لم ينسى القرآن الكريم التنبيه حول اهمية الوقت وتم ذكر الوقت بعدة صيغ مختلفة في آيات القرآن الكريم منها الدهر والحين والآن والأجل والأمد والسرمد والعصر وغيرها من الألفاظ التي تدل على مصطلح الوقت والتي لها علاقة بالكون والبعض الآخر يرتبط بعلاقة الإنسان بربه من حيث العقيدة والعبادة ، لكن هل هذا يدل على أنه يجوز للإنسان القسم ببعض الأوقات في القران الكريم ؟
القرآن كلام الله، فالحلف بالقرآن حلف بكلام الله، فإذا قال: والقرآن المجيد أو وكلام الله لا أفعل كذا، فهو حلف بالقرآن حلف بكلام الله، مثل لو قال: وعلم الله، وعزة الله، أو ورحمة الله، كله لا فرق ، ومعلوم من الدين بالضرورة أن القرآن هو كلام الله، وهو غير مخلوق، وكلامه سبحانه صفة من صفاته؛ ولذا ذهب جمهور العلماء – خلافًا لأبي حنيفة – إلى جواز الحلف بالقرآن، وأنه تنعقد به اليمين.
يعتبر القسم من الاشياء التي يجب على المسلم الحفاظ عليها حيث يجب ان يقسم وهو صادق ولا يجب عليه ان يقسم وهو كاذب كما انه لا يجوز للمسلم القسم بغير الله تعالى لذلك يجب على المسلم ان يقسم بالله تعالى ولا يجب ان يشرك معه احداً. بناء على ذلك سوف نجيبكم على سؤال القسم ببعض الاوقات في القران الكريم يدل على ماذا
- الاجابة/ يدل على عظم القسم والتأكيد على الامر الذي اقسم عليه
“الحلف بالقرآن أو بآية منه، أو بكلام الله: يمين منعقدة، تجب الكفارة بالحِنْثِ فيها.
وبهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه، والحسن، وقتادة، ومالك، والشافعي، وأبو عبيدة، وعامة أهل العلم.
ومما يؤكد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استعاذ بكلمات الله؛ كما في الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث خولة بنت حكيم رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((أعوذ بكلمات الله التامات…))، ومن المعلوم أنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق، وعلى هذا فالقرآن غير مخلوق؛ فهو كلام الله.
جاء في “فتاوى العقيدة” (ص 288):
“وأما الحلف بالقرآن الكريم، فإنه لا بأس به؛ لأن القرآن كلام الله تعالى، تكلم به حقيقة بلفظه، مريدًا معناه، وهو سبحانه موصوفٌ بالكلام، فعليه يكون الحلف بالقرآن الكريم حلفًا بصفة من صفات الله عز وجل، وذلك جائز”.
تنبيهات حول القسم بالمصحف :
1- إذا كان الحالف بالمصحف يقصد القرآن المسطور فيه الذي هو كلام الله، فهو جائز كما مر بنا.
أما إن كان يقصد بالحلف الورقَ المكتوب فيه كلامُ الله، أو الحبر المكتوب به كلام الله، أو الجلدة التي تغلف المصحف – فهذا غيرُ جائز.
2- لا يجوز أن يحلف الحالف ويقول: ورب المصحف، أو ورب القرآن؛ لأن هذا يشير إلى أن القرآن مخلوق مربوب، وكما نعلم فالقرآنُ كلام الله، وهو صفة من صفاته، وصفاته غير مخلوقة.