منوعات

تحضير النص كلنا نرجو السلام

المحتويات

تحضير النص كلنا نرجو السلام

كلنا نرجو السلام

درس في مادة اللغة العربية النصوص القرائية مجال القيم الوطنية والإنسانية النص القرائي كلنا نرجو السلام لتلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي.

النص القرائي “كلنا نرجو السلام”:

سألني سائل، والعام الجديد تبدو بشائره: ماذا تتمنى لعامنا المقبل؟ فبادرت أقول: وهل ثمة أمنية تجول في الفكر ونحن في فترة القلق والاضطراب مما يسود العالم من مخاوف إلا أمنية السلام العالمي؟

ليس هناك كلمة أشد هولا من كلمة الحرب، فيها تكمن الويلات، ومن خلال حروفها يطل الدمار. وإني لأتمثل البشرية في أوقات الحروب، وقد عادت إلى ضراوتها الأولى واستبدت بها جنة الهمجية والتوحش، فأصبحت تموج بين جنوبها روح شريعة الغلبة للأقوى، وإذا القيم الإنسانية تتهاوى، والمثل الكريمة تفقد ما لها من عزة وسلطان.

فأما الحرب التي نتوقعها أو نتمثلها مقبلة فإننا لا ندري كيف تكون إذا أتيح لها أن تقع، ولكننا على أية حال نستطيع أن نتصور ما تمخض عنه العالم الحديث من مكتشفات الذرة والنواة وما إليها، وقد صار ذلك كله مسخرا لمحق البشرية وإذلالها والنكوض بها على أعقاب السنين إلى ما قبل القيم والمثل والأخلاق.

فنحن – سكان هذه الأرض الشغوب، وممثلي تلك المدنية الهوجاء – حراص أشد الحرص على التنادي إلى السلام، والتداعي إلى نبذ الحروب والعدول عنها أداة لفض المنازعات.

لقد أصبح السلام كلمة الشعوب قاطبة، يتطارحها الناس كما يتطارحون التحية، ويتبادلون المصافحة، وما أحسب أن ثمة كلمة أعذب منها على الشفاه ولا أطيب، فهي أمنية كل قلب إنساني، وهي رجاء العام الجديد في كل عام.

كلنا نرجو السلام بيد أن الرجاء المجرد لا يكفي للوصول إلى الهدف، فالنية الطيبة وحدها لا تملك أن تبني ذلك الصرح المنشود، صرح المسالمة والإخاء. ولن تقوم لهذا الرجاء قائمة إن لم تدعمه قوة كبيرة تسيطر على سائر القوى. وإن هذه القوة الكبيرة لهي (الإيمان)، الإيمان بفائدة السلام، الإيمان بمستقبل السلام.

متى استطعنا أن ننمي هذه القوة في الأفئدة، أفئدة الأفراد والجماعات، أفئدة الشعوب والقادة، كان لنا أن نطمع في حياة سليمة موصولة المدى. وقوة الإيمان تحتاج في تنميتها في النفوس، وفي تأصيلها في الأذهان إلى جهد جهيد وليس يجزي فيها مقال كاتب أو صيحة خطيب. يجب أن يكون الغيمان بالسلام برنامجا تتخذ الوسائل لتطبيقه في مختلف مستويات الشعوب، وفي شتى مراحل التعليم، وفي كل مظهر من مظاهر النشاط العقلي والاجتماعي والعملي. يجب أن يؤمن بنو الإنسان بأن حرية الشعوب وسيادتها حق طبيعي مقدس، وأن العدوان على هذا الحق، وفرض سيطرة القوي تمرد على النظام، وإخلال بالأمن، وجريمة يوصم صاحبها بأنه قاطع طريق.

في ظل هذا الإيمان تتآخى الشعوب، وبفضل هذا الإيمان يقوى الوعي بين الناس ضد الإذعان لسيطرة الأجنبي واستغلاله واتخاذه من الأمم المستضعفة مناطق نفوذ.

محمود تيمور، القصة في الأدب العربي وبحوث أخرى، المطبعة النموذجية (1971)، ص: 141 – 143 (بتصرف).

I – عتبة القراءة:

1 – ملاحظة مؤشرات النص الخارجية:

أ – صاحب النص:

محمود تيمور هو أحد أعلام الأدب العربي الحديث وُلد في15 من يونيو 1894م، في “درب سعادة” وهو من أحياء القاهرة، وقد تعلم محمود تيمور بالمدارس المصرية الابتدائية والثانوية الأميرية، والتحق بمدرسة الزراعة العليا، ودرس الآداب الأوروبية في سويسرا، فدرس الأدب الفرنسي والأدب الروسي، بالإضافة إلى سعة اطلاعه في الأدب العربي، واتسعت قراءاته لتشمل روائع الأدب العالمي لعدد من مشاهير الكتاب العالميين، وقد يتميز إنتاج محمود تيمور بالغزارة والتنوع، فقد شمل القصة والمسرحية والقصة القصيرة والبحوث الأدبية والدراسات اللغوية، ومن أهم آثاره: الشيخ جمعة، عم متولي، الشيخ سيد العبيط، رجب أفندي, نداء المجهول، الحاج شبلي، أبو الشوارب، فرعون الصغير، بنت الشيطان، قال الراوي، مكتوب على الجبين. ومن روايات محمود تيمور: الأطلال، شمروخ، المصابيح الزرق. وله مسرحيات متعددة منها: المخبأ رقم 123، عروس النيل، صقر قريش، كذب في كذب، حواء الخالدة. ومن الكتب الأدبية واللغوية والنقدية، مثل: ألفاظ الحضارة، دراسات في القصة والمسرح، ضبط الكتابة العربية، مشكلات اللغة العربية. وقد لاقت مؤلفاته اهتمامًا كبيرًا من الأدباء والنقاد والدارسين، فتُرجم كثيرٌ منها إلى عديد من اللغات: كالفرنسية، والإنجليزية، والألمانية، والإيطالية، والعبرية، والقوقازية، والروسية، والصينية، والإندونيسية، والإسبانية. واستمر محمود تيمور يواصل رحلة العطاء بالحب والإصرار، حتى تُوفِّي عن عمر بلغ نحو ثمانين عامًا في 27 من فبراير 1973م، بعد أن أثرى المكتبة العربية والأدب العربي بأكثر من سبعين كتابًا في القصة والرواية والمسرحية والدراسات اللغوية والأدبية وأدب الرحلات.


ب – مجال النص:

يندرج النص ضمن مجال القيم الوطنية والإنسانية.

ج – مصدر النص:

النص مقتطف من كتاب «القصة في الأدب العربي وبحوث أخرى» للأديب المصري محمود تيمور.

د – نوعية النص:

مقالة تفسيرية / حجاجية ذات بعد إنساني.

هـ – العنوان (كلنا نرجو السلام):

  • تركيبيا: يتألف العنوان من أربع كلمات تكون فيما بينها مركبين: الأول مركب إضافي (كلنا) والثاني مركب إسنادي (نرجو السلام).
  • دلاليا: يحمل هذا العنوان دلالة تتمثل في اعتبار السلام أملا (نرجو) ومطلبا مشتركا بين جميع البشر (كلنا).

و – بداية النص ونهايته:

  • بداية النص: نلاحظ فيها مؤشرات دالة على أن النص يحمل خطابا حواريا (سألني … فبادرت أقول …)، وعلى الرغم من أن عنوان النص لم يتكرر في بداية النص إلا أن ورود لفظة (تتمنى) في هذه البداية يجعلها منسجمة مع العنوان لأن التمني والرجاء لفظتان متقاربتان دلاليا.
  • نهاية النص: في نهاية النص أيضا لم يتكرر العنوان، وبدل الرجاء والتمني نجد كلمة (الإيمان) التي تحمل في مدلولها معنى الرجاء والتمني ولكنه رجاء وتمن قويين هذه المرة، فكأننا بالكاتب يتدرج من الرجاء إلى التمني ثم إلى الإيمان حيث أصبحت أمنية السلام اعتقادا راسخا ومطلبا ضروريا لا يمكن الاستغناء عنه.

ز – الصورة المرفقة بالنص:

تمثل مشهدا تظهر فيه طفلة جالسة القرفضاء وهي تضم كفيها وتشبكهما بالقرب من فمها بشكل يوحي بالخوف والرجاء في نفس الوقت، ولعله خوف من الجندي الذي تظهر قدمه في واجهة الصورة وهي تمتد باستبداد وقسوة إلى جانب الطفلة لتمثل بذلك مظهرا من مظاهر الحرب التي تتضرر منها الطفولة، أما الطفلة فتمثل مظهر البراءة وتمني السلام.

2 – بناء فرضية القراءة:

بناء على المؤشرات الأولية للنص نفترض أن موضوعه ربما سيتحدث عن السلام ونبذ الحروب.

II – القراءة التوجيهية:

1 – الايضاح اللغوي:

  • بادرت: أسرعت.
  • ضراوتها: شدتها ووحشيتها.
  • جنة الهمجية: جنون الفوضى.
  • النكوص: الرجوع إلى الوراء.
  • القيم والمثل: المبادئ.
  • العدول عن الشيء: الانحراف والعزوف عنه.
  • موصولة المدى: مستمرة ودائمة.
  • الإذعان: الخضوع والاستسلام.

2 – الفيرال المحورية للنص:

النص رسالة يدعو من خلالها الكاتب إلى السلام ونبذ الحروب وغرس فيرال الإيمان بالسلام في نفوس الأفراد والجماعات.

                     
السابق
الشاعر الذي قتله شعره
التالي
لماذا جميع روافد نهر دجلة تجري من جهة الشرق

اترك تعليقاً