المحتويات
قائل نص الجدة هو الشاعر حافظ إبراهيم؟
من أشعاره
سافر حافظ إبراهيم إلى سوريا، وعند زيارته للمجمع العلمي بدمشق قال هذين البيتين:
شكرت جميل صنعكم بدمعي | ودمع العين مقياس الشعور | |
لأول مرة قد ذاق جفني | – على ما ذاقه – دمع السرور |
لاحظ الشاعر مدى ظلم المستعمر وتصرفه بخيرات بلاده فنظم قصيدة بعنوان الامتيازات الأجنبية، ومما جاء فيها:
سكتُّ فأصغروا أدبي | وقلت فأكبروا أربي | |
يقتلنا بلا قود | ولا دية ولا رهب | |
ويمشي نحو رايته | فنحميه من العطب | |
فقل للفاخرين: أما | لهذا الفخر من سبب؟ | |
أروني بينكم رجلا | ركينا واضح الحسب | |
أروني نصف مخترع | أروني ربع محتسب؟ | |
أروني ناديا حفلا | بأهل الفضل والأدب؟ | |
وماذا في مدارسكم | من التعليم والكتب؟ | |
وماذا في مساجدكم | من التبيان والخطب؟ | |
وماذا في صحائفكم | سوى التمويه والكذب؟ | |
حصائد ألسن جرّت | إلى الويلات والحرب | |
فهبوا من مراقدكم | فإن الوقت من ذهب |
وله قصيدة عن لسان صديقه يرثي ولده، وقد جاء في مطلع قصيدته:
ولدي، قد طال سهدي ونحيبي | جئت أدعوك فهل أنت مجيبي؟ | |
جئت أروي بدموعي مضجعا | فيه أودعت من الدنيا نصيبي |
ويجيش حافظ إذ يحسب عهد الجاهلية أرفق حيث استخدم العلم للشر، وهنا يصور موقفه كإنسان بهذين البيتين ويقول:
ولقد حسبت العلم فينا نعمة | تأسو الضعيف ورحمة تتدفق | |
فإذا بنعمته بلاء مرهق | وإذا برحمته قضاء مطبق |
مرقد السيد البدوي
روى محمد كرد علي حواره مع حافظ إبراهيم عن مرقد السيد البدوي وزائريه، فقال ” أنشدني ذات يوم قطعة من شعره يشكو فيها بؤسه، ويعرض لما يُبذّر من الأموال، ويُتلى من الأدعية على قبر السيد البدوي، فقلتُ له: الحقَّ أقول: إن القوم ربما آذوك، ومنزلة السيّد من بعض النفوس منزلته، فإيّاك وهذا التصريح في بلد كثر سواد القبوريين فيه، فأجاب جواب مَن لا يبالي، ولمّا طَبعَ ديوانَه أثبت الأبيات بنصّها، وكان حذف منها بيتين وهذه بنصّها التام:
أحياؤنا لا يُرزقون بِدرهم | وبِألف ألف تُرزقُ الأمواتُ | |
للسيّد البدويّ مُلْكٌ دخلُهُ | خمسون ألفاً والحظوظ هِباتُ | |
وأنا أُعذَّبُ في الوجود وليس لي | يا أمّ دفرٍ ما به أقتاتُ | |
مَن لي بحظ النائمين بحفرةٍ | قامت على أحجارها الصلوات | |
يسعى الأنام لها ويجري حولها | بحرُ النذور وتُقرأ الآيات | |
ويقال هذا القطب باب المصطفى | ووسيلةٌ تُقضى بها الحاجات |
كما نادى الشاعر حافظ الشيخَ محمد عبده لمّا كانت الرحال تُشدّ إلى طنطا لزيارة السيد البدوي:
إمامَ الهدى إني أرى القوم أبدعوا | لهم بدعاً عنها الشريعة تعزف | |
رأوا في قبور الميتين حياتهم | فقاموا إلى تلك القبور وطوّفوا | |
وباتوا عليها جاثمين كأنهم | على صنمٍ في الجاهلية عُكّفُ |
هو الشاعر حافظ إبراهيم؟
ولد الشاعر المصري محمد حافظ إبراهيم في محافظة أسيوط 24 فبراير 1872 – 21 يونيو 1932م.
وكان شاعرًا ذائعَ الصيت، حاملًا للقب شاعر النيل الذي لقبه به صديقه الشاعر الكبير أحمد شوقي، وأيضا للقب شاعر الشعب.
حياته الشاعر حافظ ابراهيم ؟
ولد حافظ إبراهيم على متن سفينة كانت راسية على نهر النيل أمام ديروط وهي مركز بمحافظة أسيوط من أب مصري الأصل وأم تركية. ثم توفي والده وهو صغير. أتت به أمه قبل وفاتها إلى القاهرة حيث نشأ بها يتيما تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم. ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وهناك درس حافظ في كتّاب. أحس حافظ إبراهيم بضيق خاله به مما أثر في نفسه، فرحل عنه وترك له رسالة كتب فيها:
ثقلت عليك مؤونتي | إني أراها واهية |
وفاته الشاعر حافظ أبراهيم
توفي حافظ إبراهيم سنة 1932م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد استدعى اثنين من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به. وبعد مغادرتهما شعر بوطء المرض فنادى غلامه الذي أسرع لاستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ في النزع الأخير، توفي ودُفن في مقابر السيدة نفيسة (ا).
عندما توفي حافظ كان أحمد شوقي يصطاف في الإسكندرية وبعدما بلّغه سكرتيره – أي سكرتير شوقي – بنبأ وفاة حافظ بعد ثلاثة أيام لرغبة سكرتيره في إبعاد الأخبار السيئة عن شوقي ولعلمه بمدى قرب مكانة حافظ منه، شرد شوقي لحظات ثم رفع رأسه وقال أول بيت من مرثيته لحافظ:
قائل نص الجدة هو الشاعر حافظ إبراهيم؟
الأجابة هي //
شاعر مصر