب فى المنزل والمشاركة فى الحفلات وخاصة حفلات الموسيقار عمر خيرت، بالاضافة لإشرافى على فريق مجموعة عازفات الهارب المصريات الذى أسسته بهدف اكتشاف مواهب جديدة فى عزف الهارب، وهو يضم عشر عازفات موهوبات،ونشارك معا فى اقامة حفلات مختلفة تلقى إقبالا جماهيريا جيدا.
الإخلاص أهم عوامل النجاح، ولا يوجد شئ بدون ثمن، فالنجاح الكبير فى العمل يأخذ من وقت الأسرة، والشهرة مثلا تأتى على حساب الحرية الشخصية، وهكذا فى كل أمور الحياة،وعلينا أن ندرك ذلك من البداية ونسعى دائما لتحقيق التوازن فى كل اختياراتنا.