المحتويات
من العوامل المؤثرة على الفجوة الرقمية المستوى الاقتصادي
الفجوة الرقمية هي التفاوت بين الأفراد من حيث قدرتهم على التعامل مع تقانات المعلومات والاتصالات، وهي فجوة موجودة بين شرائح المجتمع المختلفة، تعود إلى أسباب ثقافية واقتصادية واجتماعية وجغرافية ، وسنتولى فيما يلي توضيح العوامل المؤثرة في الفجوة الرقمية ، وحل السؤال الوارد ضمن أسئلة صح أو خطأ “من العوامل المؤثرة على الفجوة الرقمية المستوى الاقتصادي” ، والآن نجيب لكم على سؤالكم المتكرر في عمليات البحث .
العوامل المؤثرة في الفجوة الرقمية
يؤثر عدد من العوامل في الفجوة الرقمية، والتي تؤثر بعضها في بعض وتؤدي من ثم دوراً في تهيئة البيئة المناسبة لردم الفجوة الرقمية والعكس بالعكس، وهذه العوامل هي الآتية:
ـ النفاذ الفيزيائي
ويُعِّبر عن مدى توافر إمكان الاتصال بالإنترنت وكلفته، وهذا يتضمن كل متطلبات الاتصال (كالحواسيب والموديمات والطابعات وخطوط الهاتف أو أي وسيلة للاتصال بالإنترنت وحساباتها)، ولا تقتصر إمكانات النفاذ على المنزل، فقد يتم الاتصال من مكان العمل أو من أماكن أخرى. وتسعى وسائل النفاذ العامة إلى تشجيع الأفراد على امتلاك حواسيب شخصية وعلى استخدامها للاتصال بالإنترنت، وذلك بعد أن يجتازوا التدريب والتثقيف الذي يمكنهم من الاستخدام الأمثل لهذه التقانات. إلا أنه أيضاً لابد من التنويه لإخفاق بعض مبادرات ردم الفجوة الرقمية بسبب تركيزها فقط على هذا المحور وإهمال المحاور الأخرى.
ـ المحتوى الرقمي
يتزايد عدد المواقع المعدّة بلغات مختلفة، إلا أن معظم هذه الزيادة ينحصر في المواقع ذات الأثر الاجتماعي، أما نسبة المواقع الموجودة في المخدمات ذات السرية المرتفعة secured servers، فما زالت مرتفعة، بل إن المواقع التجارية المتوضِّعة على المخدمات ذات السرية المرتفعة والتي تعمل بلغة أجنبية هي في ازدياد مقارنة مع اللغات الأخرى، وعموماً فإن معظم المواقع المتعلقة بالتجارة الإلكترونية أو المواقع المتعلقة بالتبادل العلمي والأكاديمي مازالت باللغة الإنكليزية أو الفرنسية، ولا تقتصر مشكلة المحتوى على اللغة، وإنما تمتد لتشمل مدى تغطية الموضوعات التي تهم المجتمعات المحلية مثل المشكلات الصحية في بعض المواقع التابعة لمنطقة جغرافية محددة، أو القضايا التجارية التي تهم بعض المجتمعات، أو القضايا التعليمية وغيرها من النقاط التي تمتلك خصوصية محلية.
ـ الموارد البشرية
يقصد بهذا المحور المعرفة والخبرات والتوجهات التي يتمتع بها الأفراد، والتي يمكن أن تسهم في التطوير. وعموماً، يؤثر موضوعان أساسيان في استخدام تقانات المعلومات والاتصالات وهما الثقافة واللغة. ويؤدي التعليم دوراً رئيسياً في انتقال المجتمعات إلى زيادة الاهتمام بالتقانات الحديثة، وقد بينت الدراسات وجود ترابط بين مستوى التعليم وانتشاره وبين انتشار استخدام الإنترنت. وعلى المستوى الفردي لا تختلف الصورة كثيراً، إذ إن القدرة على القراءة والكتابة والتفكير السليم تعدُّ من أساسيات استخدام الإنترنت.
تطور مؤخراً تعريف الفرد المثقف، فتضمَّن بعض مفاهيم التعامل مع التكنولوجيا مثل القدرة على قراءة البريد الإلكتروني وعلى البحث عن معلومات عبر الإنترنت، وقد وصلت في بعض الحالات إلى القدرة على التفكير وربط المعلومات بعضها مع بعض للوصول إلى المعرفة المطلوبة، وتمت تسمية هذا النوع من الثقافة بالثقافة المعلوماتية.
يُعدُّ إتقان إحدى اللغات الواسعة الانتشار (مثل اللغة الإنكليزية) مهماً في جذب الأفراد لاستخدام الإنترنت، ومن ناحية أخرى فإن تطوير مواقع حديثة باللغات المحلية يؤدي أيضاً إلى جذب الأفراد إلى ذلك، كما أن الإنترنت قد تؤدي دوراً مهماً في تحفيز ممارسة اللغة سواء عبر الاطلاع اليومي على كم كبير من المواد التي يتم نشرها على الإنترنت، أو عبر التخاطب عبر البريد الإلكتروني، أو أي من وسائل التخاطب الأخرى مع أفراد بلغاتهم الأم.
ـ العلاقات الاجتماعية
تؤدي العلاقات بين الأفراد في المجتمعات دوراً مهماً في تحديد طبيعة تفاعلهم عبر الإنترنت، حيث تقرر هذه العلاقات كيفية استفادة الأفراد من انضمامهم لمجموعات عبر شبكة الإنترنت، سواء كان ذلك عبر الحصول على معلومات أم دعم أو إرشاد أو أي مجال آخر. وقد لوحظ أن شبكة العلاقات الاجتماعية تؤثر في طبيعة وحجم استخدام الأفراد للإنترنت، بل قد تكون الدافع وراء رغبتهم بذلك، وإن كثيراً من الأصدقاء والأقارب والزملاء قد يزرع فيرال أهمية استخدام الإنترنت وشراء الحاسب والاشتراك بالإنترنت، ويساعد على استخدامها.
ـ المؤسسات
تعدُّ المؤسسات القوة المحركة لكثير من النشاطات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولهذا فإن آليات عملها وقدرتها على التطوير تؤدي دوراً في تحديد مدى الاستفادة من تقانات المعلومات والاتصالات؛ ففي مجال الأعمال تستخدم تقانات المعلومات بهدف الأتمتة. وقد شاع في البداية مفهوم أن الأتمتة تؤدي إلى سحب الصلاحيات من الأفراد، إلا أن التقانات الحديثة تؤدي إلى عكس ذلك، حيث تجعل من الأفراد أكثر قوة وتأثيراً عبر تزويدهم بالمعلومات المناسبة. أما في مجال الحكومات، فإن استخدام تقانات المعلومات في المؤسسات الحكومية يؤدي إلى تعزيز دور الحكومات، وإن انتشار الإنترنت يرتبط مباشرة بمدى الانفتاح السياسي وبالمستوى التعليمي، ولم يمنع هذا بعض الدول التي لا تتمتع بالانفتاح السياسي والمستوى التعليمي المناسب من تحقيق معدلات نفاذ عالية عبر الإنترنت، إلا أن معدل استفادة هذه البلدان كان محدوداً. وتبين ذلك من محدودية المحتوى الذي تمكنت هذه البلدان من توليده.
أما في المجال التعليمي، فإن إعادة توصيف طرائق التدريس وإصلاح المؤسسات التعليمية يؤديان دوراً محورياً في تمكين الأفراد من استخدام تكنولوجيا المعلومات بفعالية، فالمعلمون الذين حفَّزوا تلاميذهم على المبادرة على نحو مستقل للبحث عن المعلومات واستخدامها في الدراسات التي تطلب منهم، كانوا الأكثر قدرة على الاستمرار في استخدام الحواسيب في غرفة الصف، أما المعلمون الذين تابعوا تدريسهم بالطرائق التقليدية فقد اضمحل استخدام الحاسوب في دروسهم.
من العوامل المؤثرة على الفجوة الرقمية المستوى الاقتصادي