إن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من الناحية العدديّة؛ بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تهيئة الأجيال الصاعدة، وتربيتها تربية سليمة متكاملة وهذا من صور تكريم الدين الاسلامي للمرأة، فقد خص الإسلام المرأة بالتكريم بوصفها أُماً ومنحها مكانة سامية في الجنة كما جاء في الحديث النبوي: الجنة تحت أقدام الأمهات ، وقد ذكرت النساء في القرآن في مواضع عديدة وخص بعضهن بذكر قصّصهن أو أسمائهن ، واليوم نشارككم في موقع فيرال معلومة دينية ثمينة، فما هي السورة الوحيدة التي ذكرت في القران الكريم باسم امرأة ؟
لقد بلغ من تكريم الإسلام للمرأة أنه خصص باسمها سورة من سور القرآن الكريم سماها سورة «النساء»، فقد كرّم الإسلام المرأة أماً، فقال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) ، ومن مظاهر تكريم المرأة في الإسلام كثيرة سنتناولها في مقالة منفصلة لاحقاً ، أما الآن فنذكر لكم السورة التي ذكرت فيها باسم امرأة .
السورة الوحيدة التي ذكرت باسم امراه في القران الكريم ؟
إن السورة التي سميت على اسم امرأة هي سورة مريم وسميت مريم على اسم العذراء تخلداً لها فقد ولدت المسيح عيسى بمعجزة إلاهية فريدة وهي ولادة عذرية دون نكاح .
من هي المرأة التي ذكر اسمها في القران
ولا توجد امرأة ذُكِر اسمُها صراحةً في القرآن سوى مريم قوله: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا وذلك لكون الأسلوب القرآني معهود فيه “الإيجاز المُعجِز”. حيث توجد ثلاث طرق رئيسة للتعريف بالأشخاص، هي: الاسم والكُنية واللقب. وتتفاوت تلك الطرق الثلاث في درجة اشتهار الشخص بها، فالأسلوب القرآني الإعجازي الموجز يقتصر على ذكر الطريقة الأقرب إلى تعيين الشخص المُراد والأكثر تحديدا لهويته بحسب ما يقتضيه المقام والسياق، حيث نجد أنه لا خلاف على أن فرعون هو الاسم الأكثر شهرة من آسية ، فتُغنى إضافتها إليه عن ذكر إسمها، فالقليل من الناس هم الذين يعرفونها بإسمها الشخصي، بينما الناس جميعأ يعرفون دلالة الاسم فرعون، وعلى هذا فإن الإشارة إلى آسية بوصفها امرأة فرعون فحسب، تصبح كافية جدا للتعريف بها والدلالة عليها أكثر مما لو ذَكَرَها بإسمها فقط لا غير.
وسورة مريم سورة مكية ما عدا آياتان ( ٥٨، ٧١ ) فهما آيات مدنية نزلتا بعد الهجرة عدد آياتها ثمانية وتسعون آية وهي السورة التاسعة عشر في الترتيب وتأتي بالجزء السادس عشر بالحزب الواحد والثلاثون
تبدأ السورة بقصة زكريا حين دعا الله دعاء خفيا أي من القلب بأن يجعل له وليا أو خلفا، فاستجاب له الله ووهب له يحيى، ثم تأتي قصة مريم بنت عمران حين تمثل لها ملك في صورة بشر وبشرها بالمسيح، وتعجب قومها من هذا بعد ذلك، تشير إليه ثم يتحدث بإذن الله ليقول ويؤكد أن أمه مريم أشرف نساء الأرض، ويخاطب الناس بعد ذلك ويذكر لهم أن الله أوصاه بالصلاة والزكاة والبر بوالدته. بعد ذلك يذكر قصة إبراهيم مع أبيه وكيف كان يدعو أباه ليكف عن عبادة الأصنام، ثم يذكر الأنبياء الذين أنعم عليهم الله وكيف خلف من بعدهم خلف نسوا الصلاة واتبعوا الشهوات. وفي نهاية السورة تقريباً استنكار كيف قال الذين أشركوا والذين كفروا أن الله اتخذ ولداً، مؤكدا أنه لا ينبغي له هذا، لأن كل من في السموات والأرض عباد الرحمن.
ترتيب سورة مريم هو 19 بالنسبة إلى 114 سورة هي جملة سور القرآن، وتقع في الجزء السادس عشر من أجزاء القرآن الثلاثون. وقد ذكر الإمام جلال الدين السيوطي سورة مريم في كتابه أسرار ترتيب القرآن، حيث كتب أن سبب ورود سورة مريم بعد سورة الكهف مباشرةً لا في موضع آخر أن سورة الكهف تحتوي على أعاجيب ومعجزات، تتمثل في قصة أصحاب الكهف وطول لبثهم في الكهف دون طعام ولا شراب، كذلك قصة موسى مع الخضر وقصة ذي القرنين وبناء السد. لذلك من الطبيعي أن ترد سورة مريم بعد سورة الكهف لاحتوائها على أعجوبتان هما ولادة يحيى وولادة المسيح العذرية. كذلك قد ذُكِرَ أن أصحاب الكهف من قوم عيسى بن مريم وسيبعثون قبيل يوم القيامة بعد نزول المسيح ويحجون معه.