عند الحديث عن يوم الشهيد الاماراتي , يذهب الفكر الى أول شهيد اماراتي استشهد في هذا اليوم والذي تم فيه القتال في معركة طنب الكبري ضد القوات الايرانية , حيث يتسائل البعض من يكون أول شهيد في معركة طنب الكبرى , والان نستعرض لكم أول شهيد اماراتي …
المحتويات
من هو اول شهيد اماراتي
أول شهيد إماراتي هو الشهيد البطل سالم سهيل خميس الذي توفي في 30 نوفمبر 1971 أثناء قتاله في “معركة طنب الكبرى” ضد القوات الإيرانية.
سالم سهيل خميس اول شهيد اماراتي
سالم سهيل خميس بن زعيل الدهماني، 1951 – 30 نوفمبر 1971م، أول شهداء الإمارات، عسكري أول رقم 190 من شرطة رأس الخيمة، وهو الابن الرابع لسهيل بن خميس، ووالدته فاطمة بنت هلال، وهم من أهالي المنطقة الشمالية الشرقية، وتحديداً من منطقة زراعية نائية وسط قرى المنيعي الجبلية.
كان سالم سهيل يبلغ 16 عاماً عندما التحق بمديرية شرطة رأس الخيمة، وتحقق له حلمه بأن يحمل سلاحاً ليدافع به عن وطنه من اللصوص وقطاع الطرق، مع العلم أنه سبق لسالم أن عمل في فرقة موسيقى شرطة الشارقة، وعلى الرغم من مهارته في العزف الموسيقي، إلا أنه وجد نفسه أكثر كفاءة في حمل السلاح للذود عن الوطن، فترك الموسيقى واتجه نحو حمل السلاح بدلاً من الآلة الموسيقية.
قصة استشهاد سالم سهيل خميس
بدأت الحكاية باستيقاظ سكان جزيرة طنب الكبرى في 30 نوفمبر 1971، والذين لم يتجاوز عددهم 120 فرداً، فجر ذلك اليوم على أصوات أزيز الطائرات العسكرية المرعبة وسط ذلك الظلام الدامس، ولحظات قليلة ويرتفع صوت الضجيج أعلى فأعلى، وما كان الضجيج سوى أصوات السفن والزوارق البرمائية الحربية الإيرانية المدججة بأحدث الأسلحة، تستعد لمواجهة ستة عسكريين إماراتيين فقط منهم سالم بن خميس، وبعد لحظات رست السفن الإيرانية، بينما طائراتهم مستمرة في الحوم حول الجزيرة، وإخافة سكانها البسطاء، وحينها أدرك العسكريون الإماراتيون أنهم يتعرضون لغزو إيراني، فأبلغوا شرطة رأس الخيمة عبر جهاز اللاسلكي.
وقبل أن تبدأ المعركة، قام الغزاة بإسقاط المنشورات على أهالي الجزيرة، تأمرهم بالاستسلام فوراً وعدم المقاومة، وأنهم منذ اليوم أصبحوا من رعايا الدولة الإيرانية، وبمجرد اقتراب الغزاة من مركز شرطة الجزيرة بادر العسكريون الستة بإطلاق النار على الغزاة الذين ردوا بوابل من الرصاص الذي كان يخترق مبنى المركز، ثم أمر سالم سهيل زملاءه بالتجمع حول سارية علم رأس الخيمة، والدفاع والذود عنه والحرص على عدم إنزاله نهائياً من السارية، واستمروا في إطلاق النار على كل من يحاول من الغزاة اختراق مركز الشرطة.
هدأت المعركة قليلاً بعد ذلك، وطلب الغزاة التفاوض على استسلام الجنود الإماراتيين، لكن سالم سهيل ردّ عليهم بأن علم بلاده لن ينزل عن ساريته، فكان الردّ الإيراني بوابل كثيف من الرصاص لمبنى الشرطة، والجنود الإماراتيون يردّون عليهم، كل واحد من الستة اختار جانباً من جوانب المبنى لإطلاق النار، واستمر الحال هكذا لمدة ثماني ساعات، فاستعان حينها الغزاة بجنود “كوماندوز” ومظليين لاقتحام المبنى، قُتل منهم أربعة على يد الجنود الإماراتيين، وكذلك قائد للإيرانيين برتبة جنرال، فرّد الإيرانيون بإطلاق قذائف زوارقهم الحربية، وأصيب الجنود الإماراتيون بالإنهاك، وجرح اثنان منهم بطلقات إيرانية، وعندما أدرك سالم سهيل أنهم خسروا المعركة، وقف عند سارية العلم رافضاً نزول العلم، فأطلقت عليه النيران التي نهشت جسده.
واحة الكرامة نصب تذكاري ليوم الشهيد الاماراتي
يقع النصب بجانب مسجد الشيخ زايد الكبير، وتم الكشف عنه في يوم إحياء ذكرى دولة الإمارات العربية المتحدة في 30 نوفمبر 2016، يحتوي النصب التذكاري على ثلاث هياكل وهي: الساحة التذكارية، وجناح الشرف، كذلك الأعمدة المائلة، وتم إدراج أسماء جميع الجنود الإماراتيين الشهداء في جناح الشرف.
في 6 ديسمبر 2016 بدأت واحة الكرامة بإمارة بو ظبي استقبال الزائرين برفقة دليل سياحي يقودهم في جولتين يوميًا، كذلك يقدم شرحا مفصلاً عن معالمها، تعبر الواحة عن المحبة والتقدير اللذين تكنهما دولة الإمارات وشعبها إلى أرواح شهدائها.
بُنيَ نصب الشهيد من 300 طناً من الحديد، كما تحتوي الواجة على جناح الشرف الضخم، حيث يغطي سقفه 8 ألواح تشير إلى الإمارات السبع، واللوح الثامن يمثل شهدااء الوطن. يضم منتصف الجناح عمل إبداعي مكون من ألواح زجاجية ضخمة وشفافة تمثل كذلك الإمارات السبع، كما يحيط به بركة يجري الماء من خلالها. بالإضافة إلى ذلك فإنه يوجد نقش بكل لوح من الجانب الأمامي والجانب الخلفي يمكن للزوار قراءته من أي جانب، كما أنه يوجد في جدران الجناح ألواح من الألومنيوم تحتوي على أسماء “شهداء الوطن”، ومعلومات عنهم.
كذلك ميدان الفخر من معالم الواحة الشهيرة، والذي يتخذ شكلًا دائريًا قدرت مساحته بحوالي 4000 متر مربع، كما يحيط بالميدان مدرج كبير ومسرح يتسع لـ 1200 شخص، ويوجد في مركزه بركة ماء دائرية عمقها 15 مم، تجمع بين إنعكاس نصب الشهيد وجامع الشيخ زايد الكبير مما يجعلها تشكل لوحة فنية رائعة.