نرحب بكم قراء موقع فيرال في مسألة جديدة نطرحها عليكم قراءنا في كل مكان ، ألا وهي المقصود بقوله تعالى بروجاً في الآية الكريمة (تبارك الذي جعل في السماء بروجا) :
تعني كلمة بروجا
قال الشيخ السعدي رحمه الله :
” يقول تعالى – مبينا كمال اقتداره ورحمته بخلقه – : ( وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا ) أي : نجوما كالأبراج ، والأعلام العظام ، يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر ( وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ) فإنه لولا النجوم لما كان للسماء هذا المنظر البهي ، والهيئة العجيبة ، وهذا مما يدعو الناظرين إلى التأمل فيها ، والنظر في معانيها والاستدلال بها على باريها ” انتهى .
تعني كلمة بروجا
وقيل : البروج : منازل النجوم ، قال الشوكاني رحمه الله :
” المراد بالبروج : بروج النجوم : أي منازلها ، وقيل هي النجوم الكبار ، والأول أولى ، وسميت بروجا ، وهي القصور العالية ، لأنها للكواكب كالمنازل الرفيعة لمن يسكنها .
واشتقاق البرج من التَبّرُّج ، وهو الظهور ” انتهى .
“فتح القدير” (4 / 122)
وقال القرطبي رحمه الله : ( بُرُوجاً ) أي منازل .
“الجامع لأحكام القرآن” (13 / 65)
وينظر : “تفسير الطبري” (24/332) – “التحرير والتنوير” (5 / 128)
– و( سراجا ) : هي الشمس . و ( قمرا منيرا ) أي مضيئا .
قال ابن كثير رحمه الله :
” ( وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا ) وهي الشمس المنيرة ، التي هي كالسراج في الوجود ، كما قال :
( وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ) النبأ / 13 .
( وَقَمَرًا مُنِيرًا ) أي : مضيئا مشرقا بنور آخر ، ونوع وفن آخر ، كما قال : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ) يونس / 5 ، وقال مخبرا عن نوح ، عليه السلام ، أنه قال لقومه: ( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ) نوح / 15 -16 .
“تفسير ابن كثير” (6 / 120)
ومعنى الآية في الجملة : تعالى الله وتعظّم وكثر عطاؤه وثبت إنعامه سبحانه على خلقه ، الذي زين بفضله السماء الدنيا بتلك النجوم والكواكب الكبار العظام ، والشمس والقمر المنيرين بالليل والنهار ، جعل ذلك من تمام بركته على خلقه ، واتساع نعمته ووفرة جوده وكرمه ؛ ليتأملوا ما فوقهم من دلائل عظمته ، وما هم فيه من موفور كرمه وعظيم منته ، عسى أن يؤمنوا بربهم ويشكروا له .
والله تعالى أعلم .