المحتويات
من هم الأخسرون أعمالا مع ذكر الآيات الكريمة ؟
المرجو تفسير هذه الآية الكريمة ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ) الكهف/ 103 – 105 . والمطلوب بيانه من هم الأخسرون أعمالا من المسلمين ؟ وهل من لم يتبع رسول الله في أمر إعفاء اللحية هو مِنَ الأخسرين أعمالاً أم هذا بعيد عن قوله تعالى في هذه الآية الكريمة ؟ . والمرجو تبيان دعاء نبي الله ورسوله الكريم بالمغفرة للمحلقين هل الذين يحلقون لحاهم ؟! .
اجابة سؤال رحلة حظ 4 الحلقة 16 : من هم الأخسرون أعمالا مع ذكر الآيات الكريمة ؟
يتسابق الجمهور اليمني للاجابة على سؤال الجمهور في برنامج رحلة حظ وهو برنامج ترفيهي يسافر بنا في أرجاء اليمن في أجواء من المنافسة والمتعة والمعرفة عبر العديد من الفقرات المتنوعة مع خالد الجبري ومجموعة من نجوم الفن يأتيكم على قناة يمن شباب خلال شهر رمضان المبارك الساعة / 10:00 مساءً
من هم الأخسرون أعمالا مع ذكر الآيات الكريمة ؟
إن أكبر مصيبة يتعرض لها الإنسان أن يعمل الأعمال الخاسرة الباطلة ويبذل كل جهد لنشر هذه الأعمال الباطلة والدعوة إليها بكل ما أعطاه الله تعالى من العلم والقوة وهو لا يعلم أن كل هذه الأعمال باطلة لا مردود لها، وأكبر مكسب أن يوفق الله تعالى العبد إلى العمل الصالح المؤسس على النية الخالصة والإيمان الصادق.
قال تعالى: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا* الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا* أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا* ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا) الكهف (103-106).
يقول الله تعالى في الآيات السابقة قل يا محمد للناس على وجه التحذير والإنذار: هل أخبركم بأخسر الناس (أعمالا) على الإطلاق؟!!
(الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا)، أي بطل واضمحل كل ما عملوه من عمل (وهم يحسبون أنهم) محسنون في صنعه، فكيف بأعمالهم التي يعملون باطلة وأنها محادة لله تعالى ورسله ومعاداة؟!
فمن هم هؤلاء الذين خسرت أعمالهم فخسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين؟!.
من هم الأخسرون أعمالا مع ذكر الآيات الكريمة ؟
(أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه) أي جحدوا الآيات القرآنية والآيات (الكونية) الدالة على وجوب الإيمان (بالله تعالى، ورسله وكتبه واليوم الآخر). تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبدالرحمن بن ناصر السعدي (ص 562) دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع.
هذا الصنف من الناس نراهم في الفضائيات، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي يبذلون كل جهودهم لنشر معتقداتهم الباطلة، ويساعدهم في ذلك بعض المذيعين والمخرجين وملاك الفضائيات، ونراهم على صفحات الجرائد ينشرون باطلهم ويبذلون جهودهم لجذب الشباب التائه إلى السير خلفهم.
هؤلاء الذين خسرت أعمالهم ومعتقداتهم وتصوراتهم فخسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين (أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه) (فحبطت) بسبب ذلك (أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا)، (ذلك جزاؤهم) حبوط أعمالهم وأنه لا يقام لهم يوم القيامة وزن لحقارتهم وخستهم بكفرهم بآيات الله واتخاذهم آياته ورسله هزوا يستهزئون ويسخرون منهم، مع أن الواجب في آيات الله ورسله الإيمان التام والتعظيم لها والقيام بها أتم القيام.
هؤلاء عكسوا القضية فانعكس أمرهم وتعسوا وانتكسوا في العذاب. (المرجع السابق).
هذا الصنف من الكافرين والملحدين والمرجفين والضالين والمغضوب عليهم يظنون أنهم دعاة التنوير والتقدم وفي الحقيقة هم أخسر الناس أعمالا واعتقادًا ومأواهم جهنم وبئس المصير.
فاحذر أخي المسلم من دعاة التنوير على غير دين الله ومنهاج الله وشرع الله، وكن من الفريق المقابل لهذا الفريق الخاسر, الذين قال الله تعالى فيهم: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا * خالدين فيها لا يبغون عنها حولا) الكهف (107-108).
(إن الذين آمنوا) بقلوبهم وعملوا (الصالحات) بجوارحهم وشمل هذا الوصف جميع الدين، عقائده وأعماله، أصوله وفروعه الظاهرة والباطنة، فهؤلاء على اختلاف طبقاتهم من الإيمان والعمل الصالح (لهم جنات الفردوس) أي أعلى الجنة ووسطها وأفضلها، وأن هذا الثواب لمن كمل الإيمان والعمل الصالح، وهم الأنبياء والمقربون ويشمل هذا الثواب جميع طبقات أهل الإيمان من المقربين والأبرار والمقتصدين، كل بحسب حاله.
والفردوس يطلق على البستان المحتوي على الكرم والأشجار الملتفة وهذا صادق على جميع الجنة، فجنة الفردوس نزل وضيافة لأهل الإيمان والعمل الصالح، وأي ضيافة أجل وأكبر وأعظم من هذه الضيافة، المحتوية على كل نعيم للقلوب والأرواح والأبدان؟! وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين من المنازل الأنيقة والرياض الناضرة والأشجار المثمرة والطيور المغردة المشجية والمآكل اللذيذة والمشارب الشهية والأزواج الحسان والخدم والأنهار السارحة والمناظر الرائقة والجمال الحسي والمعنوي والنعمة الدائمة، وأعلى ذلك وأفضله وأجله التنعم بالقرب من الرحمن ونيل رضاه الذي هو أكبر نعم الجنان، والتمتع برؤية وجهه الكريم، وسماع كلام الرؤوف الرحيم فلله تلك الضيافة ما أجلها وأجملها من أن يحيط بها وصف أحد من الخلائق، وأن تخطر على القلوب، فلو علم العباد بعض ذلك النعيم علما حقيقيا يصل إلى قلوبهم لطارت إليها قلوبهم بالأشواق ولتقطعت أرواحهم من ألم الفراق ولم يؤثروا عليها دنيا فانية ولذات متلاشية (خالدين فيها) هذا هو تمام النعيم، أن فيها النعيم الكامل، ومن تمامه أنه لا ينقطع (لا يبغون عنها حولا)، أي تحولا ولا انتقالا لأنهم لا يرون إلا ما يعجبهم ويبهجهم ويسرهم ويفرحهم ولا يرون نعيما فوق ما هم فيه (المرجع السابق بتصرف).
من هم الأخسرون أعمالا مع ذكر الآيات الكريمة ؟
فالآية نزلت في الكفار عبدة الأوثان الذين أضلتهم شياطينهم فزينت لهم أعمالهم وحسبوا أنهم مهتدون وأن أهل الإسلام على ضلال ، كما أخبر الله تعالى عنهم ذلك في قوله ( وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) الزخرف/ 37 , وقال تعالى ( إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) الأعراف/ 30 ، وقد بيَّن الله تعالى أنهم الكفار في قوله تعالى في الآيات نفسها ( أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ ) .
هي سورة الكهف التي تحدثت عن قصص نادر في القرآن لم يتكرر، تعالج أولها الفتنة في الدين، وما هو مطلوب من ثبات ويقين بالله تعالى؛ فكانت قصة أهل الكهف. ثم فتنة المال، وقصة صاحب الجنتين وجشعه وغروره وبغيه، وما ينبغي أن يكون عليه الإنسان عموما والغني خصوصا من تواضع. فالمال لله، وأنت مستخلف فيه، وهو فتنة لك لتشكر الله تعالى عليه فتزكيه وتتصدق منه. وفي الثالثة، كانت قصة آدم وإبليس، والتي جاءت مختصرة متوسطة القصص بشكل عام؛ وحيث الرد إلى أصل ما خُلق منه الإنسان، وطبيعة العداوة التاريخية بين الإنسان والشيطان. ثم كانت قصة موسى والعبد الصالح؛ حيث فتنة العلم وضرورة التواضع عند العلماء عموما، وبيان حقائق متعلقة بظاهر الأمر وباطنه، حين تبدو الأفعال وفق واقع ما، بينما حقيقتها أشياء أخرى. وفي هذا ما فيه من ضرورة التسليم بقضاء الله تعالى والرضى به. وكانت القصة الأخيرة المتحدثة عن القوة وأهميتها وضرورة نسبتها إلى الله تعالى، حيث قصة ذي القرنين وسعيه شرقا وغربا، وما فعله مع يأجوج ومأجوج، وكان الفضل في كل ما فعله لله تعالى.
في هذه الأجواء، يأتي الحديث عن الآخرة، والنفخ في الصور وجمع الخلائق، وعرض جهنم على الكافرين الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكر الله، وأسماعهم معطلة عن الحق. وحينها يأتي الحديث عن الأخسرين أعمالا؛ هؤلاء الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا. ومرة أخرى، فإن مدلول الضلال مهم، لأنهم لا تعنيهم حياتهم ولا دينهم ولا مصيرهم القادم الدائم، والأنكى من ذلك أنهم يقنعون أنفسهم بأنهم يحسنون صنعا؛ فهم الذين كفروا بآيات الله ولقائه، واضح منهم الاستهزاء وضعف العزيمة الحقيقية التي من خلالها ينتبهون إلى حقيقة أمرهم، فقد تبلدت أحاسيسهم وانطفأت جذوة الإيمان في قلوبهم، ولن يكون هذا إلا عقوبة على أمور فعلوها، وأهمها سوء ظنهم بالله تعالى.
ولم تترك الآيات المؤمنين في حيرة من أمرهم أمام هذه الأوصاف المخيفة لهذه الفئة، فهم الذين كفروا بآيات الله ولقائه، وجزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آيات الله ورسله هزوا. فالأمور ليست طارئة عليهم، بل هم منخرطون في سلسلة من الاعتقادات والأعمال التي أوصلتهم إلى هذا الحد.