المحتويات
من هو الكراني في الامارات
الكراني تعتبر مهنة يمتهنها أهل الامارات ويعمل (الكراني) عادة حسبما يقول الباحث في التراث الكويتي محمد جمال في كتابه (الحرف والمهن والأنشطة التجارية القديمة في الكويت) لدى التاجر لتسجيل عمليات الشراء والبيع اليومية سواء بالنقد أو بالأجل إذ يتولى تسجيل كل عملية في (دفتر اليومية) الذي تدون فيه جميع العمليات التجارية التي تتم خلال اليوم.
من هو الكراني
أي الشخص الذي يعمل محاسبا ويتولى كذلك تسجيل عمليات الشراء والبيع اليومية لدى أحد التجار أو أصحاب السفن أو النواخذة.
معنى الكراني
أن (الكرانية) وهي جمع (كراني) كانوا يعملون كذلك في عدد من (النقع) لتسجيل وتسلم قيمة مبيعات الماء من (الأبوام) -أي سفن البوم – القادمة من شط العرب على سقائي الماء قديما الذين يشترونها لإعادة بيعها إلى البيوت.
وكان السقاؤون يتوجهون ناحية الكراني الذي يتخذ جانبا من النقعة مقرا له بعد ملئه القرب بالماء من السفينة لتسجيلها بالحساب أو سداد ما عليه فيقوم الكراني بتسلم قيمة الماء المباع أو تسجيل ذلك في الدفتر ثم تسليمها إلى نواخذة البوم في آخر النهار.
كما وينقل الكراني في نهاية اليوم حسابات المشترين بالأجل إلى دفتر الأستاذ الذي يطلق عليه (الجاري) إذ يحتفظ لكل عميل بصفحة من ذلك الدفتر تسجل فيه مشترياته بالأجل بعد أن يتم التأشير عليها بدفتر اليومية مما يعني نقلها من هذا الدفتر وتسجيلها في دفتر الأستاذ أو (الجاري) دينا على المشتري.
ويحرص تجار الجملة على توظيف (كراني) ذي خبرة جيدة في مسك الحسابات ليتولى أيضا استيفاء الأموال من عملائهم في الأسواق إذ يمر الكراني على العملاء أيام السبت لتسلم جزء من الدين الذي يطلق عليه (المسابعة).
وذكر أن أصحاب السفن والنواخذة يوظفون (الكرانية) أيضا لمسك حساباتهم وتسجيل عمليات البيع والشراء كأي نشاط تجاري آخر مبينا أن من أهم الأنشطة التي كان يقوم بها الكراني في هذا المجال هو تسجيل المصاريف الخاصة بالسفن على اختلاف أنشطتها كذلك الدخل من عمليات البيع أو أجرة الشحن تمهيدا لحساب حصص البحارة.
من واجبات الكراني أيضا لاسيما في أبوام السفر والغوص القيام بتسجيل جميع المشتريات و التجهيزات التي يشتريها النوخذة قبل رحلات السفر أو الغوص تمهيدا لطرحها من الدخل قبل توزيعه على العاملين على ظهر السفينة.
وذكر أن من أفضل الكرانية الذين اشتهروا بدقة عملهم وإبداعهم المرحوم عبدالله عمر الياقوت الذي كان يعمل محاسبا في الأربعينيات من القرن الماضي ويتقاضى راتبا شهريا يصل الى ألف روبية وحينها كان يعتبر مبلغا ضخما يندر أن يحصل عليه أي موظف مهما كانت مسؤوليته.
وشدد جمال على أنه نتيجة لأهمية مهنة الكراني آنذاك في تسهيل وتنظيم الأمور التجارية كان كثير من المطاوعة والكتاتيب يحرصون على تعليم تلامذتهم (مسك الدفاتر) لإتاحة المجال أمامهم للعمل كمحاسبين لدى التجار أو أصحاب السفن عند انتهاء فترة التعليم.