سؤال وجواب

من هو محمد علي شمس الدين ويكيبيديا

المحتويات

من هو محمد علي شمس الدين ويكيبيديا

يعدّ الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين (1942-2022) الذي رحل اليوم الأحد، من طليعة “شعراء الجنوب”، التسمية التي أطلقت على مجموعة من الشعراء اللبنانيين مثل حسن عبد الله وشوقي بزيع والياس لحود وجودت فخر الدين، الذين نُشرت قصائدهم الأولى مطلع السبعينيات، وجميعهم ينتمون إلى قرى الجنوب اللبناني، وعبّروا عن همومها ومواجهتها العدوان الإسرائيلي آنذاك.

وُلد الراحل في قرية بيت ياحون التي لطالما تحدّث عنها في مقابلاته الصحافية، مستذكراً طفولته ونشأته في طبيعة جبلية وبيئة رعوية، حيث كان يستمع إلى صوت جدّه وهو يؤدي الأذان والموشحات الدينية ويقرأ في تلك الفترة شعر المتنبي، والمعري، والشريف الرضي، ومؤلّفات الجاحظ، والتوحيدي.


درس شمس الدين في بيروت وحاز إجازة الحقوق من “الجامعة اللبنانية” عام 1963، وعمل مديراً للتفتيش والمراقبة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي اللبناني، ثم تحوّل بعد ذلك إلى دراسة التاريخ حتى حصل على درجة الدكتوراه.

هيمنت مناخات الغموض والميتافيزيقيا والغنائية على تجربته منذ إصدار مجموعته الأولى “قصائد مهرّبة إلى حبيبتي آسيا” سنة 1975، إذ يستهل قصيدة “فاتحة للنار في خرائب الجسد” في المجموعة بقوله: “للنّسْرِ الجائعِ/ للبلبل في المطر الوحشيّ/ وللطفل المذبوح على عتبات النّهْرِ/ لموسيقى الأفلاكِ/ وللفوضى الكونيّةِ/ أنزف من رئتيَّ الشِّعْرَ/ وأرفعه كالجرح الشاخِبِ في نافورة هذا العصر/ وأفضُّ دمَ الأشجار/ أفضُّ دمَ الأمطار/ أشقُّ ضريح النار بحنجرتي/ فأنا الشفّاف الآسرُ/ والمظلمُ في الآبار/ أنا الجَرَسُ المهدومْ..”.

كم عمر الشاعر  محمد علي شمس الدين

عمر الشاعر محمد علي شمس الدين 80عام

توفي الشاعر اللبناني المعروف محمد علي شمس الدين، الأحد، عن عمر ناهز 80 عاماً في العاصمة بيروت بعد انتكاسة صحية، حسب ما أعلنت أسرته.

وكتبت رباب شمس الدين، ابنة الشاعر الراحل، أن الجنازة ستقام الأحد عند الرابعة عصراً في جبانة بلدة عربصاليم، إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء النبطية في محافظة النبطية.

وكان محمد علي شمس الدين قد نشأ في عربصاليم، بعدما انتقل إليها رفقة أسرته من قرية بيت ياحون في بنت جبيل بجنوب لبنان، حيث وُلد عام 1942.

شاعر الأسئلة الكبرى

الشاعر اللبناني شوقي بزيع اعتبر في تصريحٍ لـ “الشرق”، أن رحيل شمس الدين “لا يعني فقط رحيل صديقٍ ورفيق دربٍ منذ 50 عاماً، أي منذ انطلاقة حركة “شعراء الجنوب” وصولاً إلى المهرجانات الشعرية والفعاليات المشتركة، بل إن هذه الرحلة الطويلة كانت كافية أن تجعل منا توأمَين على صعيد الشعر، إذ لطالما نُظر إلينا بوصفنا ثنائياً شعرياً، حتى أننا شكّلنا ثنائياً على صعيد الشكل والملامح”.

وأضاف أن الأهم من ذلك هي “شعرية شمس الدين المتميزة والفريدة، فهو شخص يملك موهبةً عالية جداً، ويملك حساسيةً أيضاً تجاه اللغة والإيقاع، وهو شاعر مرئيات، وشاعر صورة”.

ورأى بزيع أن الشعر “يبدأ عند محمد علي من الإيقاع، وخصوصاً أن علاقته بالعروض والوزن علاقة وثيقة جداً، كما يبدأ عنده فعلياً من الصوت، ويتفرّع إلى العين والبصريات وحواس أخرى مثل اللمس والتذوّق. واصفاً الراحل بأنّه شاعر مفعم بالحياة، يستثمر وجوده بشكلٍ استثنائي، ليحوّله إلى شعرٍ خالص. وقد حاول أن يستلهم عناصر فطرية موجودة في الريف لها علاقة بالتاريخ والوجدان، لكنه لم يجعل منها مطيّة للكتابة الشعرية، بل جعلها خلفية لرؤياه الشعرية إلى العالَم والوجود”.

“شاعر وجودي بامتياز، شاعر أسئلة كبرى، حاور الحبّ والموت والألم والحرّية، وجمع بين الغنائية والبُعد المعرفي والفلسفي والصوفي على نحوٍ خاص”، هكذا وصف بزيع شمس الدين، مشيراً إلى “أنه تربى في عهدة جدّه الذي كان ملمّاً بالتصوف والعرفان، وهذا أعطاه خلفيةً صوفية متميزّة، برزت في معظم مراحل تجربته الشعرية. وبخسارة شمس الدين، نخسر موهبةً فذّة من الصعب تعويضها حتى زمنٍ بعيد”.

شعره يشبه حياته

الباحث والناقد الأدبي الدكتور علي نسر اعتبر أن قصائد شمس الدين “انبثقت من قاعٍ ثقافي عميق، يحمل في طيّاته من الفلسفة والتاريخ والعلم والقراءة الكثير. ونهض شعره على مداميك عدة، على رأسها الكلمات، شريطة أن تكون قابلة للتحوّل والتغيّر ساعة يريد”. مضيفاً: “بهذا نرى الشاعر يقف في منتصف الميزان بين القديم والجديد، وشعره يشبه حياته، وهو تمسّك بالشعر العامودي لكنه لم يحدّه ولا يقيّده”.

وفي رصيد شمس الدين مجموعات شعرية عدة بينها “أما آن للرقص أن ينتهي؟”، و”أميرال الطيور” (1992)، و”يحرث في الآبار” (1997)، و”منازل النرد” (1999)، و”ممالك عالية” (2003)، و”شيرازيات” (2005)، و”اليأس من الوردة” (2009)، و”النازلون على الريح” (2013)، و”كرسي على الزبد” (2018).

كما طرح أيضاً “غنّوا غنّوا” (1983) وهي مجموعة شعرية للأطفال، وكتب قصصاً للصغار تجاوزت اثنتي عشرة قصة، تم تلحين وغناء بعضها، أبرزها “كنزٌ في الصحراء”.

تُرجمت قصائده إلى لغاتٍ عدّة منها الإسبانية والفرنسية والإنجليزية، وحاز جوائز أدبية مرموقة، منها جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية (2011).

بعد عقود من الكتابة، ودّع محمد علي شمس الدين قراءه تاركاً إرثاً شعرياً غنياً كان الموت والرحيل أحد أهم موضاعاته: “أوّل الدهر معقودٌ بآخره، وأجمل الناس ما يُلقى إلى الحفر، وما الخليقة إلا طيف نائحةٍ، بيضاء تعبُر بين الطين والمدر”.

                     
السابق
شاعر اموي اشتهر بالغزل من 4 حروف؟
التالي
والد الطفلة بسنت

اترك تعليقاً