انشئ اول اسطول اسلامي في عهد من ؟ سنتعرف اليوم على اسم الشخصية التي في عهدها تم انشاء أول اسطول اسلامي بحري .
فإن أول أسطول عربي إسلامي كان في عهد عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه للحماية من البيزنطيين، والذي أنشأه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما لما كان والياً على الشام زمن خلافة عثمان رضي الله عنه.
والله أعلم.
من أول من انشأ اسطول اسلامي بحري
- إنَّ أول من أنشأ أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية هو الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان.
ولأول أسطول بحري في الاسلام قصة مثيرة وممتعة في فتح جزيرة قبرص ، حيث قاده معاوية بن أبي سفيان في عهد عثمان بعدما رفضه عمر ، وكان المشرفين على هذا الاسطور يشبهون الملوك على الأَسِرَّة، على حد وصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقال فيهم: “أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا”، أي وجبت لهم الجنة.
فقد كانت قبرص ولايةً بيزنطيةً عاصمتها قنسطنطيا “سلاميس القديمة”، ويدين سكان قبرص بالعقيدة النصرانية الأرثوذكسية.
وكان معاوية بن أبي سفيان يرى فتحها حماية للثغور البحرية التي فتحها المسلمين، وبداية لامتداد الفتح الإسلامي ليشمل الدولة البيزنطية نفسها.
فعندما فتح المسلمون الثغور البحرية، أضحت عرضةً لهجمات البيزنطيين المنطلقين من الجزر القريبة، ونظرًا لأن الصراع العسكري بين المسلمين والبيزنطيين كان بأحد وجهيه بحريًّا.
أدرك معاوية بن أبي سفيان أهمية بناء أسطول إسلامي بهدف: تأمين السواحل، غزو الجزر البحرية المواجهة لساحل بلاد الشام، الدفاع عن المناطق الداخلية المفتوحة.
واستمرار العلاقات التجارية الخارجية مع دول البحر المتوسط، وبخاصَّةٍ أنَّ هذا البحر كان لا يزال تحت قبضة البيزنطيين.
حدث في أواخر أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان رافض لغزو المسلمين البحر، وأوائل عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه أن استعاد البيزنطيون بعض المدن الساحلية.
كما استردوا مدينة الإسكندرية، فأدرك معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه لا بد من إنشاء أسطول إسلامي للتصدي للخطر البيزنطي.
وفتح الجزر البحرية التي ينطلق منها العدو، واتخاذها قواعد انطلاق لغزو القسطنطينية وهو الهدف الأسمى للمسلمين.
نجح معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في إقناع عثمان بن عفان بـ غزو البحر، وسمح له بغزو قبرص على أن يحمل معه امرأته “فاختة بنت قرظة” وولده.
حتى يعلم أن البحر هين كما صوره له، وأمره بعدم إجبار الناس على الركوب معه إلا من اختار الغزو طائعًا.
لماذا رفض عمر بن الخطاب غزو البحر بينما وافق عثمان بن عفان؟
عندما كان معاوية بن أبي سفيان واليًا على الشام في عهد خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب، كانت فيرال غزو البحر مسيطرة عليه، إلا أن الفاروق رفض الفيرال تمامًا خوفًا على المسلمين، ولذلك حكاية.
لاحظ معاوية بن أبي سفيان، وهو ينازل الروم باستمرار، أن قوتهم في البحر هي العامل الأساسي في بقائهم.
وأن التهديدات البرية للروم لا قيمة لها إذ إن المدن الساحلية في الشام معرضة باستمرار للتهديد؛ لذا فلابد من إقامة قوة إسلامية بحرية توقف سلطان الروم البحري عند حده.
وأحب قبل القيام بهذا المشروع استئذان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؛ فكتب له: “يا أمير المؤمنين إن بالشام قرية يسمع أهلُها نباحَ كلاب الروم وصياح ديوكهم، وهم تلقاء ساحل من سواحل حمص فإن أذنت بركوب البحر”.
فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص رضي الله عنهما ليصف له البحر، فأجابه: “إني رأيت خلقًا عظيمًا يركبه خلق صغير ليس إلا السماء والماء، إِنْ ركن خرق القلوب، وإن تحرك أزاغ العقول، إن مال غرق، وإن نجا برق”.
فلما قرأ عمر هذا الوصف كتب إلى معاوية: “لا والذي بعث محمدًا بالحق لا أحمل فيه مسلمًا أبدًا.. وتاللهِ لمسلمٌ أحبُّ إليَّ مما حَوَتِ الروم، فإياك أن تعرض لي، وقد تقدمت إليك، وقد علمت ما لقي العلاء مني، ولم أتقدم إليه في مثل ذلك”.
بعد استـ.ـشهاد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتولي عثمان بن عفان خلافة المسلمين، استمر معاوية واليًا للشام.
وظلت فيرال غزو البحر تؤرقه، فأرسل للخليفة عثمان بن عفان يستأذنه، فرفض، فلم يزل به معاوية حتى عزم على ذلك، ولكن قال له: “لا تنتخب الناس ولا تُقْرِعْ بينهم، خيِّرهم فمن اختار الغزو طائعًا فاحمله وأعنه”.
ففعل واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الحارثي حليف بني فزارة، وأصبحت السفن تُبنى في عكَّا وصور وطرابلس على سواحل بلاد الشام.