سؤال وجواب

من الثورات التي شهدها الاردن في العصر المملوكي ؟

 الثورات التي شهدها الاردن في العصر المملوكي

خصصنا لكم هذه المقالة للإجابة على السؤال المطروح (  من الثورات التي شهدها الاردن في العصر المملوكي ) ، فأهلا وسهلا بكافة الزوار الكرام والمتابعين لنا عبر موقع فيرال، ونحرص دائماً الى تقديم محتوى هادف ومفيد للقراء :

كان نظام الحكم الأيوبي (1188- 1263) والمملوكي (1263- 1516) للأردن امتدادا للإدارة والبنية الدفاعية اللتين أوجدهما الفرنجة (الصليبيون). وظلت اثنتان من قلاعهم ( الكرك والشوبك) تشكلان مركزين عسكريين وإداريين مهمين.


تركزت إعادة بناء الإقتصاد والإدارة في عهد سلالة صلاح الدين، بعد ما استعاد المسلمون الكرك، على الحفاظ على الأمن، وتمثّل ذلك بحماية طرق الحج والتجارة. تقاسمت القاهرة ودمشق إدارة المنطقة، وشكّل وادي الزرقاء الحد الفاصل بين منطقتي نفوذهما. حرص الأيوبيون في الكرك على تسهيل سفر القوافل بحفر الآبار وإقامة خزانات الماء على طريقها. وأقيمت أسواق موسمية في المدن والقرى الأردنية الواقعة على طريق الحج (طريق الملوك القديمة) لتلبية حاجات الحجاج من الطعام والماء والسكن والعلف وحيوانات النقل وغيرها من المؤن. من بين المحطات المهمة التي توقف فيها الحجاج في أواخر القرن 12 والقرن 13 م كانت الزرقاء وزيزيا واللجون والعقبة/ إيلة . أما عجلون (التي حُصّنت بين 1188 و 1192م)، والأزرق (1236م)، والسلط 1220 م)، والزرقاء، والشوبك والكرك (اللتان جددهما الأيوبيون) فكانت مراكز دفاعية (شكل IV.11).

من الثورات التي شهدها الاردن في العصر المملوكي

ثورة السعيد والمسعود .

وسيطر سلاطين المماليك، وهم سلالة عبيد عسكريين، على الأردن تلقائيا عندما استلموا ناصية الحكم في القاهرة من الأيوبيين، عام 1263م. وقد كرست الأعوام الأربعون التالية لتدعيم أمن المنطقة من خلال إصلاح القلاع وتمهيد الطرق وتنظيم شبكة اتصالات كثيفة، وكذلك تجديد أو إنشاء المقامات الإسلامية (خصوصاً في وادي الأردن). قسمت المنطقة إدارياً إلى مقاطعتين: الكرك (من وادي الموجب جنوباً حتى العقبة)، ودمشق (اشتمل الجزء الجنوبي منها على المنطقة الممتدة من نهر اليرموك إلى وادي الموجب). وقد انطلق استثمار السلطة في الأردن من دواع أمنية، خصوصاً لحماية الجبهة الشرقية من هجمات المغول.

بعد سيطرة الهاجس الأمني خلال القرن الثالث عشر، انتقل الإهتمام في القرن الذي تلاه إلى إقامة مشاريع هدفت لتطوير «اقتصاد استيطاني» في المنطقة عبر التنمية العمرانية والزراعية. وبين ليلة وضحاها تحولت القرى التي رفعت منزلتها إلى مراكز إدارية إلى مدن جاذبة بفضل توفر الفرص الإقتصادية والخدمات. لقد ملكت بلدات مثل العقبة/ إيلة، الشوبك، الكرك، حسبان، عمان، السلط، إربد وعجلون قوة جذب سكانية، حيث نمت خلال القرن الرابع عشر في محيطها مئات القرى ومراكز التسوق والمزارع. وبهدف زيادة العائدات، اهتمت الدولة بالسلع الزراعية الرئيسية مثل الحبوب، وزيت الزيتون، والسكر. كما استثمرت في منشآت المعالجة والتخزين والنقل. وعدا عن العناية بالدواب (حيث زود الأردن الدولة بالخيول والجمال والخراف)، لم يكن هناك الكثير من الإنتاج غير الزراعي. كان الحديد يستخرج ويصهر في عجلون؛ والنحاس، وربما الحديد أيضاً، في فينان (وادي عربة). إلى جانب ذلك تتوفر أدلة ضئيلة على أن الموارد الأخرى المذكورة في وثائق جغرافيي ومؤرخي القرون الوسطى، مثل الكبريت، حجر الشب، النفط والملح الصخري، الموجودة في البحر الميت والمناطق المحيطة به، قد ساهمت مساهمة فعالة في عائدات المنطقة.

انتهى الإستقرار والإزدهار الذي شهدته المنطقة مع انتشار وباء «الموت الأسود»، طاعون أربعينيات القرن الرابع عشر. ولعل حصاد الوباء الذي قدر بثلث إلى نصف السكان المستقرين في سوريا الكبرى كان أقل من ذلك في الأردن بسبب انخفاض الكثافة السكانية وعدم وجود مدن حقيقية أو حاميات عسكرية كبرى فيه.على أية حال، كان لهذا الحدث أثر واضح على اقتصاد المنطقة. يعزى انهيار صناعة السكر في الأردن أساساً إلى نقص العمالة والإهمال المالي للمعامل وللنظام المائي بعد الطاعون. ويصف المؤرخ المصري، المقريزي (المتوفى في 845 ﻫ 1442م) الدمار الذي حل بالمواشي، التي أثر فيها الوباء بمثل تأثيره على البشر.

ومما فاقم من المشكلات التي نجمت عن انتشار الطاعون وعن قرن من الأوبئة المتوالية، توالي سنوات القحط والحروب الأهلية والإنهيار المالي للدولة المملوكية.

تمثل الأثر المباشر لكل ذلك على الأردن في انحطاط القرى في معظم المناطق، وإهمال الحقول، وتخلي السلاطين عن دعم البنية التحتية المحلية والدفاع والخدمات العامة. ومن عواقب ذلك أنه لم يأت القرن السادس عشر إلا وقد هجرت قرى عديدة في السهول الوسطى والجنوبية وأطراف البادية، لصالح السكن في التلال بالقرب من الينابيع، أو على سفوح الهضبة.

                     
السابق
الاسم الذي أطلق على المسلمين من سكان البلاد المفتوحة من فرس وروم وأقباط وبربر في الدولة العباسية هو
التالي
من اشهر علماء الاردن في العصر الايوبي و تولى القضاء في عجلون هو

اترك تعليقاً