سؤال وجواب

من العالم الذي أطلق عليه المستشرقون بطليموس العرب وصُنف كأحد أعظم العقول التي عرفتها الحضارة الإسلامية؟

المحتويات

 العالم الذي أطلق عليه المستشرقون بطليموس العرب وصُنف كأحد أعظم العقول في الحضارة الإسلامية؟

أبو الريحان البيروني هو باحث مسلم أحد أكبر علماء الحضارة الإسلامية في العلوم الطبيعية، بل يعده بعض مؤرخي العلم أعظم عقلية علمية عرفتها البشرية على الإطلاق . وصف بأنه من بين أعظم العقول التي عرفتها الثقافة الإسلامية، وقد قال بدوران الأرض حول محورها في كتابه: مفتاح علم الفلك، كما صنف كتباً تربو عن المائة والعشرين.

يُعتبر البيروني واحدًا من أعظم العلماء الذين عرفهم العصر الإسلامي في القرون الوسطى، شملت معرفته الفيزياء والرياضيات والعلوم الطبيعية، وكان له مكانة مرموقة مؤرخاً وعالم لغويات وعالم تسلسل زمني. درس البيروني كل مجالات العلوم تقريبًا، وكوفئ جزاء أبحاثه وعمله الشاق. سعى له البلاط الملكي وأعضاء أقوياء في المجتمع من أجل حثه على إجراء البحث العلمي ودراسة وكشف بعض الأمور. عاش البيروني خلال العصر الذهبي للإسلام، حيث جرى البحث العلمي جنبًا إلى جنب مع منهجية وتفكير الدين الإسلامي. وعلاوة على هذا النوع من التأثير، تأثر البيروني بالأمم الأخرى أيضًا، مثل الإغريق الذين نال إلهامه منهم خلال دراسته للفلسفة. كان البيروني متحدثًا باللغات الخوارزمية والفارسية والعربية والإغريقية والسنسكريتية والعبرية التراثية والسريانية. قضى البيروني أغلب أوقاته في غزنة، التي صارت عاصمة غزنویان، وهي تقع حاليا في الوسط الشرقي لأفغانستان. سافر البيروني إلى جنوب آسيا وكتب دراسة عن الثقافة الهندية “تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرزولة ” بعد استكشاف الهندوسية الممارسة في الهند. يُلقب البيروني بـ”مؤسس الهنديات أو علم الهند”. كما كان معروفًا بكتاباته الموضوعية عن عادات وعقائد العديد من الأمم. ولُقب بالأستاذ نظرًا لوصفه غير المسبوق للهند في بداية القرن الحادي عشر.


عن حياته

ولد في عام 973م، في إحدى ضواحي «كاث»، التي كانت عاصمة بلاد خوارزم بآسيا الوسطى. وقد تتلمذ البيروني في طفولته على يد أبي النصر بن عراق، وأظهر نبوغًا كبيرًا في الرياضيات، والفلك، والجغرافيا، والتاريخ، وكثير من العلوم الأخرى.

وفي العشرين من عمره، انتقل البيروني إلى بلاد جرجان وعمل بخدمة أميرها شمس المعالي قابوس بن وشمكير، وكانت تلك فترة خصبة من حياته تعرف خلالها إلى كثير من كبار العلماء، الذين زخر بهم بلاط شمس المعالي. وكان من بين من التقاهم هناك، ابن سينا الذي ارتبط به البيروني بصداقة خاصة، أثمرت بعد ذلك مراسلات علمية قيمة بين هذين العالمين الكبيرين.

وقد كان البيروني من أكثر علماء الإسلام موسوعية؛ ما جعله يبرز في عدد كبير من العلوم والمباحث، التي تميزت بالدقة والعمق وغزارة الإنتاج في كل علم اشتغل به. ومن إنجازاته في علم الفلك، كونه أول من أثبت حركة أوج الشمس، وأعد جداول فلكية جديدة بناءً على أرصاده الخاصة، وتناول جداول العلماء السابقين بالنقد والتصحيح. بالإضافة إلى ذلك، عمل على تبسيط رسم الخرائط الفلكية، وصنع جهازًا يمثل حركات الشمس والقمر، وابتكر الأسطرلاب الأسطواني.

ومن أشهر مؤلفاته الفلكية

كتاب «القانون المسعودي في الهيئة والنجوم»، الذي جمع فيه جميع الأرصاد والنظريات الفلكية التي سبقته، مع نقده الموضوعي لها. هذا إلى جانب المؤلفات التالية: «التفهيم في أوائل صناعة التنجيم»، و«في تحقيق منازل القمر»، و«رؤية الأهلة»، و«كتاب العمل بالأسطرلاب»، وغيرها الكثير.

ويقدر مؤرخو العلم أن مؤلفات البيروني بلغت 180 مصنفًا بين كتاب ورسالة ومقالة في نواحٍ شتى من العلوم. وقد تُرجمت بعضها إلى اللاتينية، والإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والألمانية، والأوردية. وفي عام 1950، أصدرت أكاديمية العلوم السوفيتية مجلدًا تذكاريًّا، يشمل عددًا من بحوث البيروني ومقالاته، بمناسبة مرور ألف عام هجري على ميلاده. وأصدرت هيئة اليونسكو عددًا خاصًّا من مجلتها في عام 1974، احتوى على مقالات عن حياة البيروني وإنتاجه العلمي.

 

                     
السابق
موعد صرف مكرمة الملك سلمان للضمان الاجتماعي 1442
التالي
من الآثار الاجتماعية للبطالة

اترك تعليقاً