صلاةُ آخرِ أربعاء من «صَفَر»
بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم صلاة آخر أربعاء من شهر صفر وهي
أخوف يوم وأنحس يوم في السنه فعليكم بالصلاة والدعاءوالصدقة حفظنا الله جميعا من كل مكروه بحق حبنا وعشقنا وولائنا لآل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وإليكم الصلاه وكيفيتها :
صلاة آخر أربعاء في صفر
أنه كل سنه تنزل ثلاثمائة وعشرون ألف بلية كلها في يوم الأربعاء آخر شهر صفر هو آخر يوم في السنه فمن صلى فيه هذه الصلاة أمنه الله من تلك البلايا وهي أربع ركعات بتسليم وتقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرةوسورةالكوثرسبع عشرة مرة والتوحيد سبع مرات والمعوذتين مرة واحده فإذا سلم وقبل أن يتكلم وقبل أن يقوم يقرأ هذا الدعاء : ((ياشديد القوى يا شديد المحال ياعزيزا ياعزيزا ياعزيز.. عز بعزتك جميع خلقك.. يامحسن.. يامجمل ..يامفضل ..يامنعم.. يامكرم.. ياكافي.. ياوافي.. ياحافظ ..ياحفيظ ..يامن بيده كل شئ… إليك المبتلى.. وبك المؤيد …وعليك التوكل… فاإحد مني بحفظك وأحل بيني وبين من ناوأني.. اللهم من أرادني بسوء فاأرده ومن أرادني بكيدا فكده وأجعل كيده في نحره واعوذ بك من شره بحولك وقوتك ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم …
يارب لاإله إلا أنت برحمتك ياأرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين))
ثم تكتب هذه الآيات في إناء نظيف وتشرب مائه وهي هذه ((سلام قول من رب رحيم سلام على نوح في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين سلام على آل ياسين سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا)).
الجواب:
هذا الكلام لا يَصمد أمام الصناعة العلمية؛ لعدم تمامية، وكوْن الكتاب من الكتب التي بين أيدينا، وعدم وجود مؤشرات علمية على وجود هكذا أعمال يُحتمَل في حقها الضَّياع وعدم الوصول إلينا حتى يَتفرَّد بذكرها كتاب «مرقاة الجنان»..، ويَغيْب عن أكابر العلماء المحدِّثين الأقدمِين الذين هم العمدة في النقل والأخذ! لا على الصعيد الشيعي فحسب، فهذا عيْن ما دعَى صاحب كتاب «مرقاة الجنان» لأن يعبِّر ب: يوصى، لا ب: يُروى، ففَرْقٌ بين العبارتين على المستوى العلمي.
بل هذا ما دَفع ببعض الناس لأن يقول: يُنقََل عن بعض العرفاء. وكأنها مكاشفة عرفانية يراد تقويتها بالعرفان بعد أن رَفَضها الدليل العلمي الشرعي القاطع.
بل ولهذا عبَّر البعض ب: أنه يُنقَل في المأثور. دون أن يَذْكر أيُّ مأثورٍ ذلك وممن هو صادر.
ولهذا أَعرَض كبار المحققين والأعلام عن استعراض تلك الأعمال في كتبهم المعروفة المختصة بالأدعية والأعمال العبادية.
بل ولهذا أفتى المعاصرون من المراجع بعدم صحة تلك الأعمال؛ كالسيد محمد الشاهرودي، والسيد علي السيستاني، والسيد علي الخامنئي، والسيد كاظم الحائري، وغيرهم.
هذا؛ ولو كان في الأربعاء الأخيرة من صفر المبارك شيءٌ لَظَهر ذلك البلاء، ولَتَميَّز يوم الأربعاء الأخير عن غيْره من الأيام بكثرة البلايا والشرور، والحال أنَّ الحِس والوجدان قاضيان بعدم وجود شيء من ذلك على أرض الواقع، اللهم إلا أن يقال بأنها بلايا خافية أو مِن نوعِ البلايا المقَدَّرة للأيام اللاحقة. لكن على أيِّ حال ليس الكلام في هل هناك بلايا تنزل في الأربعاء الأخير من شهر صفَر بالعدد المذكور أم لا – وسيأتيك بيان متعلَّقِه في الملاحظة الثالثة -؛ إنما الكلام في بطلان الأعمال المذكورة فيه وعدم حُجّيّتها، بل وكوْنها مِن البدعة المحرَّمة.
هذا بالنسبة للصلاة والدعاء والتّعويذ المذكور بعدها.
● وأما الدعاء الذي في مناجاة عزرائيل عليه الصلاة والسلام لربه سبحانه – على فرض ثبوته – فهو أساساً غير خاص بيوم الأربعاء الأخير من صفر، بل ولا خاص بشهر صفر فضلاً عن أربعائه؛ فهو لربما لأنّ القارئ تلاه في صفر طال عمره سنة إلى صفر القادم، فلو قرأه – مثلاً – في رجب أو شهر رمضان أو غيرهما من الشهور؛ لطال عمره سنة، بلا فرق بين صفر ورجب وشهر رمضان.. من هذه الجهة؛ مما يعني تَرتُّب أثر الدعاء الذي في مناجاة عزرائيل مع ربه في أي شهرٍ كان، لا في خصوص صفر.
وكما ذكرنا: لنا أن نتصدق ونَتعبد بالعبادات اليومية وغيرها مما هو ثابت ومسنون، لكن لا بعنوان أن شهر صفر «كله شهر شؤم ونحس وبلايا وشرور وآفات»؛ فهذه الفيرال من «الجاهليات» التي انتقلت للإسلام بفعل ظروف خاصة ندعها لمحلِّها تحرِّياً للإيجاز؛ وكما في الخبر الشريف: «لا تُعادوا الأيام فتعاديكم»، وقد نَهت الشريعة عن «التَّطَيُّر».
فلو ورَدَ في بعض الأيام تَحيُّط فالتحيّط له موازينه الشرعية المقرَّرة وله حدوده وأيامه، لا أن نَصِف شهراً بكامله بالنحوسة، فنعطِّل الأرض والعباد! فشهر صفر خيرُه وافرٌ كثير؛ فهو شهرُ ظَفَرٍ ورحمة وذكرى، ومن الشهور القدسية التي أَوقَع فيها النبي والأئمة عليهم الصلاة والسلام كثيراً من أعمالهم وأفعالهم العظيمة التي تحتاج للبَرَكة، لا التزويج فحسب،
وقد أَوقَع فيه أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام بعض معاركه وإن كانت حالة لها ظروف خاصّة وفُرِضَتْ عليه قهراً، إلا انها في طابعها العام مما تحتاج للظَّفَر والبركة، لا سيّما وأنّ المعارك تعتبَر من عظائم الأمور التي تتطلب التوفيق الكبير، بالأخص في الظروف التي عاناها عليه الصلاة والسلام مِن طبيعة مَن كانوا في جيشه.
أسأل الله لي ولكم المغفرة، ولا تنسونا من صالح الدعاء.
[سنوافيكم ببقية الكلام عما قريب جداً بإذنه تعالى، وفيه ملاحظة ثالثة مهمة وتتمة – تقرير قسم التوعية والإعلام في جماعة أنبياء أولي العزم ].