بعد تجميد الرئيس قيس سعيد عمل البرلمان واستحواذه على السلطة التنفيذية ، بات الوضع السياسي في تونس غامضًا بشكل عام ، خاصة أن حزب النهضة يرفض اقالة الرئيس قيس سعيد ، فما الذي يحدث في تونس ؟
المحتويات
ما الذي يحدث في تونس
يترقب الشعب التونسي بشأن الخطوة التالية للرئيس، الذي لطالما عبر عن رغبته في تعديل النظام السياسي إلى رئاسي.
من بين الخطوات الأكثر إثارة التي أعلن عنها الرئيس التونسي قيس سعيد، إضافة إلى إقالة الحكومة وتعليق عمل البرلمان، هي رفع الحصانة عن النواب وتوليه رئاسة النيابة العامة لتحريك دعاوى ضد عدد منهم متورطين في قضايا. وتشكل خطوة الرئيس التونسي، الذي كثيرا ما عبر عن رغبته العلنية في تعديل النظام السياسي والذهاب إلى نظام رئاسي، منعرجا جديدا في مسار الانتقال السياسي الذي بدأ في تونس إبان سقوط حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي في 2011 إثر انتفاضة شعبية. وعرف هذا المسار الكثير من المطبات من بينها اغتيالين سياسيين في 2013 وهجمات إرهابية دامية واضطرابات اجتماعية متواترة ضد الفقر والبطالة، إلى جانب موجات هجرة غير شرعية مكثفة عبر البحر.
غضب شعبي واسع ضد النخبة السياسية
تسود حالة من السخط في البلاد التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة وانكماشا وصل إلى نسبة 8% في 2022 لأول مرة منذ منتصف القرن الماضي، بجانب أزمة وبائية خطيرة تسببت في أعداد قياسية من الوفيات والمرضى في مستشفيات مكتظة ومتداعية. وفي حين أعلن الرئيس سعيد عن بداية تطبيق قراراته على الفور بعد اجتماع مع قيادات من الجيش والأمن ليل الأحد، فإن رئاسة البرلمان وحركة النهضة الإسلامية بالأساس وحليفها “ائتلاف الكرامة” اليميني يرفضان خطوة سعيد بشكل قطعي. واستند الرئيس سعيد إلى مضمون الفصل 80 من الدستور الذي يتيح له اتخاذ تدابير استثنائية في أوضاع محددة، مستفيدا من الاحتجاجات وأعمال الشغب التي اجتاحت عددا من المدن التونسية أمس الأحد.