المحتويات
صقر قريش
مسلسل تلفزيوني تاريخي عربي سوري؛ من تأليف وليد سيف وإخراج حاتم علي، أُنتج في 2002، وقام ببطولته طاقم فني من سوريا والمغرب، من ضمنهم: جمال سليمان، أمل عرفة، محمد مفتاح، سلاف فواخرجي، وباسم ياخور.
صقر قريش هو الأول في سلسلة مسلسلات تحكي عن تاريخ المسلمين في الأندلس بدءاً من نشأة الخلافة الأموية فيها، وتلاه مسلسلا ربيع قرطبة، وملوك الطوائف ولا تتصل هذه المسلسلات الثلاثة إلا في تغطيتها لفترات متعاقبة من التاريخ الأندلسي، وكونها جزءاً من مشروع فني يُسمى رباعية الأندلس.
يحكي المسلسل سيرة عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك حفيد عاشر الخلفاء الأمويين ومؤسس الدولة الأموية في الأندلس، مبتدءاً بعهد طفولته، وظهور دعوة العباسيين، وتفكك الخلافة الأموية في الشام بعد تولي الوليد بن يزيد (تيم الحسن) الخلافة، مع اشتداد قوة العباسيين، إلى أن سقطت الدولة الأموية، وتحول أمراء بني أمية إلى مطاردين، وهروب عبد الرحمن الداخل (جمال سليمان) برفقة تابعه بدر (محمد مفتاح) إلى أخواله البربر، ومن ثم نزوله في الأندلس التي كانت تتبع الدولة الأموية بالاسم فقط، وبدء دعوته إلى إقامة الخلافة الأموية في الأندلس
صفات عبدالرحمن بن معاوية الداخل
لقد وَصف المُؤرِّخون صقر قريش بالعديد من الصفات الحَسَنة، وأشادوا به في سيرته، وأعماله، فلقَّبه البعض بأبي الملوك، ومن أهمّ صفاته ما يلي:
عُرِف عن عبدالرحمن الداخل أنّه كان شاعراً جيّداً، وفصيحاً بليغاً. ذُكِر من صفاته حُسن التوقيع، والعدل، والعلم. قِيل عنه أنّه كان راجح العقل، حازماً، ذا فَهْم ثاقب، ونهضة سريعة، كما أنّه كان شُجاعاً، ومِقداماً. لم يكن المنصب القياديّ لعبدالرحمن الداخل قد أثَّر في أخلاقه الحميدة؛ فلم يُذكَر عنه أيُّ خُلُق ذميم، أو فاحش قَطّ، بل إنّه كان مَوضع مَديح من العلماء؛ لحُسن خُلقه، وعِلمه، وهذا كلُّه نابعٌ من إنسانيّته، ومعدنه الأصيل، بالإضافة إلى أنّه كان يَعِظُ الناس على المنابر، كما أنّه كان مُرهَف الإحساس في الشعر، ومن شعره ذِكر ما يأتي:
يا نخلُ أنتِ غريبةٌ مثلي في الغربِ نائيةٌ عن الأصلِ فابكي، وهل تبكي مكيسة عجماء، لم تُطبَع على خَيل؟
لو أنّها تبكي، إذاً لبكت ماء الفرات ومنبت النـخـلِ لكنّها ذهلـت وأذهـلـنـي بُغضي بني العبّاس عن أهلي
الفِكر العسكريّ لعبد الرحمن بن معاوية
كان لعبد الرحمن الداخل فكرٌ عسكريٌّ دقيقٌ، وعجيبٌ، نتجَ عن ذكائه، وحِنكَته العسكريّة، ومن أهمّ ملامحه ما يأتي:
الحِرص على المُباغتة: كان عبد الرحمن الداخل يحرصُ على مبدأ المُباغتة، وعدم إعطاء خصومه فرصة للقتال، وقد ظَهرَ هذا المبدأ في معركة المصارة؛ حيث كان عبد الرحمن الداخل يستعدُّ للحرب، في حين أنّ خَصمَه كان يحاول تأجيل القتال، وخداعه، وكما كان عبد الرحمن الداخل حريصاً على المُباغتة،فقد كان حريصاً على أن يضعَ خصومه في مواقف تَفرضُ عليهم زمناً مُعيَّناً للقتال، بالإضافة إلى تقييد حريّتهم في العمل، والقتال. الحِفاظ على الهدف، والاقتصاد في القوى: كان عبد الرحمن الداخل يُوازن في تعامله بين أهداف الحرب المُتتالِية، وبين الوسائط والقوى الضروريّة، بالإضافة إلى أنّه كان يعطي الأهداف الأكثر خطورةً، وأهميّة، الأولويّة في الوصول إليها وتحقيقها.
وفاة عبد الرحمن بن معاوية
تُوفِّي عبد الرحمن الداخل في جُمادى الأولى عام 172 للهجرة، في مدينة قرطبة، ودُفِن فيها، وقد كان يبلغُ من العمر تسعةً وخمسين عاماً، قضى منها في دمشق، والعراق، تسعة عشرة عاماً، وقضى في تخطيطه لدخول الأندلس، وفِراره من العباسيّين ستَّ سنوات، وقضى آخر سنوات حياته الأربع والثلاثين في حُكْم الأندلس