لا أحد ينكر حقيقة أن العمالة الوافدة يساهمون في البناء والتعمير ، ويلعبون دورًا مهمًا في إنجاز مختلف المشاريع الضخمة التي ساهمت في تعزيز نمو وتطور المدن في البلاد، هذا طبيعي لأن الله خلق البشر وكل واحد منهم يفتقر إلى كائن مختلف. لذلك خلقهم غير متكافئين ، لذا فإن بعضهم بحاجة إلى بعضهم البعض لأن هذه الأنواع من الناس تُبنى وتُبنى .
ويتزايد عدد العمال الاجانب بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة ، والمشكلة هي الخوف من أن عدد العمال الأجانب سيكون كما هو أو أن عدد الأشخاص سيكون أكبر من عدد الناس ، وهذا بالتأكيد له تأثير كبير وسلبي على التركيبة السكانية للبلاد ، وله تأثير أكبر على استقرار البلاد وأمنها ، وقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مشاكل العمالة الوافدة وسلبياتها على المجتمع السعودي، ومن باب الإنصاف فإنه لا يمكن إنكار المساهمات الفعالة للعمالة الوافدة في تمكن الدولة من النهوض بالمشاريع التي كانت في أمس الحاجة إليها من خلال الخطط الخمسية للتنمية، حيث كان ذلك مكسباً للوطن تتمتع به الأجيال الحاضرة والمستقبلية من خلال ثمار التنمية، بدلاً من انتظار عشرات السنين لصنع العمالة المحلية الكافية لإشباع حاجة سوق العمل في وقت كانت المملكة تعاني فيه من نقص شديد في الأيدي العاملة المحلية سواء من حيث الكم والعدد أو من حيث النوعية والكفاءات المؤهلة ذات الخبرة.
من أضرار تكدس العمالة الوافدة وجود المشكلات الأمنية
إلا أنه في الوقت ذاته لا يمكن التغاضي عن الآثار السلبية والمشاكل المترتبة على وجود هذه العمالة وبأعداد هائلة ومن جنسيات متعددة وثقافات مختلفة في وقت تشهد فيه المملكة نمواً سكانياً مطرداً كنتيجة حتمية لتحسن المستوى الصحي والمعيشي هذا إلى جانب ما تعيشه المملكة من ثورة تعليمية هائلة أثمرت عن أعداد كبيرة من الكفاءات المؤهلة تأهيلاً علمياً عالياً ومدعوماً بخبرات واسعة في شتى المجالات.
وعندما يحاول المرء الحديث أو البحث في سلبيات العمالة الوافدة ومشاكلها يجد نفسه أمام معضلة كبيرة تتمثل في امتداد آثار هذه السلبيات والأضرار إلى كافة مقومات الحياة في المجتمع السعودي سواء الأمنية أو الاقتصاية أو الاجتماعية بحيث لا يمكن استثناء أي جانب أو النأي به عن الآثار السلبية والمدمرة لهذه العمالة بحيث يمكن القول ودون تحفظ أن هذه العمالة وبأعدادها الهائلة والتي قدرت بما يزيد على (6.5) مليون نسمة أي ما يزيد على (27%) من إجمالي عدد السكان تشكل خطراً داهماً على الأمن الوطني للمملكة العربية السعودية يشمل كافة مقوماته.
من أضرار تكدس العمالة الوافدة وجود المشكلات الأمنية .
الاجابة : من أضرار تكدس العمالة الوافدة وجود المشكلات الأمنية ، للعمالة الوافدة دور كبير في ازدياد معدلات الجريمة في المملكة بل وظهور أنماط من الجريمة لم تكن مألوفة في المجتمع السعودي ولعل في الإحصائية التي نشرتها جريدة الجزيرة في عددها الصادر بتاريخ 27-1-1429هـ ما يدل دلالة واضحة على ذلك، فحسب هذه الإحصائية بلغ عدد الجرائم المرتكبة من قبل العمالة البنغلاديشية وحدها وفي منطقة الرياض فقط حوالي (7971) جريمة خلال سنتين فقط من قتل وسرقات وتزوير وغيرها من مختلف الجرائم والجنايات.