منوعات

من قائد المسلمين في معركة القادسية ؟ من يكون ؟

وقعت معركة القادسية في 13 شعبان 15 هـ (16-19 نوفمبر 636) وهي أحد معارك الفتح الإسلامي لفارس  ، بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص والإمبراطورية الفارسية بقيادة رستم فرخزاد في القادسية، انتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم. وكانت أحد أهم المعارك لفتح العراق. وشهدت المعركة تحالف للإمبراطور الساساني يزدجرد الثالث مع الإمبراطور البيزنطي هرقل الذي زوج حفيدة مانيانغ إلى يزدجرد كرمز للتحالف.

المحتويات

من قائد المسلمين في معركة القادسية

كان الصحابيّ الجليل سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه هو القائد البطل في معركة القادسية ، وهو سعد بن أبي وقاص بن مَالك بن أَهيب الزهريّ القرشيّ أبو إسحاق مِن بَني زهرة أهل آمنة بنت وهب أُمُّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،وهو من العشرة المبشرين بالجنة وكان سعد رضي الله عنه من السابقين الأولين في الإسلام، وقد أسلم وهو يبلغ من العمر سبعة عشر عامًا،  وقد رضي رسول الله عنه قبل أن يتوفاه الله تعالى، كان رضي الله عنه مستجاب الدعوة، فارسًا، شجاعًا، وهو أول من رمى سهمًا في سبيل الله، وقد شهد مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم غزوة بدر، ومن المواقف البارزة له أنّه اعتزل الفتنة التي حدثت بين المسلمين، تُوفيَّ سعد بن أبي وقاص في العقيق، في الخامسِ والخمسون من الهجرة، وهو في الثمانين من عمره، وهو آخر المُهاجرين وفاةً.


خطبة عمر بن الخطاب بعد فتح القادسية

قام عمر بن الخطاب في النَّاس، فقرأ عليهم الفتح، وقال: إِنِّي حريص على ألا أدع حاجة إِلا سدَّدتها ما اتسع بعضنا لبعضٍ، فإِذا عجز ذلك منَّا؛ تاسينا في عيشنا حتَّى نستوي في الكفاف، ولوددت أنَّكم علمتم من نفسي مثل الَّذي وقع فيها لكم، ولست معلِّمكم إِلا بالعمل، إِنِّي والله ما أنا بملكٍ، فأستعبدكم، وإِنَّما أنا عبد الله، عُرض عليَّ الأمانة، فإِن أبيتها (يعني: أعففت نفسي من أموال الرَّعية) ورددتها عليكم، واتبعتكم حتَّى تشبعوا في بيوتكم، وترووا؛ سعدت، وإِن أنا حملتها، واستتبعتها إِلى بيتي؛ شقيت، ففرحت قليلاً، وحزنت طويلاً، وبقيت لا أُقال، ولا أردُّ، فأَستعتب.

قصة معركة القادسية

بعد هزيمة الفرس في معركة البويب، استاء أهل فارس من قادتهم واتَّهموهم بأنهم الذين أوصلوهم إلى هذه النَّتيجة بسبب اختلافهم وتفرُّقهم، فاجتمع قادتهم وبحثوا عن ملك من سلالة كسرى يدير البلادَ، فتوصَّلوا إلى يزدجرد بن شهريار بن كسرى، ونصَّبوه مَلِكًا وهو ابن إحدى وعشرين سنة، واجتمعوا عليه، وتبارى القادة والرؤساء في طاعته، واطمأنَّت فارس، وعَيَّن يزدجرد القادة ووزَّعهم على الثغور، ونقض أهل السواد صُلْحَهم مع المسلمين خوفًا من الفرس ورهبة، وكتب المثنَّى إلى عمر يُخبِره بذلك، فكتب عمر إلى المثنى:

“أمَّا بعد، فاخرجوا من ظهر العجم وتفرَّقوا في المياه التي تلي الأعاجم على حدود أرضكم وأرضهم، ولا تدعوا أحدًا من أهل النجدات ولا فارسًا إلا اجتلبتموه، احملوا العرب على الجد إذا جد العجم فلتلقوا جدهم بجدكم”.

فانسحب المثنَّى ونزل في مكان يقال له: ذو قار، ونزل الناس على شكل مسالح يُغيث بعضهم بعضًا، متناثرين إلى قريب من البصرة، ويجتمعون إذا دعت الحاجة، ونادى النَّفير، وكان ذلك في ذي القعدة سنة 13هـ.

وفي سنة 14هـ من أول المحرم عسكر عمرُ بن الخطاب خارج المدينة يريد الغزوَ، فاجتمع إليه الناس، لكن عبدالرحمن بن عوف أشار عليه بعدم الخروج وأن يولي على الجيش سعد بن أبي وقاص، وكان سعد على صدقات هوازن، فبعث إليه عمر وولَّاه قيادة الجيش في العراق، وسيَّره في أربعة آلاف، وأرسل إلى المثنَّى لكي يَنضمَّ إليه، والحقيقة أنَّ سعد بن أبي وقاص قد تولَّى قيادة جيش المسلمين في ظروف اشتدَّ فيها أهل فارس، ووحَّدوا جهودَهم ضد المسلمين، وحرَّكوا أهلَ السواد ضدهم، فكأن الفتح السابق لم يكن، ومع ذلك فقد استفاد سعد ممَّن سبقوه من القادة؛ خالد بن الوليد وأبي عبيدة والمثنَّى؛ لأنَّ انتصاراتهم السابقة أضعفتِ الفرسَ وأخافتهم رغم تظاهُرهم بالجَلَد، كما أنها نقصَت كثيرًا من جيشهم، ففقدوا ما لا يَقِل عن مائة وخمسين ألف مقاتل إن لم يكن أكثر، وهذا الحشد الفارسي الكبير كان بمثابة الصحوة قبل الموت في معركة فاصلة، ولم يَعُد في مقدور الفرس إن هُزموا أن يحشدوا مِثلَ هذا الجيش لا كمًّا ولا نوعًا؛ فالمعركة مصيرية، والآمال مُتعلِّقة بنتيجتها.

واجتمع لسعد في القادسية أكثر من ثلاثين ألف مقاتل، وترك المثنَّى لسعد وصية من قائد مُجرِّب خبَر المعارك ضد الفرس لكي يستفيد من تجاربه أيضًا؛ لأن المثنى قد توفِّي قبل وصول سعد على إثر جراحاته البليغة، أمَّا عمر بن الخطاب، فقد قدَّر حجم المعركة، وعرَف أنها بحاجة إلى المزيد من الحشد، فأمر بالسماح لأهل الردَّة الذين تابوا بالمشاركة في هذه المعركة، وقد مُنعوا من قبل من المشاركة في الفتوحات؛ كما قال قولته المشهورة: والله لأضربنَّ ملوك العجم بملوك العرب، فلم يدع رئيسًا ولا ذا رأي أو شرف ولا خطيبًا ولا شاعرًا، إلَّا رمى بهم في المعركة، فكان كل من يريد الجهادَ يُوجِّهه للعراق؛ لذا كان المدد يأتي إلى سعد أرسالًا أرسالًا.

ولما نزل سعد بالقادسية، أتاه كتاب عمر – وكان عمر لا يَهدأ بالكتب ليبقى على صِلة بالمعركة وأخبار الجيش – فقال: صِفْ لي موقعك صفةً كأنِّي أنظر إليه، واجعلني من أمركم على الجلية، فوصف له سعد منزلَه بالقادسية، كما وصف له جيش الفرس وقائدهم، وذكر له أهل السواد ونقضهم ما كان مع المسلمين، فردَّ عليه عمر بكتاب يثبِّته فيه فقال: “فإن منحك الله أدبارهم، فلا تنزع عنهم حتى تقتحم عليهم المدائن؛ فإنَّه خرابها إن شاء الله”، وهكذا كان هذا القرار الخطير مضمونًا بالنصر عليهم في هذه المعركة والثِّقة بذلك رغم فارق الجيشين، ورغم ما يبدو من هول المعركة المنتظرة، ومضمونًا أيضًا القضاء على دولة الفرس نهائيًّا، وألا يُمهِلهم للاستعداد ثانية.

 

 

 

                     
السابق
من هي فايزة البريكي ويكيبيديا
التالي
من هو النبي الذي لم يؤمن به أحد من قومه

اترك تعليقاً