المحتويات
عواقب نشر الأخبار الزائفة على الفرد والمجتمع
1- المصدر: الذي يكون منشئ الشائعة والمستفيد من ترويجها لعدة أسباب سنتطرق اليها فيما بعد.
2- الرسالة: وهي مضمون الشائعة ونوعها.
3- القناة: الطريقة التي ستروج بها الشائعة (المشافهة، وسائل الإعلام، مواقع التواصل الاجتماعي…).
4- الطرف المستهدف: وهو الذي صممت الشائعة لأجله، إما لتحطيم معنوياته، أو التسبب في إحداث ضرر نفسي حاد عليه، أو بغية أهداف أخرى يعلمه المصدر.
5- الارتداد: وهو الأثر الناجم بعد تداول الشائعة، ومدى تفاعل الطرف المستهدف معها.
الشائعات في مواقع التواصل الاجتماعي واثرها على الفرد والمجتمع
تقسم الشائعات الى ثلاثة أنواع:
– الشائعة الذكية: يقوم هذا النوع من الشائعات على تقديم القليل من السم في كثير من العسل، بحيث لا ينتبه الطرف المستهدف ويتجرّع السم ويذعن للشائعة التي تم استهدافه بها، وعادة ما تكون هذه الشائعات موجهة إلى أجهزة الاستخبارات والحكومات والهيئات عالية المستوى، وينبغي على منشئها الاتسام بالحنكة والخبرة والالمام بالكثير من التفاصيل الدقيقة، كما تتطلب تجهيزا خاصا في مرحلة الإعداد والدراسة للآثار المحتملة التي ستنشأ عقب انتشار الشائعة، فهذا النوع يعتبر أصعب أنواع الشائعات وأعقدها، فهدف الشائعة الذكية ضرب قواعد المعلومات عند العدو، والتشويش عليه عن طريق التمويه وبث الأخبار الكاذبة والمغلوطة، فكلما انتشرت المعلومات الكاذبة ازداد الارتباك لدى العدو، وأصبح من الصعب عليه اتخاذ قرارات سليمة وراشدة، ويفقد القدرة على حماية نفسه.
– الشائعة العامة: وتكون موجهة نحو عامة الجماهير بمختلف طبقاتهم العلمية والاجتماعية، وتُصاغ بطريقة يتم تصديقها من قبل أغلب الناس، والشائعة العامة تحظى في معظم الأحيان بنسبة ضعيفة إلى متوسطة في مدى انتشارها وفاعليتها، وتأخذ وقتا طويلا حتى يتم تناقلها وتقبّلها من قبل الأفراد، لأنها تمسّ غالبا شخصيات لديها مكانة حساسة -تكون دينية عادة- ومسلمات ومعتقدات راسخة عندهم يصعب اقناعهم بتركها أو تغييرها، فهدف هذا النوع تغيير وجهة نظر العامة تجاه قضية ما واضعاف صورة بعض الأطراف التي تشكل خطرا لصانع الشائعة.
– الشائعة الساذجة: وهو نوع يتسم بالغباء والحمق في ظاهره، ويصاغ بهذه الطريقة عن قصد أو غير قصد، فالشائعة الساذجة لا يمكن التنبؤ بعواقبها، فربما تحدث رد فعل عكسي لما أُريد منها، فقد تُجابه بالرفض التام من قبل الناس، أو يتم تصديقها وتحظى بانتشار منقطع النظير، بل وتصبح حقيقة لا تقبل النقاش عند العامة إذا وجدت الأسباب المواتية لذلك، وقد تطرقنا إلى نحو من هذا الكلام في الفصل الأول الخاص بكيفية تفكير الجماهير.
أخطر واعظم الشائعات وعواقب نشر الأخبار الزائفة على الفرد والمجتمع
ومن أعظم الإشاعات، الإشاعات التي تمس أعراض الناس وأسرارهم، قال تعالى: (إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).
ومطلق الإشاعات في حقيقة الأمر؛ هو خبيث النية وقبيح الطوية، هو كالمرض في البدن، وكالنار التي تسري في الهشيم، ديدنه الإفساد، تجده مريض النفس لئيم الطبع، عديم الأخلاق والمروءة، قلبه ممتلئ حقداً وحسداً ولا يهنأ له بال حتى يحقق المفاسد، تجتمع به الخصال المذمومة والصفات الساقطة الرخيصة.
وهنا أحث الجميع بعدم تداول الشائعات، لا سيما المغرضة والمقصودة التي تضر المجتمع، لما لها من أضرار جسيمة، فإنها تهدم ولا تبني، وتضر ولا تنفع، وتنشر الذعر والخوف، فواجب علينا جميعاً محاربتها وعدم تداولها.
وعلاج الإشاعات يكون باستقاء الأخبار من المصادر الرسمية فقط، وعدم نشر الأخبار إلا بعد التأكد من صحتها وتمحيصها، حتى نحافظ على أمن المجتمع واستقراره، وبث الطمأنينة بين أفراده، وهذا مطلب ضروري، حتى يهنأ الجميع بالخير.
وعلى العاقل الفطن أن يراقب الله في كلامه وتصرفاته ويحفظ لسانه عن الحديث بلا فائدة، وكما قيل «من كثر كلامه كثر سقطه»، وعليه التثبت من الأخبار مع التأكد من مصادرها، وأن يرجع الأمر لأهله من ذوي الاختصاص، وأن لا يكون مذياعاً ينشر كل ما يسمع، وجاء في الحديث النبوي الشريف:«كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ».