من هو الرجل الاعمى الذي ذكر في سورة عبس ؟ وما سبب نزول السورة
المحتويات
من هو الرجل الاعمى الذي ذكر في سورة عبس
عبد الله بن أم مكتوم القرشي العامري، هو صحابي من صحابة نبي الإسلام محمد، وابن خال خديجة بنت خويلد، وقد كان عبد الله ضريرًا أعمى، وأمه هي: عاتكة بنت عبد الله، وبحسب مصادر أهل السنة والجماعة أن سورة عبس نزلت فيه حيث كان نبي الإسلام مشغولًا بدعوة كبار وأسياد قريش فجاء إليه عبد الله يسأله فانشغل عنه الرسول فلما أكثر عبد الله عليه انصرف عنه النبي عابسًا
قصة ابن أم مكتوم الرجل الاعمى الذي ذكر في سورة عبس
روى الترمذي في جامعه ومالك بن أنسٍ في موطئه وغيرهما من حديث عائشة أن الوليد بن المغيرة وقف مع الرسول محمد وهو يكلمه وقد طمع في إسلامه، فبينما هو في ذلك إذ مر به ابن أم مكتوم الأعمى، فكلم الرسول وجعل يَسْتَقْرِئُهُ القرآن فشق ذلك منه على النبي حتى أضجره وذلك أنه شغله عما كان فيه من أمر الوليد وما طمع فيه من إسلامه فلما أكثر عليه انصرف عنه عابساً، وتركه فأنزل الله فيه عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى إلى قوله فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ أي إما بعثتك بشيرًا ونذيرًا، ولم أَخض بك أحدًا دون الأخر، فلا تمنعه ممن ابتغاه ولا تتصدين به لمن لا يريده، بينما يقول البعض خاصة علماء الشيعة بعدم صحة هذه القصة، وسببهم في ذلك أن العبوس ليس من صفة النبي، ويقول الشيعة: أن عثمان هو الذي عبس في وجه ابن أم مكتوم.
حديث ابن أم مكتوم ويكيبيديا
ذكر حيث ابن أم مكتوم، وذكر اسمه ونسبه وأمه عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم.
وذكر الرجل الذي شغل الرسول أنه الوليد بن المغيرة، وقيل أمية بن خلف، وفي حديث الموطا، عظيم من عظماء المشركين ولم يسمه، وفي قوله أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى من الفقه أن لا غيبة في ذكر الإنسان بما ظهر في خلقته من عمى أو عرج إلا أن يقصد الازدراء فيلحق المأثم به لأنه من أفعال الجاهلين قال الله وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ . وَفِي ذِكْرِهِ إيّاهُ بِالْعَمَى مِنْ الْحِكْمَةِ وَالْإِشَارَةِ اللّطِيفَةِ التّنْبِيهُ عَلَى مَوْضِعِ الْعَتَبِ لِأَنّهُ قَالَ أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى فَذَكَرَ الْمَجِيءَ مَعَ الْعَمَى، وَذَلِكَ يُنْبِئُ عَنْ تَجَشّمِ كُلْفَةٍ وَمَنْ تَجَشّمَ الْقَصْدَ إلَيْك عَلَى ضَعْفِهِ فَحَقّك الْإِقْبَالُ عَلَيْهِ لَا الْإِعْرَاضُ عَنْهُ فَإِذَا كَانَ النّبِيّ مَعْتُوبًا عَلَى تَوَلّيهِ عَنْ الْأَعْمَى، فَغَيْرُهُ أَحَقّ بِالْعَتَبِ مَعَ أَنّهُ لَمْ يَكُنْ آمَنَ بَعْدُ أَلَا تَرَاهُ يَقُولُ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى وَلَوْ كَانَ قَدْ صَحّ إيمَانُهُ وَعُلِمَ ذَلِكَ مِنْهُ لَمْ يَعْرِضْ عَنْهُ رَسُولُ اللّهِ وَلَوْ أَعَرَضَ لَكَانَ الْعَتَبُ أَشَدّ وَاَللّهُ أَعْلَمُ وَكَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْبِرَ عَنْهُ وَيُسَمّيهِ بِالِاسْمِ الْمُشْتَقّ مِنْ الْعَمَى، دُونَ الِاسْمِ الْمُشْتَقّ مِنْ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ لَوْ كَانَ دَخَلَ فِي الْإِيمَانِ قَبْلَ ذَلِكَ وَاَللّهُ أَعْلَمُ وَإِنّمَا دَخَلَ فِيهِ بَعْدَ نُزُولِ الْآيَةِ وَيَدُلّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ لِلنّبِيّ اسْتَدِنّنِي يَا مُحَمّدُ وَلَمْ يَقُلْ اسْتَدِنّنِي يَا رَسُولَ اللّهِ مَعَ أَنّ ظَاهِرَ الْكَلَامِ يَدُلّ عَلَى أَنّ الْهَاءَ فِي لَعَلّهُ يَزّكّى عَائِدَةٌ عَلَى الْأَعْمَى، لَا عَلَى الْكَافِرِ لِأَنّهُ لَمْ يَتَقَدّمْ لَهُ ذَكَرَ بَعْدُ وَلَعَلّ تُعْطِي التّرَجّي وَالِانْتِظَارَ وَلَوْ كَانَ إيمَانُهُ قَدْ تَقَدّمَ قَبْلَ هَذَا لَخَرَجَ عَنْ حَدّ التّرَجّي وَالِانْتِظَارِ لِلتّزَكّي، وَاَللّهُ أَعْلَمُ.