سؤال وجواب

ما المعنى المستفاد من قوله تعالى ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء؟

المحتويات

ما المعنى المستفاد من قوله تعالى ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء؟

{ وما لكم لا تقاتلون } إستفهام توبيخ، أي لا مانع لكم من القتال { في سبيل الله و } في تخليص { المستضعفين من الرجال والنساء والولدان } الذين حبسهم الكفار عن الهجرة وآذوهم، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كنت أنا وأمي منهم { الذين يقولون } داعين يا { ربنا أخرجنا من هذه القرية } مكة { الظالم أهلُها } بالكفر { واجعل لنا من لدنك } من عندك { وليّاً } يتولى أمورنا { واجعل لنا من لدنك نصيرا } يمنعنا منهم وقد استجاب الله دعاءهم فيَسَّر لبعضهم الخروج وبقي بعضهم إلى أن فتحت مكة ووَلَّى صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد فأنصف مظلومهم من ظالمهم .

تفسير: (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان )

♦ الآية: ﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴾.

♦ السورة ورقم الآية: النساء (75).


♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ والمستضعفين من الرجال والنساء والوِلدان ﴾ وهم قومٌ بمكَّة استُضعفوا فَحُبسوا وعُذِّبوا ﴿ الذين يقولون ربنا أخرجنا ﴾ إلى دار الهجرة ﴿ من هذه القرية ﴾ مكَّة ﴿ الظالم أهلها ﴾ أَيْ: جعلوا لله شركاء ﴿ واجعل لنا من لَدُنْكَ ولياً ﴾ أَيْ: ولِّ علينا رجلاً من المؤمنين يوالينا ﴿ وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴾ ينصرنا على عدوِّك فاستجاب الله دعاءَهم وولَّى عليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عتَّابَ بن أسيد وأعانهم (الله) به فكانوا أعزَّ بها من الظَّلمة قبل ذلك.

ما المعنى المستفاد من قوله تعالى ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء؟ تفسير البغوي

♦ تفسير البغوي “معالم التنزيل”: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَما لَكُمْ لَا تُقاتِلُونَ لَا تُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾، فِي طَاعَةِ اللَّهِ، يُعَاتِبُهُمْ عَلَى تَرْكِ الْجِهَادِ، ﴿ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ ﴾ أَيْ: عَنِ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فِي سَبِيلِ الْمُسْتَضْعَفِينَ لِتَخْلِيصِهِمْ، وَقِيلَ: فِي تَخْلِيصِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ بِمَكَّةَ جَمَاعَةٌ، ﴿ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ ﴾، يَلْقَوْنَ مِنَ المشركين أذى كثيرا، والَّذِينَ يدعون ويَقُولُونَ ﴿ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها ﴾، يَعْنِي: مَكَّةَ، الظَّالِمُ أَيِ: الْمُشْرِكُ، أَهْلُهَا يَعْنِي الْقَرْيَةَ الَّتِي مِنْ صِفَتِهَا أَنَّ أَهْلَهَا مُشْرِكُونَ، وَإِنَّمَا خَفَضَ الظَّالِمِ لِأَنَّهُ نعت للأهل، فلما أعاد الأهل على الْقَرْيَةِ صَارَ كَأَنَّ الْفِعْلَ لَهَا، كَمَا يُقَالُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ حُسْنِهِ عَيْنُهُ. ﴿ وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ﴾، أَيْ: مَنْ يَلِي أَمْرَنَا لدنك، ﴿ وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً ﴾، أَيْ: مَنْ يَمْنَعُ الْعَدُوَّ عَنَّا، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَهُمْ، فَلَمَّا فَتَحَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَلَّى عَلَيْهِمْ عِتَابُ بْنُ أُسَيْدٍ وَجَعَلَهُ اللَّهُ لَهُمْ نصيرا ينصف المؤمنين الْمَظْلُومِينَ مِنَ الظَّالِمِينَ.

ما المعنى المستفاد من قوله تعالى ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله

” وما لكم ” – أيها المؤمنون – ” لا تقاتلون في سبيل الله ” وفي ” المستضعفين ” يقول : عن المستضعفين منكم ” من الرجال والنساء والولدان ” ، فأما من ” الرجال ” فإنهم كانوا قد أسلموا بمكة ، فغلبتهم عشائرهم على أنفسهم بالقهر لهم ، وآذوهم ، ونالوهم بالعذاب والمكاره في أبدانهم ليفتنوهم عن دينهم ، فحض الله المؤمنين على استنقاذهم من أيدي من قد غلبهم على أنفسهم من الكفار ، فقال لهم : وما شأنكم لا تقاتلون في سبيل الله ، وعن مستضعفي أهل دينكم وملتكم الذين قد استضعفهم الكفار فاستذلوهم ابتغاء فتنتهم وصدهم عن دينهم ؟ من الرجال والنساء والولدان : جمع ولد ، وهم الصبيان ” الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ” يعني بذلك أن هؤلاء المستضعفين من الرجال والنساء والولدان يقولون في دعائهم ربهم بأن ينجيهم من فتنة من قد استضعفهم من المشركين : يا ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها .

 

                     
السابق
ما المقصود بمحاليل الاماهة التي يصفها الطبيب للطفل المصاب بالاسهال؟
التالي
كيف اقدم اعتراض في حساب المواطن؟

اترك تعليقاً