المحتويات
من هو النبي الذي قتلوه وشربو في جمجمته الخمر ومن شدة غضب الله كاد أن يكون ذاك اليوم يوم القيامة؟
حتى ان السؤال قد يصيبك بالجنون من شدته، فكيف يفعلون هذا الفعل الشنيع مع نبي من انبياء الله عز وجل، وكيف عاقبهم الله على هذا الفعل؟ من هو النبي الذي قتلوه قومه وشربوا في جمجمته الخمر؟ وكان أن يكون ذلك اليوم يوم القيامة من شدة غضب الله عليهم؟ هذا ما سنُزودكم به في هذه المقالة، حيث نقدم لكم المعلومات الكافية للتعرف على قصة النبي الذين شربوا بجمجمته الخمر بعد أن قتلوه وعذبوه.
من هو النبي الذي قتلوه وشربو في جمجمته الخمر ؟
لا شك أن جميع الأنبياء والرسل قدموا تضحيات كثيرة في سبيل نشر الدعوة الاسلامية ودعوة التوحيد، ومن قصص تضحيات الرسل، قصة النبي الذي قتلوه وشربوا في جمجمته الخمر، كما سنذكر قصة مولده ووفاته، وبعض صفاته.
من هو النبي الذي قطع راسه وشرب الخمر في جمجمته
الجواب: يحيى عليه السلام.
قصة مقتل سيدنا يحيى عليه السلام هل بسبب امرأة زانية ؟
قدم النبي يحيى عليه السلام كثير من التضحيات في سبيل نشر دعوة التوحيد، وقد تعرض الى العذاب حتى الهلاك ، فكان سبب قتله -عليه السلام- هو امرأة زانية طلبت من صاحبها أن يجلب لها رأس يحيى ففعل، وقد قال ابن أبي شيبة في رواية مقتل النبي يحيى عليه السلام: “ما قتل يحيى بن زكريا إلا في امرأة بغي قالت لصاحبها لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، فذهب فأتاها برأسه في طست”، كما فصّل ابن كثيرين في البداية والنهاية سبب مقتل النبي يحيى على أنّه بسبب أحد الملوك في عهد النبي يحيى والذي كان يريد الزواج من أحد من محارمه والتي لا يجوز له الزواج منها، فنهاه النبي يحيى عن ذلك، فطلب المرأة من الملك أن يُعطيها ويهبها دم يحيى، وأرسلت إليه من يقتله ويقطع رأسه، والله أعلم.
قصة ولادة النبي يحيى
إنَّ ولادة النبي يحيى هي أحد المُعجزات والفصائل التي منَّ الله تعالى بها على زكريا عليه السلام، فقد ورد في القرآن الكريم توجه زكريا بالدعاء إلى الله تعالى والتضرّع بأن يرزقه ولدًا، وذلك في قوله تعالى: “قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّ* وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّ* يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا”، فاستجاب الله تعالى له بعد أن بلغ الكبر وكانت امرأته امرأة عاقر، إلّا أنَّ فضل الله تعالى وإعجازه أراد أن يرزقه بالنبي يحيى، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا* قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا”، فقد بشَّر الله تعالى زكريا -عليه السلام- بغلام كما إنَّ الله تعالى فضّل هذا الغلام واختار له اسمًا فإنَّ الآية الكريمة السابقة تدل على أنَّ اسم النبي يحيى هو من عند الله تعالى، وقد نشأ النبي يحيى على حُب العلم والمعرفة وكان شديد الذكاء والعقل، كما كان شديد التقوى والورع ولا يخاف في تقوى الله تعالى لومة لائم، فأعطاه الله تعالى الحكم وهو صبي وكرّمه وجعله أحد أنبيائه الصالحين.
قصة موت النبي يحيى
كان موقف بني اسرائيل من الأنبياء موقف عِداء وكُره، فقد أرسل الله تعالى فيهم الكثير من الرسل وكان مصير أغلبهم القتل أو الاعتداء أو التكذيب، وقد ورد ذلك في عدد من الآيات القرآنية ومنها قوله تعالى: ” أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ”، وكذلك قوله تعالى: “ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ”، وقد بُعث النبي يحيى في قوم إسرائيل الذين كانوا يعتدون ويقتلون الأنبياء، وقد فسّر الطبري فساد بني اسرائيل وأسار إلى أنَّ فسادهم الأول هو قتلهم لزكريا وفسادهم الثاني هو قتلهم ليحيى عليهما السلام، إلّا أنَّ مقتله شكّل نقطة للخلاف بسبب عدم ورود نصّ يُثبت مقتل النبي يحيى عليه السلام، والجدير بالذكر أنَّ قصة مقتل النبي يحيى وأنَّه هو النبي الذي قطع راسه وشرب الخمر في جمجمته والتي بقيت إلى يومنا هذا هي مأخوذة مما بقي من آثار وأقوال الصحابة الصالحين ومنهم قول عبد الله بن الزبير: “قتل يحيى بن زكريا في زانية كانت جارية”، والله سبحانه أعلم.
صفات النبي يحيى
بعد أن ذكرنا أنَّ النبي يحيى هو النبي الذي قطع راسه وشرب الخمر في جمجمته، سنذكر بعض صفاته، فقد ورد ذكر النبي يحيى في أربع سور قرآنية، وقد ورد ذكره ستّ مرات فيها، وقد وصفت لنا هذه الآيات الكريمة بعضًا من صفات النبي يحيى -عليه السلام- وأخلاقه، ومن هذه الصفات:
- كان النبي يحيى ذو عقل وذكاء وفطنة وهو في عمر صغير، وقد أتاه الله تعالى الحُكم وهو صبي، وقد فُسر الحُكم على أنّه القدرة على فهم وإدراك الكتاب وهوصبي.
- كان مُجتهدًا يجدُّ في السعي إلى فهم آيات الله تعالى وتدبرها، ليُطبّقها على الوجه الصحيح والسليم.
- كان حنونًا، فقد أعطاه الله تعالى الحنان والشفقة والرحمة، فجعله ذو عطف وحنان.
- وقد زكّاه الله تعالى بأن طهر قلبه من الآثام والذنوب والمعاصي، وجعله بعيدًا عمّا يُغضب الله تعالى، وجعله قريبًا من طاعته وتقواه.
- كان بارًّا لوالديه وكثير الإحسان والطاعة لهما، حسن المعاملة معهما.
- كان ذو تقوى وخشية لله تعالى يلتزم بكلّ ما يأمره به، ويبتعد عن كلّ ما ينهاه عنه.
- كان سيدًا وقد فُسر ذلك على أنّه كان يتبعه عدد من الناس، لأنَّ السيد هو من ساد فتبعه عدد من الناس.
- كان حصورًا، ومعنى ذلك أنّه منع نفسه عن النساء والاقتراب منهنَّ على الرغم من قدرته على ذلك، وقد كان هذا الأمر جائز في زمان النبي صالح، وهو مخالف لما جاء في شريعة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، فقد كان في سنّته الزواج وعدم الانعزال عن النساء.
- كان أحد الأنبياء الذين وصفهم الله تعالى بالصلاح وهم الذين صلح أعمالهم وأقوالهم وعقائدهم فلم يكن في ذلك أي فساد.