المحتويات
زيارة النبي محمد مكتوبة مفاتيح الجنان
كيفية زيارة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فهي كما يلي : إذا وردتَ إن شاء الله تعالى مدينة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فاغتسل للزيارة ، فإذا أردت دخول مسجده صلّى الله عليه وآله وسلّم فقف على الباب ، واستأذن بالاستئذان الأول مما ذكرناه ، وادخل من باب جبرئيل ، وقدم رجلك اليمنى عند الدخول ، ثم قل : اللهُ أَكْبَرُ مائة مرة ، ثم صل ركعتين تحية المسجد ، ثم امض إلى الحجرة الشريفة ، فإذا بلغتها فاستلمها بيدك.
فضل زيارة النبي عند الشيعة
لزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم فضل عظيم عند الشيعة، حيث أنها من الزيارات السامية والرفيعة، فقال الشيخ المفيد والشهيد والسيّد ابن طاووس رحمهم الله: إذا أردت زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ما عدا المدينة الطيبة من البلاد فاغتسل ومثل بين يديك شبه القبر واكتب عليه اسمه الشريف ثمّ قف وتوجّه بقلبك إليه.
وفيما يلي نقدم لكم نص زيارة النبي محمد مكتوبة مفاتيح الجنان وهو :
أشهَدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّهُ سَيِّدُ الأوَّلِينَ وَالآخِرينَ وَأنَّهُ سَيِّدُ الأنبياءِ وَالمُرسَلِينَ. اللهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ وَعَلى أهلِ بَيتِهِ الأئِمَّةِ الطَيِّبِينَ.
ثمّ قل: السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ السَّلامُ عَلَيكَ يا خَلِيلَ اللهِ السَّلامُ عَلَيكَ يا نَبِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صَفِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا رَحمَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خِيرَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا حَبِيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا نَجِيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خاتَمَ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا سَيِّدَ المُرسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا قائِماً بِالقِسطِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا فاتِحَ الخَيرِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَعدِنَ الوَحي وَالتَّنزِيلِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُبَلِّغاً عَن اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُبَشِّرُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا نَذِيرُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُنذِرُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا نُورَ اللهِ الَّذي يُستَضاءُ بِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى أهلِ بَيتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرينَ الهادِينَ المَهدِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى جَدِّكَ عَبدِ المُطَّلِبِ وَعَلى أبِيكَ عَبدِ اللهِ، السَّلامُ عَلى اُمِّكَ آمِنَةَ بِنتِ وَهَبٍ، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ حَمزَةَ سَيِّدِ الشُّهداء، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ العَبَّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ وَكَفِيلِكَ أبي طالبٍ، السَّلامُ عَلى ابنِ عَمِّكَ جَعفَرٍ الطَيارِ في جِنانِ الخُلدِ.
السَّلامُ عَلَيكَ يا مُحَمَّدُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أحمَدُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللهِ عَلى الأوَّلِينَ وَالآخِرينَ وَالسَّابِقَ إلى طاعَةِ رَبِّ العالَمِينَ وَالمُهَيمِن عَلى رُسُلِهِ وَالخاتِمَ لأنبيائِهِ وَالشَّاهِدَ عَلى خَلقِهِ وَالشَّفِيعَ إلَيهِ وَالمَكِينَ لَدَيهِ وَالمُطاعَ في مَلَكُوتِهِ الأحمَدَ مِنَ الأوصافِ المُحَمَّدَ لِسائِرِ الأشرافِ الكَرِيمَ عِندَ الرَّبِّ وَالمُكَلَّمَ مِن وَراءِ الحُجُبِ الفائِزَ بِالسِّباقِ وَالفائِتَ عَنِ اللحاقِ، تَسلِيمَ عارِفٍ بِحَقِّكَ مُعتَرِفٍ بِالتَّقصِيرِ في قيامِهِ بِواجِبِكَ غَيرِ مُنكِرٍ ما انتَهى إلَيهِ مِن فَضلِكَ مُوقِنٍ بِالمَزِيداتِ مِن رَبِّكَ مُؤمِنٍ بِالكِتابِ المُنَزَّلِ عَلَيكَ مُحَلِّلٍ حَلالَكَ مُحَرِّمٍ حَرامَكَ.
أشهَدُ يا رَسُولَ اللهِ مَعَ كُلِّ شاهِدٍ وَأتَحَمَّلُها عَن كُلِّ جاحِدٍ أنَّكَ قَد بَلَّغتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَـحتَ لاُمَّتِكَ وَجاهَدتَ في سَبِيلِ رَبِّكَ وَصَدَعتَ بِأمرِهِ وَاحتَمَلتَ الأذى في جَنبِهِ وَدَعَوتَ إلى سَبِيلِهِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ الجَميلَةِ وَأدَّيتَ الحَقَّ الَّذي كانَ عَلَيكَ، وَأنَّكَ قَد رَؤُفتَ بِالمُؤمِنِينَ وَغَلُظتَ عَلى الكافِرِينَ وَعَبَدتَ اللهَ مُخلِصاً حَتّى أتاكَ اليَقِينُ، فَبَلَغَ اللهُ بِكَ أشرَفَ مَحَلِّ المُكرَّمِينَ وَأعلى مَنازِلَ المُقَرَّبِينَ وَأرفَعَ دَرَجاتِ المُرسَلِينَ حَيثُ لا يَلحَقُكَ لاحِقٌ وَلا يَفُوقُكَ فائِقٌ وَلا يَسبِقُكَ سابِقٌ وَلا يَطمَعُ في إدراكِكَ طامِعٌ.
الحَمدُ للهِ الَّذي استَنقَذَنا بِكَ مِنَ الهَلَكَةِ وَهَدانا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ وَنَوَّرَنا بِكَ مِنَ الظُّلمَةِ، فَجَزاكَ اللهُ يا رَسُولَ اللهِ مِن مَبعُوثٍ أفضَلَ ما جازى نبياً عَن اُمَّتِهِ وَرَسُولاً عَمَّن أُرسِلَ إلَيهِ، بِأبي أنتَ وَاُمّي يا رَسُولَ اللهِ زُرتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ مُقِرّاً بِفَضلِكَ مُستَبصِراً بِضَلالَةِ مَن خالَفَكَ وَخالَفَ أهلَ بَيتِكَ عارِفاً بِالهُدى الَّذي أنتَ عَلَيهِ، بِأبي أنتَ وَاُمّي وَنَفسي وَأهلي ومالي وَوَلَدي أنا أُصَلّي عَلَيكَ كَما صَلّى اللهُ عَلَيكَ وَصَلّى عَلَيكَ مَلائِكَتُهُ وأنبياؤُهُ وَرُسُلُهُ صَلاةً مُتَتابِعَةً وَافِرَةً مُتَواصِلَةً لا انقِطاعَ لَها وَلا أمَدَ وَلا أجَلَ، صَلّى اللهُ عَلَيكَ وَعَلى أهلِ بَيتِكَ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ كَما أنتُم أهلُهُ.
ثمّ ابسط كفّيك وقل: اللهُمَّ اجعَل جَوامِعَ صَلَواتِكَ وَنَوامي بَرَكاتِكَ وَفَواضِلَ خَيراتِكَ وَشَرائِفَ تَحياتِكَ وَتَسلِيماتِكَ وَكَراماتِكَ وَرَحَماتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَأنبيائِكَ المُرسَلِينَ وأئِمَّتِكَ المُنتَجَبِينَ وَعِبادِك الصَّالِحِينَ وَأهلِ السَّماواتِ وَالأرَضِينَ وَمَن سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ وَرَسُولِكَ وَشاهِدِكَ وَنَبِيِّكَ وَنَذِيرِكَ وَأمِينِكَ وَمَكِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَخَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ وَصَفوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وخالِصَتِكَ وَرَحمَتِكَ وَخَيرِ خِيرَتِكَ مِن خَلقِكَ نَبِيِّ الرَّحمَةِ وَخازِنِ المَغفِرَةِ وَقائِدِ الخَيرِ وَالبَرَكَةِ وَمُنقِذِ العِبادِ مِنَ الهَلَكَةِ بِإذنِكَ وَداعِيهُم إلى دِينِكَ القَيِّمِ بِأمرِكَ، أوَّلِ النَبِيِّينَ مِيثاقاً وَآخِرهِم مَبعَثاً الَّذي غَمَستَهُ في بَحرِ الفَضِيلَةِ وَالمَنزِلَةِ الجَلِيلَةِ وَالدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ وَالمَرتَبَةِ الخَطِيرَةِ وَأودَعتَهُ الأصلابَ الطَّاهِرَةَ وَنَقَلتَهُ مِنها إلى الأرحامِ المُطَهَّرَةِ لُطفاً مِنْكَ لَهُ وَتَحَنُّنا مِنكَ عَلَيهِ، إذ وَكَّلتَ لِصَونِهِ وَحِراسَتِهِ وَحِفظِهِ وَحياطَتِهِ مِن قُدرَتِكَ عَيناً عاصِمَةً حَجَبتَ بِها عَنهُ مَدانِسَ العَهرِ وَمَعائِبَ السِّفاحِ حَتّى رَفَعتَ بِهِ نَواظِرَ العِبادِ وَأحيَيتَ بِهِ مَيتَ البِلادِ بِأن كَشَفتَ عَن نُورِ وِلادَتِهِ ظُلَمَ الأستارِ وَألبَستَ حَرَمَكَ بِهِ حُلَلَ الأنوارِ.
اللهُمَّ فَكَما خَصَصتَهُ بِشَرَفِ هذِهِ المَرتَبَةِ الكَرِيمَةِ وَذُخرِ هذِهِ المَنقَبَةِ العَظِيمَةِ صَلِّ عَلَيهِ كَما وَفى بِعَهدِكَ وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ وَقاتَلَ أهلَ الجُحُودِ عَلى تَوحِيدِكَ وَقَطَعَ رَحِمَ الكُفرِ في إعزازِ دِينِكَ وَلَبِسَ ثَوبَ البَلوى في مُجاهَدَةِ أعدائِكَ، وَأوجَبتَ لَهُ بِكُلِّ أذىً مَسَّهُ أو كَيدٍ أحَسَّ بِهِ مِن الفِئَةِ الَّتي حاوَلَت قَتلَهُ فَضِيلَةً تَفُوقُ الفَضائِلَ وَيَملِكُ بِها الجَزِيلَ مِن نَوالِكَ، وَقَد أسَرَّ الحَسرَةَ وَأخفى الزَّفرَةَ وَتَجَرَّعَ الغُصَّةَ وَلَم يَتَخَطَّ ما مَثَّلَ لَهُ وَحيُكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ وَعَلى أهلِ بَيتِهِ صَلاةً تَرضاها لَهُم وَبَلِّغهُم مِنّا تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً وَآتِنا مِن لَدُنكَ في موالاتِهِم فَضلاً وَإحساناً وَرَحمَةً وَغُفراناً إنَّكَ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ.
ثمّ صلّ أربع ركعات صلاة الزيارة بسلامين واقرأ فيها ما شئت من السور، فإذا فرغت فسبّح تسبيح الزهراء (عليها السلام) وقل:
اللهُمَّ إنَّكَ قُلتَ لِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه و آله) وَلَو أنَّهُم إذ ظَلَمُوا أنفُسَهُم جاؤُوكَ فاستَغفَرُوا اللهَ وَاستَغفَرَ لَهُم الرَّسُولُ لَوَجَدوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً، وَلَم أحْضُرْ زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيهِ وَآلِهِ السَّلامُ، اللهُمَّ وَقَد زُرتُهُ راغِباً تائِباً مِن سَيّءِ عَمَلي وَمُستَغفِراً لَكَ مِن ذُنُوبي وَمُقِرّاً لَكَ بِها وَأنتَ أعلَمُ بِها مِنّي وَمُتَوَجِّهاً إلَيكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ، فَاجعَلني اللهُمَّ بِمُحَمَّدٍ وَأهلِ بَيتِهِ عِندَكَ وَجِيها في الدُّنيا وَالآخِرةِ وَمِن المُقَرَّبِينَ.
يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللهِ بِأبي أنتَ وَاُمّي يا نَبِيَّ اللهِ يا سَيِّدَ خَلقِ اللهِ إنّي أتَوَجَّهُ بِكَ إلى اللهِ رَبِّكَ وَرَبّي لِيَغفِرَ لي ذُنُوبي وَيَتَقَبَّلَ مِنّي عَمَلي وَيَقضي لي حَوائِجي، فَكُن لي شَفِيعاً عِندَ رَبِّكَ وَرَبّي فَنِعمَ المَسؤُولُ المَولى رَبّي وَنِعمَ الشَّفِيعُ أنتَ يا مُحَمَّدُ عَلَيكَ وَعَلى أهلِ بَيتِكَ السَّلامُ، اللهُمَّ وَأوجِب لي مِنكَ المَغفِرَةَ وَالرَّحمَةَ وَالرِّزقَ الواسِعَ الطَيِّبَ النافِعَ كَما أوجَبتَ لِمَن أتى نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ وَهُوَ حَيٌّ فَأقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ وَاستَغفَرَ لَهُ رَسُولُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ السَّلامُ فَغَفَرتَ لَهُ بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللهُمَّ وَقَد أمَّلتُكَ وَرَجَوتُكَ وَقُمتُ بَينَ يَدَيكَ وَرَغِبتُ إلَيكَ عَمَّن سِواكَ وَقَد أمَّلتُ جَزِيلَ ثَوابِكَ وَإنّي لَمُقِرٌّ غَيرُ مُنكِرٍ وَتائِبٌ إلَيكَ مِمَّا اقتَرَفَتُ وَعائِذٌ بِكَ في هذا المَقامِ مِمَّا قَدَّمتَ مِنَ الأعمالِ الَّتي تَقَدَّمتَ إليَّ فِيها وَنَهَيتَني عَنها وَأوعَدتَ عَلَيها العِقابَ، وَأعُوذُ بِكَرَمِ وَجهِكَ أن تُقِيمَني مَقامَ الخِزيِ وَالذُّلِّ يَومَ تُهتَكُ فِيهِ الأستارُ وَتَبدُو فِيهِ الأسرارُ وَالفَضائِحُ وَتَرعَدُ فِيه الفَرائِصُ يَومَ الحَسرَةِ وَالنَّدامَةِ يَومَ الأفِكَةِ يَومَ الازِفَةِ يَومَ التَّغابُنِ يَومَ الفَصلِ يَومَ الجَزاءِ يَوماً كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ ألفَ سَنَةٍ، يَومَ النَّفخَةِ يَومَ تَرجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتبَعُها الرَّادِفَةُ يَومَ النَّشرِ يَومَ العَرضِ يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العالَمِينَ يَومَ يَفِرُّ المَرءُ مِن أخِيهِ وَاُمِّهِ وَأبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ يَومَ تَشَقَّقُ الأرضُ وَأكنافُ السَّماءِ يَومَ تَأتي كُلُّ نَفسٍ تُجادِلُ عَن نَفسِها يَومَ يُرَدُّونَ إلى اللهِ فَيُنَبِّئُهُم بِما عَمِلُوا يَومَ لا يُغني مَولىً عَن مَولىً شَيئاً وَلا هُم يُنصَرُونَ إلاّ مَن رَحِمَ اللهُ إنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمِ يَومَ يُرَدُّونَ إلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ يَومَ يُرَدُّونَ إلى اللهِ مَولاهُم الحَقِّ يَومَ يَخرُجُونَ مِنَ الأجداثِ سِراعاً كَأنَّهُم إلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ وَكَأنَّهُم جَرادٌ مُنتَشِرٌ مُهطِعِينَ إلى الدَّاعي إلى اللهِ يَومَ الواقِعَةِ يَومَ تُرَجُّ الأرضُ رَجّاً يَومَ تَكُونُ السَّماءُ كَالمُهلِ وَتَكُونُ الجِبالُ كَالعِهنِ وَلا يَسألُ حَمِيمٌ حَمِيماً يَومَ الشَّاهِدِ وَالمَشهُودِ يَومَ تَكُونُ المَلائِكَةُ صَفّاً صَفّاً.
اللهُمَّ ارحَمْ مَوقِفي في ذلِكَ اليَومِ بِمَوقِفي في هذا اليَومِ وَلا تُخزِني في ذلِكَ المَوقِفِ بِما جَنَيتُ عَلى نَفسِي، وَاجعَل يا رَبِّ في ذلِكَ اليَومِ مَعَ أوليائِكَ مُنطَلَقي وَفي زُمرَةِ مُحَمَّدٍ وَأهلِ بَيتِهِ (عليهم السلام) مَحشَرِي، وَاجعَل حَوضَهُ مَورِدي وَفي الغُرِّ الكِرامِ مَصدَري وَأعطِني كِتابي بيَمِيني حَتّى أفُوزَ بِحَسناتي وَتُبَيِّضَ بِهِ وَجهي وَتُيَسِّرَ بِهِ حِسابي وَتُرَجِّحَ بِهِ مِيزاني وَأمضي مَعَ الفائِزِينَ مِن عِبادِكَ الصَّالِحِينَ إلى رِضوانِكَ وَجِنانِكَ إلهَ العالَمِينَ، اللَّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِن أن تَفضَحَني في ذلِكَ اليَومِ بَينَ يَدَي الخَلائِقِ بِجَرِيرَتي أو أن ألقى الخِزيَ وَالنَّدامَةَ بِخَطِيئَتي أو أن تُظهِرَ فِيهِ سَيِّئاتي عَلى حَسناتي أو أن تُنَوِّهَ بَينَ الخَلائِقِ بِاسمِي، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ العَفوَ العَفوَ السَّترَ السَّترَ، اللهُمَّ وَأعُوذُ بِكَ مِن أن يَكُونَ في ذلِكَ اليَومِ في مواقِفِ الأشرارِ مَوقِفي أو في مَقامِ الأشقياءِ مَقامِي، وَإذا مَيَّزتَ بَينَ خَلقِكَ فَسُقتَ كُلاّ بِأعمالِهِم زُمَراً إلى مَنازِلِهِم فَسُقني بِرَحمَتِكَ في عِبادِكَ الصَّالِحِينَ وَفي زُمرَةِ أوليائِكَ المُتَّقِينَ إلى جَنَّاتِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ.
ثمّ ودّعه وقل: السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها البَشِيرُ النَّذِيرُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها السَّفِيرُ بَينَ اللهِ وَبَينَ خَلقِهِ، أشهَدُ يا رَسُولَ اللهِ أنَّكَ كُنتَ نُوراً في الأصلابِ الشَّامِخَةِ وَالأرحامِ المُطَهَّرَةِ لَم تُنَجِّسكَ الجاهِلِيَّةُ بِأنجاسِها وَلَم تُلبِسكَ مِن مُدلَهِمَّاتِ ثِيابِها، وَأشهَدُ يا رَسُولَ اللهِ أنّي مُؤمِنٌ بِكَ وَبِالأئِمَّةِ مِن أهلِ بَيتِكَ مُوقِنٌ بِجَمِيعِ ما أتَيتَ بِهِ راضٍ مُؤمِنٌ، وَأشهَدُ أنَّ الأئِمَّةَ مِن أهلِ بَيتِكَ أعلامُ الهُدى وَالعُروَةُ الوُثقى وَالحُجَّةُ عَلى أهلِ الدُّنيا ، اللهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زيارة نَبِيِّكَ عَلَيهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَإن تَوَفَّيتَني فَإنّي أشهَدُ في مَماتي عَلى ما أشهَدُ عَلَيهِ في حياتي أنَّكَ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ وَحدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَأنَّ مُحَمَّداً عَبدُكَ وَرَسُولُكَ وَأنَّ الأئِمَّةَ مِن أهلِ بَيتِهِ أولياؤُكَ وَأنصارُكَ وَحُجَجُكَ عَلى خَلقِكَ وَخُلَفاؤكَ في عِبادِكَ وَأعلامُكَ في بِلادِكَ وَخُزَّانُ عِلمِكَ وَحَفَظَةُ سِرِّكَ وَتَراجِمَةُ وَحيِكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغ رُوحَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ في ساعَتي هذِهِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَالسَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ لا جَعَلَهُ اللهَ آخِرَ تَسلِيمي عَلَيكَ.
زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) يوم وفاته
قال الشيخ في (المصباح) والسيد في (جمال الأسبوع) في ضمن أعمال يوم الجمعة: اعلم أنّه يستحب في يوم الجمعة زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) .
وروي عن الصادق (عليه السلام) : «إن من أراد أن يزور قبر رسول الله وقبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وقبور الحجج (عليهم السلام) وهو في بلده فليغتسل في يوم الجمعة وليلبس ثوبين نظيفين وليخرج إلى فلاة من الأرض».
وعلى رواية اُخرى: وليصعد سطحاً ثمّ يصلّي أربع ركعات يقرأ فيهن ما تيسّر من السّور. فإذا تشّهد وسلّم فليقم مستقبل القبلة وليقل:
السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها النَبِيُّ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها النَبِيُّ المُرسَلُ وَالوَصِيُّ المُرتَضَى وَالسَّيّدَةُ الكُبرى وَالسَّيّدَةُ الزَّهراءُ وَالسِبطانِ المُنتَجَبانِ وَالأولادُ الأعلامُ وَالاُمَناءُ المُنتَجَبُونَ جِئتُ انقِطاعاً إلَيكُم وَإلى آبائِكُم وَولدِكُم الخَلَفِ عَلى بَرَكَةِ الحَقِّ، فَقلبي لَكُم مُسَلِّمٌ وَنُصرَتي لَكُم مُعَدَّةٌ حَتّى يَحكُمَ اللهُ بِدِينِهِ فَمَعَكُم مَعَكُم لا مَعَ عَدُوِّكُم، إنّي لَمِنَ القائِلِينَ بِفَضلِكُم مُقِرُّ بِرَجعَتِكُم لا اُنكِرُ للهِ قُدرَةً وَلا أزعَمُ إلاّ ما شاءَ اللهِ، سُبحانَ اللهِ ذي المُلكِ وَالمَلَكُوتِ يُسَبِّحُ اللهُ بِأسمائِهِ جَمِيعُ خَلقِهِ وَالسَّلامُ عَلى أرواحِكُم وَأجسادِكُم، وَالسَّلامُ عَلَيكُم وَرَحمَةَ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
أقول: في روايات عديدة أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يبلغه سلام المسلّمين عليه وصلوات المصلين عليه حيثما كانوا.
وفي الحديث: «إن ملكاً من الملائكة قد وكّل على أن يرد على من قال من المؤمنين: صلّى الله على محمّدٍ وآله وسلّم، فيقول في جوابه: وعليك. ثمّ يقول الملك: يا رسول الله إنّ فلاناً يقرئك السلام. فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : و (عليه السلام) ».
زيارة الرَّسُولُ عند الشيعة مكتوبة
وفي رواية معتبرة أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «من زار قبري بعد وفاتي كان كمن هاجر إليّ في حياتي فإن لم تستطيعوا أن تزوروا قبري فابعثوا إليّ السلام فإنّه يبلغني» وقد وردت لهذا المعنى أخبار جمّة ونحن قد أثبتنا له (صلوات الله عليه) زيارتين اثنتين في يوم الاثنين عند ذكر زيارات الحجج الطاهرة في أيام الأسبوع فراجعها إن شئت وفز بفضل الزيارة بهما وينبغي أن يصلّى عليه بما صلّى به أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه في يوم الجمعة كما في كتاب (الروضة من الكافي): إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَبِيِّ يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيماً، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِك عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَحَنَّن عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلِّم عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأفضَلِ ما صَلَّيتَ وَبارَكتَ وَتَرَحَّمتَ وَتَحَنَّنتَ وَسَلَّمتَ عَلى إبراهِيمَ وَآلِ إبراهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ اعطِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضِيلَةَ وَالمَنزِلَةَ الكَرِيمَةَ، اللهُمَّ اجعَل مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ أعظَمَ الخَلائِقِ كُلِّهِم شَرَفاً يَومَ القيامة وَأقرَبَهُم مِنكَ مَقعَداً وَأوجَهَهَم عِندَكَ يَومَ القيامة جاهاً وَأفضَلَهُم عِندَكَ مَنزِلَةً وَنَصِيباً، اللهُمَّ أعطِ مُحَمَّداً أشرَفَ المَقامِ وَحِباءَ السَّلامُ وَشَفاعَةَ الإسلامِ، اللهُمَّ وَألحِقنا بِهِ غَيرَ خَزايا وَلا ناكِثِينَ وَلا نادِمِينَ وَلا مُبَدِّلِينَ إلهَ الحَقِّ آمِينَ.
وستأتي في آخر باب الزيارات صلاة يصلّى بها عليه وعلى آله (عليهم السلام) .
فضل زيارة الرسول (صلى الله عليه وآله)
أيها الحاج الكريم ، لاشك أنك على علم بأن من تمام الحج ، زيارة قبر الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة المنورة ، والتبرك بلثم تلك الاعتاب الطاهرة ، والحضور في تلك المشاهد الشريفة ، فإن زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مستحبة عيناً ، وعلى الخصوص على الحاج ، وتركها جفاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ولقد ورد في الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وآله أنه قال : من أتى مكة حاجاً ولم يزرني الى المدينة جفوته يوم القيامة ، ومن أتاني زائراً وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة .
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : أتموا برسول الله حجكم إذا خرجتم من بيت الله ، فإن تركه جفاء ، وبذلك أمرتم ، وأتموا بالقبور التي ألزمكم الله حقها وزيارتها ، واطلبوا الرزق عندها .
وقال الامام أبو عبد الله الصادق عليه السلام : زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعدل حجة مع رسول الله .
وقال (عليه السلام) أيضاً : إذا حج أحدكم فليختم بزيارتنا ، لان ذلك من تمام الحج .
أيها الحاج الكريم ، أعتقد أنك قد سررت بهذه الاحاديث الشريفة التي ذكرتها لك عن النبي وعترته الطاهرين عليهم السلام في فضل زيارتهم ، وأعتقد أنك قد اكتفيت بها ، ولا يسمح المجال لي أن أذكر لك الشيء الكثير من هذه الاحاديث الشريفة ، ففي ذلك كفاية لك وللمؤمنين كافة ، جعلنا الله وإياك ممن يوفق للزيارة وتناله الشفاعة .
وللمدينة المنورة حرم معيّن ، كما لمكة المكرمة حرم معين عرفته فيما سبق .
أما حد حرم المدينة فهو من «عاثر» الى «وعير» ، وكل منهما جبل يكتنف المدينة المنورة ، أحدهما من المشرق والاخر من المغرب .
ذلك هو حد الحرم المدني ، وهو – وإن لم يجب الاحرام فيه كما يجب في مكة المكرمة ولكنه لايقطع شجره ، وعلى الاخص إذا كان الشجر رطباً ، إلاّ مااستثني مما مرّ عليك في حدود الحرم المكي ، بل الاحوط إن لم يكن أقوى اجتناب صيد مابين الحرمين ، بل الاولى اجتناب مطلق الصيد .
زيارة النبي (صلى الله عليه وآله)
|
11 – زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الزيارة ، وهي « اَلسَّلامُ عَلَيكَ يارَسُولَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُحَمَّدَ بْنَ عَبدِ اللهِ ، اَلسَّلامُ ياخاتَمَ النَّبِييّنَ ، أَشهَدُ أنَّكَ قَد بَلّغتَ الرّسالَةَ ، وَأقمَتَ الصَّلاةَ ، وآتَيتَ الزَّكاةَ ، وَأَمَرتَ بِالمَعروُفِ ، وَنَهَيَتَ عَنِ المُنكَرِ ، وَعَبَدتَ اللهَ مُخلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقينُ ، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَيكَ وَرَحمَتُهُ وَعَلى أَهلِ بَيتِكَ الطّاهِرينَ » .
ثم تقول : « اَلسَّلامُ عَلَيكَ يارَسُولَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخَليلَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا نَبىَّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياصَفِيَّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يارَحمَةَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخِيَرةَ الله ،اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياحَبيبَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يانَجيبَ اللهِ ،اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخَاتَمَ النَبِييّنَ ،اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياسَيّدَ المُرسَلينَ ،اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياقائِماً بِالقِسطِ ،اَلسَّلامُ عَلَيكَ يافاتِحَ الخِيرِ ،اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامَعدِنَ الوَحيِ وَالتَّنزيِل ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُبَلِّغاً عَنِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ أيُّها السِّراجُ المُنيرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُبشّرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يانَذيرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُنذِرُ اَلسَّلامُ عَلَيكَ يانُورَ اللهِ الَّذي يُستَضاءُ بِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ وَ عَلى أهلِ بَيتِكَ الطَّيبِينَ الطّاهِرينَ الْهادينَ المَهديّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى جَدِّكَ عَبدِ المطَّلِبِ وَعَلى أبيكَ عَبدِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى أُمِّكَ آمِنَةَ بِنتَ وَهَب ، اَلسَّلامُ عَلَى عَمِّكَ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُهداءِ ، اَلسَّلامُ عَلَى عَمِّكَ العَباسِ ابنِ عَبدِ المُطَّلِب ، اَلسَّلامُ عَلَى عَمِّكَ وَكَفيلِكَ أبي طالِب ، اَلسَّلامُ عَلَى اِبنِ عَمِّكَ جَعفَر الطَّيارِ في جِنانِ الخُلْدِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُحَمَّدُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياأحمَدُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياحُجَّةَ اللهِ عَلَى الاوَّلينَ والاخِرينَ والسابِقَ الى طاعَةِ رَبِّ العالَمينَ ، والمُهَيمِنَ عَلى رُسُلِهِ وَالخاتِمَ لانبِيائِهِ ، وَالشّاهِدَ عَلَى خَلْقِهِ و الشَّفِيعَ اِلَيهِ والمَكينَ لَدَيهِ والمُطاعَ في مَلَكُوتِهِ ، الاَحمَدَ مِنَ الاوصافِ ، الُمحَمَّدَ لِسائِرِ الاَشرافِ ، الكَريمَ عِندَ الرَّبِ ، وَالمُكَلَّمَ مِنْ وَراءِ الحُجُبِ ، الفائِزَ بِالسِّباقِ ، وَالفائِتَ عَنِ اللِّحاقِ ، تَسليمَ عارِف بِحَقّكَ مُعتَرِف بِالتَّقصيِر في قِيامِهِ بِواجِبِكَ ، غَيرِ مُنكِر ماانْتَهى اِلَيهِ مِنْ فَضلِكَ ، مُوقن بالمَزيداتِ مِنْ رَبِّكَ ، مُؤمِن بِالكِتابِ المُنزَلِ عَلَيكَ مُحَلِّل حَلالَكَ ، مُحِّرِم حَرامَكَ ، أشْهَدُ يارَسُولَ اللهِ مَعَ كُلِّ شاهِد وَأتَحَمَّلُها عَنْ كُلِّ جاحِد أَنَّكَ قَدْ بَلَّغتَ رِسالاتِ رَبِّكَ و نَصَحْتَ لامَّتِك وَ جاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّك وَصَدَعْتَ بِأمْرِهِ ، وَاحتَمَلتَ الاذى في جَنْبِهِ ، وَدَعَوتَ اِلى سَبِيلِهِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ الجَميلَةِ ، وَأَدّيتَ الحَقَّ الَّذي كانَ عَلَيكَ ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالمؤُمِنينَ ، وَغَلُظتَ عَلى الكافِرينَ ، وَعَبَدتَ اللهَ مُخلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقينُ ، فَبَلَغَ اللهُ بِكَ أشرَفَ مَحَلِّ المُكَرَّمِينَ وَأَعلى مَنازِلِ المُقَّرَبينَ وَأرفَعَ دَرَجاتِ المُرسَلينَ ، حَيثُ لايَلحَقُكَ لاحِقٌ ولا يَفُوقُكَ فائِقٌ ولا يَسبِقُكَ سابِقٌ وَلا يَطمَعُ في إِدراكِكَ طامِعٌ ، والحَمدُ للهِ الَّذي استَنقذَنا بِكَ مِنَ الهَلَكَةِ وَهَدانا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ وَنَوَّرَنا بِكَ مِنَ الظُّلمَةِ ، فَجَزاكَ اللهُ يارَسُولَ اللهِ مِن مَبعُوث أَفضَلَ ماجازى نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ وَرَسُولاً عَمَّن أُرسِلَ اِليهِ ، بِأَبي أَنتَ وأُمّي يارَسُولَ اللهِ زُرتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ مُقِّراً بِفَضلِكَ مُستَبصِراً بِضَلالَةِ مَنْخالَفَكَ وَخالَفَ أَهلَ بَيتِكَ عارِفاً بِالهُدى الَّذي أَنتَ عَلَيهِ . بِأَبي أنتَ وَنَفسي وَاَهلي وَمالي وَوَلَدي وَمالي ، أَنا أُصَلّي عَلَيكَ كَما صَلَّى اللهُ عَلَيكَ وَصَلّى عَلَيكَ مَلائِكَتُهُ وأَنبِياؤهُ وَرُسُلُهُ صَلاةً مُتَتابِعَةً وافِرَةً مُتَواصِلَةً ، لاانقِطاعَ لَها وَلا أَمَدَ وَلا اَجَلَ ، صَلَّى اللهُ عَلَيكَ وَعَلى أَهلِ بَيتِكَ الطَّيبينَ الطاهرِينَ ، كَما أَنتُم أَهلُهُ » .
ثم ابسط كفيك وقل : « اَللّهُمَّ اجعَلْ جَوامِعَ صَلَواتِكَ وَنَوامِيَ بَرَكاتِكَ ، وَفَواضِلَ خَيراتِكَ ، وَشَرائِفَ تَحِّياتِكَ وَتَسليماتِكَ ، وَكَراماتِكَ وَرَحَماتِكَ وَصَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَّرَبينَ وَأَنبِيائِكَ المُرسَلينَ وأئِمَتِكَ المُنتَجَبينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحينَ وَاَهلِ السَّماواتِ وَالارَضينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يارَبَّ العالَمينَ مِنَ الاوّلِينَ وَالاخِرينَ ، عَلى مُحَمَّد عَبدِكَ وَرَسُولِكَ وَشاهِدِكَ وَنَبيِّكَ وَنَذيرِكَ وَأَمِينِكَ وَمَكينِكَ وَنَجِّيِكَ وَنَجيبِكَ وَحَبيبِكَ وَخَليلِكَ وَصَفيِّكَ وَصَفوتِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَرَحمَتِكَ وَخَيرِ خِيرَتِكَ مِنْ خَلقِكَ ، نَبيِّ الرَّحْمَةِ ، وَخازِنِ المَغفِرَةِ ، وَقائِدِ الخَير وَالبَرَكَةِ ، وَمُنقِذِ العِبادِ مِنَ الهَلَكَةِ بِاِذنِكَ ، وَداعيهِم اِلى دينِكَ ، القَيِّمِ بِأَمرِكَ ، أَوَّلِ النَبيّينَ ميثاقاً وَآخِرِهِم مَبْعَثاً ، الِّذي غَمَسْتَهُ في بَحرِ الفَضيلَةِ ، وَالمَنزِلَةِ الجَليلَةِ ، وَالدَّرَجَةِ الرَّفيعَةِ ، وَالمَرتَبَةِ الخَطيرَةِ ، وَأَودَعْتَهُ الاَصلابَ الطّاهِرَةَ ، وَنَقَلتَهُ مِنها اِلى الارحامِ المُطَهَّرَةِ ، لُطفاً مِنكَ لَهُ وَتَحَنُّناً مِنكَ عَلَيهِ ، إِذ وَكّلتَ لِصَونِهِ وَحِراسَتِهِ وَحِفْظِهِ وَحِياطَتِهِ مِنْ قُدرَتِكَ عَيناً ، عاصِمَةً حَجَبْتَ بِها عَنهُ مَدانِسَ العَهْرِ وَمَعائِبَ السِّفاحِ ، حَتّى رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ العِبادِ ، وَأَحَييتَ بِهِ مَيتَ البِلادِ ، بِأن كَشَفتَ عَن نُورِ وِلاَدتِهِ ظُلَمَ الاستارِ ، وَأَلبَستَ حَرَمَكَ بِهِ حُلَلَ الانوارِ. أَللّهُمَّ فَكَما خَصَصتَهُ بِشَرَفِ هذِهِ المَرتَبَةِ الكَريمَةِ ، وَذُخْرِ هذِهِ المَنقَبَةِ العَظِيمَةِ ، صَلِّ عَلَيهِ كَما وَفى بِعَهدِكَ ، وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ ، وَقاتَلَ أَهلَ الجُحُودِ عَلى تَوحيدِكَ ، وَقَطَعَ رَحِمَ الكُفْرِ في إعزازِ دِينِكَ ، وَلَبِسَ ثَوبَ البَلوى في مُجاهَدَةِ أَعدائِكَ ، وَأَوجَبْتَ لَهُ بِكُّلِ أذىً مَسَّهُ أو كَيد أحَسَّ بِهِ مِنَ الفِئَةِ التي حاوَلَتْ قَتْلَهُ ، فَضيلَةً تَفُوقُ الفَضائِلَ وَيَملِكُ بِها الجِزيلَ مِنْ نَوالِكَ ، فَلَقَد أَسَّرَ الحَسْرَةَ وَأَخفى الزَّفرَةَ وَتَجَّرَعَ الغُصَّةَ وَلَم يَتَخَطَّ مامُثِّلَ مِن وَحيِكَ . أللّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ وَعَلى أَهلِ بَيتِهِ صَلاةً تَرضْى لَهُم ، وَبَلِّغهُمْ مِنّا تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً ، وَآتِنا مِن لَدُنْكَ في مُوالاتِهِم فَضلاً وإحساناً ، وَرَحمةً وَغُفراناً ، اِنَّكَ ذُو الفَضلِ العَظيمِ » .
12 – ويستحب أيضاً أن تتوجه الى القبلة الشريفة وأنت واقف فوق الرأس ، وتقول : « اَلسَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها النَبِىُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياأَبا القاسِمِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياسَيِّدَ الاَوَّليِنَ والاخِرينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يازَيْنَ القِيامَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياشَفيعَ القِيامَةِ ، أَشْهَدُ أنْ لاإِلهَ اِلاّ اللهُ ، وَحْدَهُ لاشَريِكَ لَهُ ، وَأَشهَدُ أَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسْولُهُ ، بَلَّغتَ الرِّسالَةَ ، وَأَدَّيتَ الاَمانَةَ ، وَنَصَحتَ أُمَّتَكَ ، وَجاهَدْتَ فِي سَبيلِ رَبِّكَ حَتى اَتاكَ اليَقينُ ، صَلَّى الله عَلَيكَ ، وَعَلى أهلِ بَيتِكَ ، طِبتَ حَيَّاً وَطِبتَ مَيِّتاً ، صَلَّى اللهُ عَلَيكَ وَعَلى أَخِيكَ وَوَصِيِّكَ وَابْنِ عَمِّكَ اَميرِ المُؤمِنينَ ، وَعَلى اِبنَتِكَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، وَعَلى وَلَدَيكَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ ، أَفضَلَ السَّلامِ وَأَطيَبَ التَّحِيَّةِ وَاَطهَرَ الصَّلاةِ ، وَعَلينا مِنكُمُ السَّلامُ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ » .
وتدعو لنفسك واجتهد في الدعاء للمؤمنين ولوالديك .
13 – الوقوف عند الاسطوانة الامامية من جهة القبر الشريف من الجانب الايمن ، مستقبلاً بوجهك القبلة ، جاعلاً القبر الشريف عن يسارك ، ومنكبك الايمن مقابلاً للمنبر الشريف ، فإن ذلك الموقع هو موضع رأس الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)فتقول : « أَشْهَدُ أنْ لاإِلهَ اِلاّ اللهُ ، وَحْدَهُ لاشَريِكَ لَهُ ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسْولُهُ و أشْهَدُ أنَّكَ رَسُولُ اللّهِ وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ ، وَأَشهدُ أَنَّكَ بَلَّغتَ رِسالاتِ رَبِّكَ ، وَنَصَحتَ لاُمَّتِكَ وَجاهَدتَ في سَبيلِ اللهِ ، وَعَبَدتَ اللهَ حَتّى أَتاكَ اليَقينُ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَأَدَّيتَ الَّذي عَلَيكَ مِنَ الحَقِّ ، وَأَنَّكَ قَد رَؤُفتَ بِالمُؤمِنينَ ، وَغَلُظْتَ عَلَى الكافِرينَ ، فَبَلَّغَ اللهُ بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ المُكَرَّميِنَ ، الحَمدُ للهِ الِّذي اِستَنقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّركِ وَالضَّلالَةِ . اَللّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَّرَبينَ وَاَنبِيائِكَ المُرسَلينَ وَعِبادِكَ الصّالِحينَ ، وَاَهْلِ السَّماواتِ وَالارَضينَ ، وَمَن سَبَّحَ لَكَ يارَبَّ العالَمينَ مِنَ الاَوَّلينَ وَالاخِرينَ ، عَلى مُحَمَّد عَبدِكَ وَرسُولِكَ وَنَبيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجيِّكَ وَحَبيْبِكَ وَصَفيِّكَ وَخاصَّتكَ وَصَفوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ . أَللّهُمَّ اَعطِهِ الدَرَجَةَ الرَّفِيعَةَ ، وَآتِهِ الْوَسيلَةَ مِنَ الجَنَّةِ ، وَابعَثهُ مَقاماً مُحَمَوداً ، يَغبِطُهُ بِهِ الاَوَّلُونَ والاخِرُونَ . اَللّهُمَّ اِنَّكَ قُلتَ وَلَو أَنَّهُم إِذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جاؤوُكَ فَاستَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُم الرَسُولُ لَوَجَدوُا اللهَ تَوّاباً رَحيماً . وَاِنِّي أتَيْتُ نَبِّيَكَ مُسْتَغفِراً تائباً مِنْ ذُنُوبيَ ، يامُحَمَّدُ إِنّي أتَوَجَّهُ بِكَ اِلى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكَ لِيَغفِرَ لي ذُنُوبيَ » .
14 – ويستحب أيضاً الالتفات بعد ذلك الى القبر الشريف ، وأن تضع يديك عليه – إن أمكن – وتقول : « أسْأَلُ اللهَ الَّذي اِجْتَباكَ وَاْختارَكَ وَهَداكَ وَهَدى بِكَ أنْ يُصَلّيَ عَلَيكَ وَعَلى أَهْلِ بيتِكَ الطاهِرين » .
ثم تقول وأنت ملصق كفك بحائط الحجرة إن أمكن :
« أتَيتُكَ يارَسُولَ اللهِ مُهاجِراً اِلَيكَ ، قاضِياً لِما أَوْجَبَهُ اللهُ عَلى مَنْ قَصَدَكَ ، وَإذ لَمْ أُلْحِقكَ حَيّاً ، فَقَد قَصَدتُكَ بَعدَ مَوتِكَ عَالِماً اَنَّ حُرمَتَكَ مَيِّتاً كَحُرمَتِكَ حَيّاً ، فَكُنْ لي بذلِكَ عِندَ اللهِ شاهِداً » .
15 – ويستحب أيضاً أن تمسح كفك على وجهك وتقول :
« اَللّهُمَّ اجْعَلْ ذلِكَ بَيعَةً مَرضِيَّةً لَدَيكَ ، وَعَهْداً مُؤَكَّداً عِنْدَكَ ، تُحْيِيَني مااَحْيَيْتَني عَلَيهِ ، وَعَلَى الْوَفاءِ بِشَرائِطِهِ وَحُدودِهِ وَحُقُوقِهِ وَأَحْكامِهِ ، وَتُميتَني إذا أَمَتَّني عَلَيهِ ، وَتَبْعَثُني إذا بَعَثْتَني عَلَيهِ » .
ويستحب أن تبلغ النبي السلام والتحية عن أبويك وعمن تحبه من أهلك وأصدقائك ، فتقول وأنت واقف عند الرأس الشريف : « اَلسَّلامُ عَلَيكَ يانَبيَّ اللهِ ، مِنْ أبي وَأُمِّي وَوُلدي وَخاصَّتي وَجَميعِ أهْلِ بَلَدي ، حُرِّهِم وَعَبدِهِم وَأَبيَضِهِم وَاَسوَدِهِم وَمِن (فلان وفلان) » وتسمي من تريد .
زيارة أخرى للنبي (صلى الله عليه وآله)
17 – ويستحب التوجه الى جهة القبلة ، واستقبال القبر الشريف جاعلاً القبلة بين كتفيك ، وزر النبي بهذه الزيارة :
« اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا نَبيَّ اللهِ وَرَسُولَه ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياصَفْوَةَ اللهِ وَخِيرَتَه مِنْ خَلقِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياأَمينَ أللهِ وَحُجَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخاتَمَ النَبيّينَ وَسَّيدَ المُرسَلينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها البَشيرُ النَّذيرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الّداعي اِلى اللهِ وَالسِّراجُ المُنيرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى أَهلِ بَيتِكَ الَّذينَ أَذهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِجسَ وَطَهَّرَهُم تَطهيراً ، أَشهَدُ اَنَّكَ يارَسُولَ اللهِ اَتَيتَ بِالحَقِّ وَقُلْتَ بِالصِّدقِ ، اَلحَمدُ للهِ الَّذي وَفَّقَني لِلايمانِ وَالتَّصدِيقِ ، وَمَنَّ عَلىَّ بِطاعَتِكَ وَاتِّباعِ سَبيلِكَ ، وَجَعَلني مِنْ أُمَّتِكَ وَالُمجيبينَ لِدَعْوَتِكَ ، وَهَداني اِلى مَعرِفَتِكَ وَمَعرِفَةِ الائِمَةِ مِنْ ذُرِّيتِكَ ، أَتَقرَّبُ اِلى اللهِ بِما يُرضِيكَ ، وأَبرَأُ اِلى اللهِ مِمّا يُسخِطُكَ ، مُوالياً لاَوليائِكَ ، مُعادِياً لاَعدائِكَ ، جِئتُكَ يارَسُولَ اللهِ زائِراً ، وَقَصَدْتُكَ راغِباً مُتَوَسِّلاً اِلى اللهِ سُبحانَهُ ، وَأَنْتَ صاحِبُ الوَسيلَةِ وَالمَنْزِلَةِ الجَليلَةِ وَالشَفاعَةِ المَقبولَةِ ، وَالدَعْوَةِ المَسمُوعَةِ ، فَاشْفَعْ لي اِلى اللهِ تَعالى بِالغُفرانِ وَالرَّحمَةِ وَالتَّوفيقِ وَالعِصمَةِ ، فَقَدْ غَمَرَتِ الذُّنوبُ وَشَمِلَتِ العُيوبُ وَاَثقلَ الظَهْرُ وَتَضاعَفَ الوِزرُ ، وَقَدْ أَخبرتَنا وَخَبَرُكَ الصِّدْقُ أنَّهُ تعالى قالَ وَقَولُهُ الحَقُّ : وَلَو أَنَّهُمْ إذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جاؤوُكَ فَاَستَغَفَروا اللهَ وَاسْتَغَفَرَ لَهُمُ الرَسُولُ لَوَجَدوا اللهَ تَوّاباً رَحِيماً . وَقَدْ جِئتُكَ يارَسُولَ اللهِ مُسْتَغْفِراً مِنْ ذُنُوبي ، تائِباً مِنْ مَعاصيَّ وَسَيِّئاتي ، وَاِنّي أَتَوَجَّهُ اِلى اللهِ رَبّي وَرَبِّكَ لِيَغفِرَ لي ذُنوبي ، فَاشفَع لي ياشَفيعَ الاُمَّةِ ، وَأَجِرني يانَبيَّ الرَحْمَةِ ، صَلَّىَ اللهُ عَلَيكَ وَعلى آلِكَ الطّاهرينَ » .