سؤال وجواب

لماذا يشكو النبي صلى الله عليه وسلم قومه يوم القيامة مع ذكر الآية ؟

المحتويات

لماذا يشكو النبي صلى الله عليه وسلم قومه يوم القيامة مع ذكر الآية ؟

نواصل معكم نشر اجابة السؤال ال19 من برنامج رحلة حظ 4 سؤال الجمهور الذي يترقبه بحذر شديد يومياً على مدار ايام شهر رمضان المبارك ، فما هو حل اجابة سؤال المشاهدين في رحلة حظ 4 الحلقة 19 والذي يقول : لماذا يشكو النبي صلى الله عليه وسلم قومه يوم القيامة مع ذكر الآية ؟

إجابة سؤال لماذا يشكو النبي صلى الله عليه وسلم قومه يوم القيامة مع ذكر الآية ؟

من أعظم الآيات التي تحدَّثت عن جفاء الكفَّار وإعراضهم عن كتاب الله تعالى، حتَّى وصل الحال إلى شكوى عظيمة يبثُّها النَّبي ﷺ إلى ربِّه  بسبب هجر قومه للقرآن العظيم، قوله تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا [الفرقان:30]. فقد أعرضوا عن القرآن العظيم وهجروه، وتركوه، مع أنَّ الواجب عليهم، الإيمانُ به، والانقياد لحكمه


والمقصود من حكاية هذه الشَّكوى العظيمة: إنذار كلِّ مَنْ هَجَر القرآن الكريم إلى يوم الدِّين، بأنَّ صاحب الرِّسالة ﷺ قد توجَّه في هذا الشَّأن إلى ربِّه عزَّ وجلَّ يشكو هَجْر قومه القرآنَ العظيم.

لماذا يشكو النبي صلى الله عليه وسلم قومه يوم القيامة مع ذكر الآية ؟

وقد أُكِّدَت هذه الشَّكوى بـإِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} للاهتمام بها؛ ليكونَ التَّشكِّي أقوى. والتَّعبير عن قريش بـقَوْمِي؛ لزيادة التَّذمُّر من فِعلهم معه؛ لأنَّ من شأن قوم الرَّجل أن يوافقوه.

وتأملوا -إخوتي- قوله: اتَّخَذُوا الذي يدلُّ دلالةً واضحة على أنَّ هذا هو دَيدنهم وشأنهم وحالهم مع نبيِّهم المرسل إليهم، ولم يقع الهَجْر منهم عَرَضاً مرة أو مرتين، إنَّما وقع مراراً وتكراراً، فهو أشدُّ مبالغة – في هَجْر القرآن – من أنْ يُقال: إنَّ قومي هجروا القرآن، كأنَّما اتَّخذوا هذا الهَجْر صِنعةً وحِرفة، وعقدوا العزم في ذلك الاتِّخاذ، فهو قرار قرَّروه، ومنهج اختطُّوه لأنفسهم وللأجيال من بعدهم. واسم الإشارة في هَذَا الْقُرْآنَ؛ لِتَعظيمه، وأنَّ مِثْلَه لا يُتَّخَذ مهجوراً بل هو جدير بالإيمان به، والإقبال عليه، والانتفاع به

فهذه “شكوى عظيمة، وفيها أعظم تخويف لِمَنْ هَجَر هذا القرآن العظيم، فلم يعمل بما فيه من الحلال والحرام والآداب والمكارم، ولم يعتقد ما فيه من العقائد، ويعتبر بما فيه من الزَّواجر والقصص والأمثال”

وقال الرسول يارب إِنَّ قومي اتخذوا هذا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا

“وفي هذه الشَّكوى من التَّخويف والتَّحذير ما لا يخفى؛ فإنَّ الأنبياء عليهم الصَّلاة والسَّلام إذا شكوا إلى الله قومهم عجَّل لهم العذاب ولم يُنظروا”

وقال الرسول يارب إِنَّ قومي اتخذوا هذا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا

وهذه الآية وإن كانت في المشركين، إلاَّ أنَّ العبرة بعموم لفظها، فنَظْمُها الكريم مما يُرهِّب عموم المعرضين عن العمل بالقرآن، والأخذ بآدابه، وفي الآية كذلك التَّحذير من هجر المصحف وعدم تعاهده بالقراءة فيه

فينبغي لكلِّ مسلم -يخاف العَرْضَ على ربِّه  يوم القيامة- أن يتأمَّلَ هذه الآية الكريمة، ويُمْعِنَ النَّظَر فيها مراراً وتكراراً؛ ليرى لنفسه المخرج من هذه الورطة العظمى، والطَّامة الكبرى التي عمَّت جُلَّ بلاد المسلمين من هذه المعمورة، وهي: هجر القرآن الكريم

سبب نزول آية يارب إن قومي اتخذوا هذا الانننن

وقد تحدَّث أهل العلم عن أنواع من هجر القرآن العظيم، ومن ذلك ما قاله ابن كثير -رحمه الله-: “كان الكفَّار إذا تُلي عليهم القرآن أكثروا اللَّغط والكلام في غيره، حتَّى لا يسمعوه، فهذا من هجرانه، وتركُ عِلمه وحفظه أيضاً من هجرانه، وتركُ الإيمان به وتصديقه من هجرانه، وتركُ تدبُّره وتفهُّمه من هجرانه، وتركُ العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه، والعدولُ عنه إلى غيره من شعرٍ أو قولٍ أو غناءٍ أو لهوٍ أو كلامٍ أو طريقةٍ مأخوذة من غيره من هجرانه”

وقال ابن القيِّم رحمه الله: “هَجْرُ القرآنِ أنواع: أحدها: هجر سماعه، والإيمان به، والإصغاء إليه. والثَّاني: هجر العمل به، والوقوف عند حلاله وحرامه، وإنْ قرأه وآمن به. والثَّالث: هجر تحكيمه والتَّحاكم إليه في أصول الدِّين وفروعه، واعتقاد أنه لا يفيد اليقين، وأنَّ أدلَّته لا تفيد اليقين، وأنَّ أدلَّته لفظيةٌ لا تحصِّل العلم. والرَّابع: هجر تدبُّره وتفهُّمه ومعرفة ما أراد المتكلِّم به منه. والخامس: هجر الاستشفاء والتَّداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها؛ فيطلب شفاء دائه من غيره، ويهجر التَّداوي به. وكلُّ هذا داخلٌ في قوله: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا [الفرقان:30]، وإنْ كان بعض الهَجْر أهون من بعض”

لماذا يشكو النبي صلى الله عليه وسلم قومه يوم القيامة مع ذكر الآية ؟

لقد كانت مهمة جميع الرُسل -عليهم السلام- تتمحور حول تبليغ الرسالة باتجاهين متقابلين وهما: الترغيب والترهيب أو البشارة والإنذار، وعلى الرغم من أنَّهم ليسوا مسؤولين عن هداية الناس وتحقيقها لهم، إلا أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- كان حريصًا على قومه كثيرًا لأنَّه ابنُ قبيلة قريش الذي كان يصلُ رحمه ويبرُّ أهله، لذلك شكا هجرانهم للقرآن إلى الله تعالى، ويكون هجر القرآن الكريم بصور عديدة لا تنحصر في عدم قراءته فقط، فترك العمل بما جاء فيه يعدُّ من الهجران بالإضافة إلى ترك تدبره وفهم معانيه، وقد يكون ختمُ القرآن على فترة أكثر من شهر من صور الهجر أيضًا، وهذا المقال سيتحدث عن معنى آية: وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا.

                     
السابق
ما اكثر سورة تكرر فيها اسم الرحمن
التالي
حلقت الطائرة أحد عشرة ساعة. الجملة صحيحة نحويًا

اترك تعليقاً