تعريف التوحيد لغة واصطلاحا
قبل الإجابة عن سؤال: ما هو التوحيد الذي اقر به الكفار ، من الجيد معرفة معنى التوحيد في اللغة والاصطلاح، فالتوحيد في اللغة هو مصدر الفعل وحّد ويوحّد فهو موحّد، وذلك يكون بنسب الوحدانيّة لله تعالى ووصفه جلّ وعلا بالانفراد عن كل ما يشاركه أو يشابهه في صفاته أو في ذاته، وجاء التشديد في الفعل والمصدر لغرض المبالغة، وأمّا التوحيد في الاصطلاح فهو إفراد الله عزّ وجل بما اختصّ به من الربوبيّة والألوهيّة والصفات والأسماء، وأيضًا هو الاعتقاد الخالص بأنّ الله تعالى هو واحد لا شريك له في الألوهية والربوبيّة والأسماء والصفات .
ما هو التوحيد الذي اقر به الكفار
في الإجابة عن سؤال: ما هو التوحيد الذي اقر به الكفار ؟ فهو توحيد الربوبيّة وهو توحيد يأتي بالفطرة ويحتاج التذكير لا التقرير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ” , والكفار يقرّون بهذا التوحيد، ولم يُعرف عن أحد منهم أنّه انكره باطنًا ولكنّهم كانوا يجحدونه في العلن، كفرعون الذي أنكر الربوبية ولكنّ الله فضحه فقال عنه: “وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا” وكذلك الدهريّة وهم الذين يعتقدون بأنّ الموت والحياة من شان الدهر، وقد قال عنهم الله تعالى: “وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ” وغيرهم من الكفار الذين أقروا بالربوبية في قلوبهم، ولكن هذا الإقرار لا يكفي للحكم بالإسلام، بل وإنّه لا يعصم المال والدم، فأولئك الكفار الذي بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقروا الربوبية وأن الله هو الخالق الرازق المميت المحيي .
وذلك كما قال الله تعالى: “وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ” ، وعلى الرغم من هذا الإقرار فإنّ الرسول استحلّ أموالهم حتّى يعبدوا الله الواحد.
وهكذا نكون قد عرفنا معنى التوحيد وما هي أقسامه، وبانّ التوحيد هو جوهر العقيدة ولكن لا يكفي الاعتقاد بقسم واحد فقط من أقسامه، فقد أقرّ اكفار بقسم واحد منه ولم يكسبهم ذلك صفة الإسلام.