شطن بي الغزلاني قصيدة الشيخ زايد
طيب الله ثراه وغفر له ورحمه ، كان قد تعوّد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن يسقي قصائده بماء الحب ، لتزهر مع مرور الوقت طرية العود، ناعمة الوصف، عميقة المعاني، فتتساقط على الآذان خفيفة الوزن، فتخلق لها مساحة واسعة في القلب، كما هي حال قصيدة «شطّن بي الغزلاني» التي خطها الشيخ زايد، رحمه الله، بفائض مداده في 1982، حيث جال فيها بأرض الجمال والمحبة، وفاح من بين ثناياها عطر المعاني الرقيقة. إذ يقول في مفتتح أبياتها:
شطن بي الغزلاني
لي الهن عيان سود
والسولعي وزاني
في امتابعه مجهود
زعفران
تلك القصيدة جاءت حافلة بالحب، تفوح من بين ثناياها رائحة الزعفران والمسك ونفحات من العود، لتنعكس فيها تفاصيل البيئة التي عاش وشب فيها الشيخ زايد، الذي أغنى قصيدته بالنصح والإرشاد الذي سدده، رحمه الله، للشباب الذين بنى عليهم آمالاً كبيرة، في مواصلة العمل على بناء الوطن الذي شيد أعمدته بيديه، حتى صار اليوم واحداً من أهم الدول، حيث بدا فيها، رحمه الله، متأثراً بقصائد الشاعر الماجدي بن ظاهر، الذي طالما تضمنت قصائده الحكمة والفضيلة وقيم الكرم، والولاء للأرض، ومحبة الوطن.
تلك القصيدة فتنت مسامع الدكتور مانع سعيد العتيبة، الذي رد على هذه الرائعة الشعرية للشيخ زايد بقصيدة يقول في مطلعها:
حي ابجوا بياني
وجـــــــــــــــــب اردود
من سيد الأوطاني
لي يصدق الموعود
كلمات شطن بي الغزلاني كاملة
شطن بي الغزلاني
لي لهن عيان سـود
و السولعي وزّاني
في امتابعه مــجهود
إمن الوزا ظمياني
ولا نلت لي مـقصود
و حقّه ذرب المعاني
ســلام عـــدّ النـــود
و اعداد شرتا واني
لــي ينعش الميهــود
بنّاتـــــــه زعفراني
و مسك و نفحة عود
ما يحترم لانساني
الا بخـصال اليـــــود
إن كان من الشباني
و الا كهـــل مـعــدود
الشهم له ميزاني
حشمه و قـدر عــود
ياذا الشباب الباني
بـــادر و قم بجهـود
ولا تقلد الدّلهاني
لي مـــا وراهم زود
و ترى الرّدي والداني
في سعيهم منقـــود
شمّ ا لوقت زاني
و اعمل شرى ليدود
و عسى شباب اوطاني
يحظى بمجد و فـــود
ونالت هذه القصيدة إعجاب نجوم الفن والغناء الخليجي ، حيث فتن وذاب بسحرها الفنان الإماراتي ميحد حمد، الذي قدمها بنسخة جميلة اعتمد فيها على إيقاع العود فقط، في حين طرب على وقع كلماتها الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله، الذي مدد حروف القصيدة على أوتار عوده، بعد أن مزجه مع إيقاع السامري، ولمسات من إيقاع الخبيتي، ليطرب عشاقه بكلمات هذه القصيدة التي أصدرها «أمير الطرب» عبد المجيد عبد الله، في 2004، بأسلوب «أغاني السنغل» أو المنفردة، بعد أن أثقلها بدفء صوته.
وفي هذه القصيدة، جاء أداء عبد المجيد عبد الله مختلفاً تماماً عن أدائه لقصيدة «صوتك الموسيقى»، من حيث سرعته الإيقاع والأداء، في حين تجلى في هذه القصيدة حضور الكورال، الذي اعتمد البيت الأول والثاني كلازمة يرددها الكورال، طوال فترة الأغنية التي اقتربت من الخمس دقائق.