استشهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد أصحاب الفتنه سنة
سنتحدث اليوم عن استشهاد أحد الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه ، حيث وقع استشهاده في التاريخ: 18 ذى الحجة 35 هـ، الموافق 17 يوليو 656م، المكان: المدينة المنورة، الحديث: استشهاد الخليفة الراشدى الثالث ذى النورين عثمان بن عفان، على يد الثائرين ضده فحاصروه فى منزله قبل أن ينقضوا عليه ويقتلوه.
المراجع التاريخية تدون واقعة مقتل الصحابى وصهر النبى محمد صلى الله عليه وسلم، بداية من عام 35 من الهجرة.
وفى كتاب “ذو النورين” للكاتب الكبير عباس محمود العقاد، رصد لبدايات الفتنة الكبرى يقول:
“خرج أهل مصر فى سبعمائة رجل فنزلوا المسجد وشكوا إلى الصحابة فى مواقيت الصلاة ما صنع ابن أبى سرح بهم، فقام طلحة بن عبيد الله فكلم عثمان بكلام شديد وأرسلت السيدة عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم تقول: تقدم إليك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وسألوك عزل هذا الرجل فأبيت فهذا قد قتل منهم رجلا فأنصفهم من عاملك ودخل عليه على بن أبى طالب فقال إنما يسألونك رجلا مكان رجل وقد ادعوا قبله دما فأعزله عنهم واقض بينهم فإن وجب عليه حق فأنصفهم”، فوافق عثمان، لكن أثناء عودتهم وجدوا غلاما وعندما قاموا باستجوابه وجدوا معه رسالة من عثمان إلى ابن أبى السرح يقول فيها، “إذا أتاك محمد وفلان وفلان فاحتل فى قتلهم وأبطل كتابه وقر على عملك حتى يأتيك رائى واحبس من يجىء إلى يتظلم منك ليأتيك رائى فى ذلك إن شاء الله“.
فحاصر الناس عثمان ومنعوا الماء عنه، لكن الإمام على بن أبى طالب بعث إليه الماء، وأكد الإمام على أصحابه بأن المطلوب هو مروان وليس عثمان، وبعث بنجليه الحسن والحسين ليحميا أمير المؤمنين من بطش الرجال، وبعث طلحة أيضا بابنه وأخذ أصحاب النبى الكريم يبعثون إلى عثمان لحمايته، فلما رأى الناس ذلك الجمع رموا باب عثمان بالسهام حتى أصيب الحسن بن على وأصيب مروان بن الحكم، وخاف الناس أن جاء بنو هاشم فوجدوا الحسن فى دمائه فتثير فتنة، وخرج رجل من الأنصار يقول أن يدخلوا على عثمان فيقتلوه، ودخل الناس ومنهم أهل مصر وقتلوا أمير المؤمنين.
بينما يرى المفكر الكبير عباس العقاد أنه لم يعد وفد مصر وحده، بل عاد معه وفد الكوفة ووفد البصرة وجاء بعدها وحان المصرع الأليم.
فيما يذكر كتاب “فتنة مقتل عثمان بن عفان” تأليف الدكتور محمد بن عبدالله الغبان، أن المصريين حين رجعوا لمحاصرة عثمان بعدما شعروا بأنه يخدعهم، نزل المصريون بالأسواق، وحضروا عثمان، وقدم حكيم بن جبلة من البصرة فى ركب، وقدم وفد من أهل الكوفة، فتوافوا المدينة وحاصروا عثمان وأقاموا على حصاره 49 يوما حتى قتل يوم الجمعة 18 ذى الحجة عام 35 هـ.
ويوضح كتاب “اليمين واليسار فى الإسلام” للباحث الدكتور أحمد عباس صالح، أن الثورة التى قام بها المصريون ضد عثمان لم يقم بها شعب مصر الذى يسكن منذ قديم الزمان، بل قادة المسلمين الذين استقروا فى مصر وعاشوا فيها، مشيرا إلى أنه من البديهى أنه لم يكن من المستطاع أن تدخل الشعوب المغلوبة فى هذا الصراع السياسى، أولا لأن غالبيتها لم تدخل فى الإسلام فى أول عهود الفتح، وثانيا لأنها لم يمضى عليها وقت طويل يتحقق فيه الاندماج فى العالم الجديد بحيث تصبح ركنا أساسيا تؤثر فيه وتتأثر به.
ما هي فتنة عثمان الكبرى ؟
فتنة مقتل عثمان أو الفتنة الكبرى وتُعرف كذلك بـالفتنة الأولى هي مجموعة من القلاقل والاضطرابات والنزاعات أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان في سنة 35 هـ، ثم تسببت في حدوث نزاعات وحروب طوال خلافة علي بن أبي طالب.
كان للفتنة الكبرى أثر كبير في تحويل المسار في التاريخ الإسلامي، فتسببت لأول مرة بتوقف الفتوحات وانشغال المسلمين بقتال بعضهم البعض، كما تسببت ببداية النزاع المذهبي بين المسلمين، فبرز الخوارج لأول مرة كجماعة تطالب بالإصلاح وردع الحاكم الجائر والخروج عليه، كما برزت جماعة السبئية المتطرفة التي اتفقت على تقديم أهل البيت على جميع الناس وغالت في حبهم. كما كان من آثار الفتنة مقتل عددٍ مهول من الصحابة على رأسهم عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب.
كما كانت من أبرز تحولات المسار، انتهاء عصر دولة الخلافة الراشدة والخلافة الشوريَّة، وقيام الدولة الأموية وبروز الخلافة الوراثيَّة.