المحتويات
أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى
كان- صلى الله عليه وسلم- شديد المراعاة للفروق الفردية بين المتعلمين من المخاطبين والسائلين، فكان يخاطب كل واحدٍ على قدر فهمه وبما يلائم منزلته وكان يحافظ على قلوب المبتدئين، فكان لا يعلمهم ما يعلم المنتهين. وكان يجيب على كل سائل من سؤاله بما يفهمه ويناسب حاله.
ومن الشواهد على مراعاته- صلى الله عليه وسلم- للفروق الفردية في تعليمه ما رواه الإمام أحمد في مسنده: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «كنا عند النبي- صلى الله عليه وسلم- فجاء شاب فقال: يا رسول الله أُقبّل وأنا صائم؟ قال: لا، فجاء شيخ فقال: أقبل وأنا صائم؟ قال نعم، فنظر بعضنا إلى بعض فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إني قد علمت لما نظر بعضكم إلى بعض، إن الشيخ يملك نفسه».
كيف كان تعليم الرسول صلى الله عليه و سلم لأصحابه ؟
نماذج من أساليب الرسول في تربية الصحابة:
- تعليمه إياهم عمليا بالسيرة الحسنة والخلق العظيم.
كان من أهم وأعظم وأبرز أساليبه صلى الله عليه وسلم إذا أمر بالشيء عمل به أولًا ثم تأسى به الناس وعملوا كما رأوه، وكان خلقه القرآن فكان على الخلق العظيم وجعله الله سبحانه لعباده أسوة فقال عز من قائل: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» (الأحزاب21) فهو أسوة لأمته في أخلاقه وأفعاله وأحواله.
ولا ريب أن التعليم بالفعل والعمل أقوى وأوقع في النفس وأعون على الحفظ والفهم، وأدعى إلى الإقتداء والتأسي من التعليم بالقول والبيان؛ وأن التعليم بالفعل والعمل هو الأسلوب الفطري للتعليم، فكان ذلك أبرز وأعظم أساليبه- صلى الله عليه وسلم-.
ومن الشواهد على أن البيان بالفعل أقوى من البيان بالقول: أن النبي لما تم الصلح بينه وبين كفار قريش في الحديبية أمر أصحابه أن يتحللوا من إحرامهم وينحروا هديهم، فقال لهم: «قوموا فانحروا ثم احلقوا» فتوانوا في ذلك إذ لم يستحسنوا الصلح فرأوا القتال أفضل؛ فدخل رسول الله على زوجته أم سلمة رضي الله عنها وأخبرها بتخلف الناس عن أمره فأشارت على النبي أن يحلق رأسه وينحر هديه فإنهم لا محالة يقتدون به ففعل، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًا. وذلك لأنهم استصعبوا التحلل من النسك قبل استيفاء المناسك. وهذا يدل على أن البيان بالفعل أقوى من البيان بالقول.
ومن الشواهد أيضا ما رواه أبو داود أن رجلًا أتى النبي r فقال يا رسول الله كيف الطهور؟ فدعا الرسول r بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا ثم غسل وجهه ثلاثًا ثم غسل ذراعيه ثلاثًا ثم مسح برأسه فأدخل إصبعيه السبابتين في أذنيه ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه وبالسباحتين باطن أذنيه ثم غسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا؛ ثم قال هكذا الوضوء فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم.
ومن الشواهد على تعليمه- صلى الله عليه وسلم- ما رواه البخاري عن سهل بن سعد بن الساعدي رضي الله عنه قال: «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قام على المنبر، فاستقبل القبلة وكبّر وقام الناس خلفه، فقرأ وركع وركع الناس خلفه، ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى حتى سجد بالأرض، فلما فرغ أقبل على الناس فقال: «أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا بي، ولتعلموا صلاتي»، أي: لتتعلموا صلاتي.
قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: «فبين لهم- صلى الله عليه وسلم- أن صعوده المنبر وصلاته عليه إنما كان للتعليم ليرى جميعهم أفعاله- صلى الله عليه وسلم- بخلاف ما إذا كان على الأرض فإنه لا يراه إلا بعضهم ممن قرب منه.
ولا يخفى أهمية وفائدة هذا الأسلوب تربويًا وخاصة في الأهداف الوجدانية لما لها من تأثير على المتعلمين في التفاعل والتأسي والاقتداء بالمعلم.
فتعليم المعلم للقيم أسرع ما تصلى إليه إلى نفوس الطلاب عبر الفعل ومشاهدة المعلم يطبق لما يقول فإذا أراد المعلم أن يزرع في نفس الطلاب (حب وقيمة) النظافة كان فعله إلى جانب قوله أبلغ من الاقتصار على مجرد الإلقاء والتلقين.
وهذا الخلق أكثر ما يكون معنيًا به هو مدرس مادة التربية الإسلامية والخطيب والواعظ تأسيًا بسيد الخلائق محمد.
أرشد الرسول صلى الله عليه و سلم أصحابه إلى
الإجابة هي :
صلاح الدنيا و الآخرة.