من شعر الفروسية
- اتعرف على صاحب النص :
هو عنترة بن شداد العبسي ، من مواليد 525 م ، عربي من جهة ابيه ، سمي بعنترة لكثرة صياحه في الحروب تشبها بالعنترة ( واحدة العنتر ) و هو الذباب لم يعترف به ابوه جريا على عادة العرب مع الاولاد الهجناء لاسيما اذا كانوا سودا . قال عن النبي صلى الله عليه و سلم : ” ما وصف لي اعرابي قط فاحببت ان اراه الا عنترة “
- تقديم النص :
النص نموذج من شعر الفروسية الذي شاع في العصر الجاهلي بسبب كثرة الحروب و النزاعات بين القبائل
- اثراء الرصيد اللغوي :
منصبا : المكانة و المنزلة بين قومه ..
شطري : نصفي (المقصود ابوه )
المنصل : السيف
يلفوا بضنك : لحقهم ضيق و شدة
النزول : المعركة
الطوى : الجوع
الكتيبة : فرقة من الجنود
احجمت : ولت ، تراجعت
معم : اعمامه
مخول : اخواله
الفيصل : السيف
بكرت : بادرت ، شرعت
الحتوف : الموت
منهل : المصدر ، المنبع
ساهمة الوجوه : متعبة ، عابسة
- اكتشف معطيات النص :
* لا نبالغ اذا قلنا ان اهم فارس احتفظت به ذاكرة العرب في اجيالها التالية الى يومنا هذا هو ” عنترة بن شداد ” و هو من قبيلة “عبس العربية ” و يحتل مكانة مرموقة فيها ، اذا هو سيد القبيلة بعد اعتراف والده بعد البطولات التي حققها ، و الانتصارات الي احرزها في سبيل حماية قبيلته
* تعود الواو في افعال الشرط الثلاثة في البيت الثاني ” يلحقوا ، يستلحموا ، يلفوا ” على قوم عنترة من بني عبس فهو بذلك يصفهم و قد هزموا و لحق بهم العدو و اصابهم الضنك فلم يرد اليه وعيهم و يرفع عنهم جزيهم و عارهم الا قدومه و مجيئه
* يصور لنا الشاعر من خلال هذه القصيدة شجاعته و بطولته تصويرا باهرا ، فهو بطل صد الهجوم عن القبيلة و حماها من غارات اعدائها المتكررة و من هذه الصفات قوله : ” حين النزول يكون غاية مثلنا ….فرقت جمعهم بطعنة فيصل …”
- اناقش معطيات النص :
* مما لاشك فيه ان عنترة كان فارسا شجاعا تستنجد به قبيلته ، فهو يصف قومه و يفتخر بهم و بنفسه
* الصفات التي تميز بها عنترة في البيتين الرابع و السادس ، صفات معنوية تمثلت في صبره على الجوع في قوله ( و لقد ابيت الطوى ) ، و صفات مادية تمثلت في شجاعته و بطولته جراء ما قدمه في حرب داحس و الغبراء ( فرقت جمعهم بطعنة فيصل )
* لقد كان عنترة بن شداد فارسا شجاعا ، لا يخاف الموت ، و لا يهاب خوض المعارك ، و هذه الصفات اكدها لنا في كثير من المواقف فهو فارس مغوار و قائد الكتائب العبسية و عملاق لا يبارى في ساحات الوغى ، يقتحم الحروب دون احجام ، و لذلك صدقت فيه
مقولة : ” اطلب الموت توهب لك الحياة ” و اكبر شاهد على ذلك مشاركته في معظم معارك قبيلته ( حرب داحس و الغبراء )
- احدد بناء النص :
* الكلام خبر و انشاء ، فالاسلوب الخبري ينقله او يقوله القائل ، يحتمل الصدق ، و يحتمل الكذب ، من امثلته في النص (اني امرؤ ن خير عبس منصبا )فهو بصدد اخبارنا عن اصله و قبيلته و مكانته فيها اما الاسلوب الانشائي فهو الكلام الذي ينشئه القائل و لا يحتمل الصدق و لا الكذب ،و ينقسم الى انواع ، استفهام ، امر ْ، نهي ، نداء ، تعجب من امثلته في النص : ليتني لم افعل ( تمني ) ، فاقني حيائك ، اعلمي (امر )
* النمط الغالب على النص هو الوصفي لان الشاعر بصدد وصف شجاعته و قوته في خوض المعارك من مؤشراته : استعمال الجمل الخبرية ( اني امرؤ …) استعمال الصفات و النعوت ( ابيت على الطوى ، فرقت جمعهم ) استعمال الصور البيانية ( التشبيه : ان
المنية منهل ، كناية عن صفة الجوع : ابيت على الطوى ) و قد توافرت القصيدة على نمط اخر هو النمط الحواري ” من خلال الحوار الذي دار بين الشاعر و تلك المراة التي كانت تخيفه من الموت و خوض المعارك ( فاحبتها ، اعلمي ..)
- اتفحص الاتساق و الانسجام في تركيب فقرات النص :
* اداة الشرط في البيت الثاني هي “ان ” و هي اداة تدخل على فعلين مضارعين فتجزمهما مثل : ان يلحقوا اكرر ، يسمى الفعل الاول فعل الشرط و الفعل الثاني فعل جواب الشرط ، و اثر توظيفه في بناء المعنى هو ابراز شجاعته و اقدامه
* و لقد ابيت على الطوى و اظله ……….. حتى انال به كريم الماكل الفعل انال منصوب ب ” ان المضمرة ” وجوبا بعد حتى ( حتى افادت الغاية و الهدف )
- اجمل القول في تقدير النص :
تكررت لفظة الموت باسماءها المعروفة في الجاهلية ( المنية ، الحتوف ) و يدل ذلك على احقية الموت ( ساموت ان لم اقتل ، ان المنية منهل لابد ان تسقى بكاس المنهل ) و هذا يدل كذلك على ايمانه بالديانة النصرانية التي كان يعتنقها
* بيئة الشاعر من خلال النص بيئة صحراوية تكثر فيها الحروب و النزاعات ، تمجد الفروسية و تمقت الجبن ، بيئة تحتقر من لا اصل له ( احمي سائي بالمنصل ) و بيئة تعتد بالحمية و النسب ( خيرا من معم مخول )