المحتويات
حكم المد في قوله تعالى: ( أبآ أحدٍ ) (1 نقطة)
المد هو إطالة الصوت بأحد حروف المد الثلاثة (الألف، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها)، أو أحد حرفي اللين (الواو الساكنة المفتوح ما قبلها، والياء الساكنة المفتوح ما قبلها) لوجود سبب من أسباب المد؛ ومن أدلته: “سَأَلْتُ أنَسَ بنَ مَالِكٍ، عن قِرَاءَةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: كانَ يَمُدُّ مَدًّا” [البخاري: 5045].
ما هو نوع المد في قوله تعالى: ( أبآ أحدٍ )
الإجابة : مد منفصل.
المد المنفصل
وهو أن يأت حرف المد في كلمة والسبب في كلمة أخرى (إنآأنزلنه في ليلة القدر) (بما أنزل) (قوا أنفسكم) (ربي أعلم)، أو كان حرف المد ثابتا في اللفظ دون الرسم مثل (يأيها) (هأنتم) (يؤده إليك) (وله أسلم).
وسمي هذا النوع منفصلا لانفصال حرف المد عن الهمز في كلمة أخرى. وحكمه لحفص هو جواز قصره بقدر حركتين، وجواز توسطه بمقدار أربع أو خمس حركات.
والقصر والتوسط وردا لحفص من طريق الطيبة، أما طريق الشاطبية فلم ينص له إلا على التوسط فقط. ووجه جواز قصره بمقدار حركتين هو تعرض الهمز للزوال عند الوقف على الكلمة التي فيها حرف المد، بخلاف المد المتصل الواجب فإن الهمز فيه ثابت وقفا ووصلا لأنه من بنية الكلمة وأصلها مثل (الملائكة) (جيئ) فلا يوقف على جزء من الكلمة ويترك باقيها. و كل مد منفصل كان مدا طبيعيا قبل اجتماع الكلمتين فمثلا قول القرآن (إنا أنزلنا إليك) فعند الوقف على (إنا) أو على (أنزلنا) يكون مدهما مدا طبيعيا.
ويلاحظ أنه يجب تسوية المد بنظيره حال القراءة فلا يجوز قصر مد منفصل مع توسط مد منفصل آخر. فلا يقال مثلا (إنا أنزلنا إليك) أي بقصر (إنا) ومد (أنزلنا) أو العكس، كما لا يجوز الوقف على ياء النداء وحدها من مثل (يا أيها) ولا على هاء التنبيه وحدها من مثل (ها أنتم) ولا على الأفعال المتصلة بضمائرها رسما في المصاحف فلا يقال (فكذبو) من (فكذبوهما) ولا يقال (حيث وجدتمو) من (حيث وجدتموهم) ولا على (الـ) التي للتعريف، فهذه الأنواع لا يفصل بين أجزائها اصطلاحا وحكما، فحكم هذه الكلمات كحكم الكلمة الواحدة لا يفصل بين أجزائها