من هو الرجل الذي جاء من أقصى المدينة في سورة ياسين ، نزودكم قرائنا في موقع فيرال بقصة الرجل الذي جاء من أقصى المدينة في سورة ياسين ، حيث يبحث كثير من الناس عن تفسير قصة رجل جاء من اقصى المدينة وردت قصته في سورة يس ، وهو من ضمن الشخصيات التي ذكرها القرآن الكريم ولم يسمها ، فمن هو هذا الرجل وما قصته سنرى ذلك خلال الفقرات التالية .
من هو الرجل الذي جاء من أقصى المدينة في سورة ياسين ؟
يقول تعالى في سورة يس ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى ) حيث جاء من أقصى مدينة هؤلاء القوم الذين أرسلت إليهم هذه الرسل رجل يسعى إليهم؛ وذلك أن أهل المدينة هذه عزموا، واجتمعت آراؤهم على قتل هؤلاء الرسل الثلاثة فيما ذكر، فبلغ ذلك هذا الرجل، وكان منـزله أقصى المدينة، وكان مؤمنًا، وكان اسمه فيما ذكر ” حبيب بن مري”.
وردت قصة آل ياسين في الآيات السابقة من سورة يس قلب القرآن في قرية من القرى القديمة كان أهلها فاسدين يعبدون الأصنام وقيل أن أغلب الظن أنها أنطاكية وكان من بين أهل هذه القرية نجار واسكافي وصانع حبال ماهر بصنعته إسمه حبيب كان هذ الرجل مصاب بمرض جعل الناس تنفر منه وكان مرضه الجزام وظل الرجل بعد انتهاء عمله يأخذ نصف أجره لأولادة والنصف الآخر يتصدق به ويتوجه لأصنامه يدعوهم أن يرفعوا عنه المرض الذي سأمه وسأم نفور الناس منه…
وجاء يوم أرسل له أحد الرجال القائمين على المعبد يطلب مجيئه في أمر هام فلبى حبيب النجار طلبه على الفور وتوجه له ولما حضر حبيب قال له الرجل مرحبا بالرجل الماهر إن الآلهه في حاجة لخدمتك فإندهش حبيب وقال له إنه لشرف عظيم أن أخدم الآلهة ولكن كيف؟ فأجابه الرجل لقد سقطت أذن إله الحكمة وعمال المعبد ينظفونه ولم أجد أمهر منك لإصلاحها فقال النجار يشرفني ذلك وأرى أن نقوم بتثبيت أذن الإله بمسامير بدلا من الصمغ حتى لا يتكرر سقوطها فصرخ فيه الرجل ماذا تقول يا حبيب اجننت أتريد أن تدق مسمارا في رأس إله الحكمة فتفسد تدبيره للكون أصلح الأذن بالصمغ ولا تدق مسمارا واحدا..!!
قصة الرجل الذي جاء من أقصى المدينة في سورة يس
بدأ حبيب في لصق أذن الإله وهو يدعوه أن يستجيب له ويشفيه من مرضه الذي أفسد عليه حياته فسمعه أحد العاملين وهو يدعو فقال أما زلت تدعو ياحبيب أما مللت الدعاء فأجاب حبيب لا أعلم لماذا الآلهة لا تستجيب فأنا أتصدق بنصف مالي كل يوم واحضر هنا لأدعو ولي عشرات السنين أدعو ولا يستجاب لي ولا أعلم هل هم ساخطون على أم أنهم لا يستطيعون سمعا ولا بصر فقال العامل مالك تتحدث كالمتآمرين الذين ظهروا في القرية فقال حبيب أي متآمرين قال العامل ثلاثة رجال يقولون ان آلهتنا لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع فقال حبيب عجبا لهم ألا يخافون العقاب من الآلهة وغضبها عليهم فقال له العامل هم يقولون أن لهم إله آخر خالق كل شيء وقادر على كل شيء فقال حبيب لابد وأن أرى هؤلاء الرجال وأسمع منهم…
وجلس حبيب أمام بابه فإذا بثلاثة رجال يحدثونه بلين وتواضع لم يرى مثله قط ودعوه لترك عبادة الأصنام فقال لهم حبيب وما دليلكم على أن إلهكم هو الحق فقالوا الهنا إله واحد لا شريك له مالك كل شيء و قادر على كل شيء فقال لهم إني أعبد الهتي عشرات السنين وأدعوهم أن يشفونني من الجزام الذي أصاب وجهي وجسمي طيلة هذه الفترة من دون جدوى هل إلهكم قادر أن يشفيني في ليلة؟!!… فدعا الثلاثة رسل له بالشفاء..
فنظر الرجل لجسده فوجده كأن لم يمسسه سوء وذهب ليرى وجهه على صفحة ماء فوجده سليما معافا ففرح فرحا شديدا وآمن بالمرسلين وبربهم وذهب لعمله سعيدا مقبلا وإستمر في إخراج نصف ماله تصدقا فصادفه صديق له لم يعرفه من تغير هيئته فقال له من أنت أيها الغريب فقال له أنا حبيب قال له صوتك صوت حبيب ولكن هيئتك ليست كهيئته قال له بل أنا وقد شفاني الله بعد أن آمنت بالمرسلين فقال له صديقه أتبعت هؤلاء المتآمرين على آلهتنا سيجزون جزائهم اليوم لقد حذرهم أهل القرية من التمادي في دعوتهم ولكنهم لم يستجيبوا واليوم سيرجموهم ويقتلوهم إن لم ينتهوا….
أسرع حبيب إلي الرسل ليمنع عنهم أهل القرية ووقف ليطلب منهم عدم قتلهم لأنهم رسل الله وهم على حق فقال لهم زعيم فيهم بل هم متآمرين على آلهتنا ووجب قتلهم فقال لهم ياقوم إتبعوا المرسلين فهم لا يبغون أجرا ولا مالا.. فقالوا له أتبعتهم واتبعت إلاههم؟ فقال ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون وبيده الضر والنفع ولن تغنيني عنه الهتكم ولا هم ينقذون فإجتمع الناس عليه وقتلوه ويقول الله في سورة يس عن جزاءه بسم الله الرحمن الرحيم (قيل أدخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون *بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين) الأيات 26،27
لم يتمكن أهل القرية من المرسلين الثلاثة الذين ذكرهم بن جريج بأنهم كانوا شمعون ويوحنا وعززهم الله ببولس وقال بن كثير أن قتادة زعم أن الثلاثة كانوا رسل المسيح عليه السلام لأهل أنطاكية.. ولما أوشكوا على الخروج من القرية حذروهم من عقاب الله لهم بعد تعنتهم وقتلهم لحبيب النجار الصالح فإستهزأ القوم منهم وقالوا كيف سيكون العقاب هل ستنزل علينا جنودا من السماء تقاتلنا فكان قول الله تعالى (وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت الا صيحة واحدة فإذا هم خامدون* ياحسرةً على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون) يس الآيات 28،29،30 وكان عقابهم من ربهم ولتكون قريتهم عبرة وعظة لأولي الألباب .!!