المحتويات
ماذا تَفْعَلَ في ليلة الإسراء والمعراج
بفارغ الصبر ينتظر الكثير من الناس مثل هذا اليوم المبارك الذي يذكرنا بحادثة مهمة في الدين الاسلامي وهي حادثة الإسراء والمعراج؟ ويبحث الكثير من الأشخاص عن أعمال ليلة الاسراء والمعراج و ماذا تفعل في ليلة الإسراء والمعراج، وذلك لما يحمل هذا اليوم من خير كثير يريدون أن يغتنمه وسوف نتعرف أكتر في هذا المقال عن هذا اليوم الماء بالخيرات.
قصة الإسراء والمعراج مختصرة
أما بعد: فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد ﷺ، وعلى عظم منزلته عند الله ، كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة، وعلى علوه على جميع خلقه، قال الله : سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الإسراء:1]
وتواتر عن رسول الله ﷺ أنه عرج به إلى السماء، وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة، فكلمه ربه سبحانه بما أراد، وفرض عليه الصلوات الخمس، وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة، فلم يزل نبينا محمد ﷺ يراجعه ويسأله التخفيف، حتى جعلها خمساً، فهي خمس في الفرض، وخمسون في الأجر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.
فضل ليلة الإسراء والمعراج
فضّل الله ليلة الإسراءِ والمعراجِ عن غيرها بفضائل عديدة، وفيما يأتي بيانٌ لهذه الفضائل: معجزة أيّد الله بها نبيّه -صلى الله عليه وسلم-: كانت هذه الرحلة مُعجزة كبرى من المُعجزات التي أيّد الله بها نبيّه، فصلّى بالأنبياء، ورأى من آياتِ ربّه الكبرى، وشاهد جبريل على صورته التي خلقه الله عليها، وصعد حتى وصل إلى سدرة المنتهى، قال -تعالى-: (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى* وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى*عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى).
الأمر بالصلاة وفرضها: فقد امتازت الصلاة بأنّ الله فرضها من فوق سبع سماوات، في حين أنّ غيرها من الفروض والعبادات كان الوحي يتنزّل بها إلى رسول الله، وفي ذلك دليل على أهميّة الصلاة وعظم مكانتها، ومن فضلها أيضاً أنّ الله فرضها خمسون صلاة في اليوم والليلة بدايةً، ثمّ خفّفها لخمس صلواتٍ بأجر خمسين.
حادثة شقِّ الصدر: وهو أمرٌ يتناسب مع الرسالة التي بعث الله بها نبيّه، وفي ذلك تهيئة للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- لما سيواجهه في رحلة الإسراء والمعراج؛ معنوياً وجسدياً، حيث أرسل الله جبريل فشقّ صدره وغسله بماء زمزم وملأه إيماناً وحكمة، فقد ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ).
فإن صَلُح القلب صَلُحت باقي الأعضاء، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ).
البُراق: وهو من أعظم ما كرّم الله به رسوله في ليلة الإسراء والمعراج، حيث أرسل له جبريل يحمله على البراق، فأعزّه الله وكرّمه كما يكرِم أهل الجنّة بدخولها راكبين، وقد أخذ رسول الله بالأسباب فلمّا نزل عنها ربطها كي لا تفلت، وهو أمرٌ لا يتنافى مع التوكُّل.
والبُراق هو دابّةٌ تُشبه سائر الدّواب، وحجمه متوسطٌ بين الحمار والبغل.
المسجد الأقصى: وفيه إشارة ودلالة لعموم رسالة النبيِّ محمد وعالميّتها، فدعوته عامة لكلّ بلد، كما صلّى إماماً بالأنبياء فيه، وفيه دلالة على أنّ رسالة سيّدنا محمد ناسخة لجميع الرسالات السماوية قبله، والإمامة بحدّ ذاتها تدلّ على الاقتداء، فقد اقتدى به الأنبياء حينما صلّوا خلفه، وكانت دعوتهم جميعاً إلى الإيمان بالله والابتعاد عن الشرك، كما ربطت هذه الرحلة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ودعت إلى شدّ الرحال إليهما، والعمل على تطهير مثل هذه الأماكن المقدسة من كل شرك.
ماذا نقرأ في ليلة الاسراء والمعراج؟
فريضة الصلاة في يوم الإسراء والمعراج في هذا اليوم فرضت على المسلمين الصلاة وهي الفريضة الوحيدة التي فرضت بأمر مباشر من السماء. وذلك لأن كل الفروض كان ينزل بها الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فرض على المسلمين في هذا اليوم حوالي خمسون صلاة ولكن تم تخفيفها إلى خمس فقط ولكنهم بنفس الثواب والأجر. عند علم سيدنا موسى عليه السلام قال للنبي أن يعود ويطلب التخفيف من المولى عز وجل. وبالفعل أخذه جبريل مرة أخرى وعاد إلى المولي عز وجل وطلب منه أن يخفف وكررت هذه العملية حتى صارت خمس صلوات فقط.
ماذا يحدث في ليلة الاسراء والمعراج؟
ما هي فوائد ليلة الاسراء والمعراج؟
وكانت هذه الرحلة باستخدام البراق وكانت نقطة بدايتها المسجد الحرام في مكة المكرمة ونهايتها في بيت المقدس بالمسجد الأقصى. ولكن المعراج هو رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم مع جبريل عليه السلام من المسجد الأقصى إلى السماوات السبع. كما أن هذه الأحداث كلها حدثت في نفس الليلة وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة المكرمة.
ماذا تَفْعَلَ في ليلة الإسراء والمعراج
يتساءل العديد من الناس عن الأعمال الصالحة التي يمكن أن يقوم بها المسلم في هذه الليلة التي تبدأ من مغرب تاريخ 26 رجب حتى فجر 27 رجب، لم يرد في الكتاب والسنة النبوية زي حديث أو أي اية قرانية عن أعمال ليلة الإسراء والمعراج وكيف يتم إحياءها، ويجد البعض من المسلمين أن إحياء ليلة الإسراء والمعراج وأداء العبادات فيها من البدع حيث لم يحتفل أصحاب الرسول بها ولم يرد أي فعل من رسول عنها.
اعمال ليلة الإسراء والمعراج
لم يرد في القرآن الكريم أو السنّة النبوية الشريفة أيّة أعمالٍ مخصوصة من عبادة أو احتفال في ليلة الإسراء والمعراج، وإنّ البعض من المؤرخين في السيرة النبوية الشريفة يرون أنّ الليلة السابعة والعشرين من شهر رجب هي ليلة الإسراء، ولكنّ الحقيقة أنّ ليلة الإسراء لم يتمّ حفظها، ولم يخبر عن موعدها لا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة رضوان الله عليهم، وقد ذكر أهل العلم أنّ الحكمة من نسيها الناس حتّى لا يتمّ الغلوّ فيها، ولو كان ما توقّعه بعض المؤرخين في موعدها صحيحًا، لم يجز للمسلمين تخصيصها بعبادة أو إحيائها أو الاحتفال بها، ففعل ذلك يعدّ من البدع التي لا تجوز، والتي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها، ولو كانت مشروعةً أو فيها نفعٌ للمسلمين لقام بها النبي صلى الله عليه وسلم بذاته، فعلى المسلمين أن لا يتعبّدوا بالأهواء بل بالدليل وبحسب ما أمر به الشرع، إلا إذا وافقت ليلة الإسراء والمعراج عادة عبادة لدى المسلم كأن توافق صومه للاثنين والخميس أو قيامه لليل المعتاد فلا حرج عليه والله أعلم، وما دون ذلك فلا يصحّ والله أعلم.