المحتويات
مسلم بن عقيل
بسم الله الرحمن الرحيم
جزء من سلسلة الإسلام
الشيعة
أهل البيت
الرسول الأكرم • علي • فاطمة
الحسن • الحسين
مناسبات
عاشوراء • الأربعين • المولد النبوي
عيد الفطر • عيد الأضحى
عيد الغدير •
مدن مقدسة
مكة المكرمة • المدينة المنورة • القدس
النجف الأشرف • كربلاء المقدسة
مشهد المقدسة • سامراء المقدسة
الكاظمية المقدسة • قم المقدسة • البقيع •
فرق الشيعة
الإمامية • الزيدية • الإسماعيلية
كتب
الصحيفة السجادية • مفاتيح الجنان • القرآن • نهج البلاغة
انظر أيضاً
معركة صفين • معركة كربلاء • العباس بن علي • جعفر بن محمد • محمد بن الحسن
ع • ن • ت
مسلم بن عقيل بن أبي طالب عمّه علي بن أبي طالب عليه السصلام شهد صِفّين، وأرسله الامام الحسين بن علي عليه السلام إلى الكوفة سفيراً عنه وممثّلاً له بعد أن ارسل اهل الكوفة برسائل تأييد للحسين ليكون الخليفة بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان وحسب المصادر الشيعية فإن الحسين عليه السلام أجابهم: “فَهِمتُ كلَّ الذي اقتَصَصتُم وذكرتم، ومقالةُ جُلِّكم أنّه ليس علينا إمام، فأقِبلْ لعلّ الله يجمعنا بك على الحق والهدى، وإنّي باعثٌ إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلمَ بن عقيل”
أقام مسلم بالكوفة هناك 64 يوماً بعد أن دخلها في شوّال سنة 60 هجريّة، فبايعه أهل الكوفة للحسين ، ولكنْ سُرعان ما غُدِر به وأُسلِم وحيداً، فطوّقه جُند عبيد الله بن زياد وتم قتله وهناك روايات انه ألقى ببدنه من أعلى قصر الإمارة، فاستُشهِد في الثامن من ذي الحجّة سنة 60 هجريّة (2)، وكان عمره 4
نسبه
هو: مسلم بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
زوجته: رقية بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
اسمه: اختلف الرواة في نطق اسمه، فقال بعضهم: هو مُسْلِمْ (بضم الميم الأولى وكسر اللام)، وقال آخرون: بل هو مَسْلَمْ (بفتح الميم الأولى واللام)، وذهب طرف ثالث – وهو الأقل حضورا واعتدادا – إلى أنه مُسَلَّمْ (بضم الميم الأولى وفتح السين واللام المشددة).
ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب في المدينة المنورة سنة (22 هـ) على أرجح الأقوال.
الحروب التي شارك بها
كان مسلم بن عقيل محاربا فذًا اتصف بالقوة البدنية فتصفه بعض المصادر “وكان مثل الأسد، وكان من قوته أنه يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت”.ذاك فضلا عن كونه يشبه الرسول محمد فعن أبي هريرة أنه قال: “ما رأيت من ولد عبد المطلب أشبه بالنبي (ص) من مسلم بن عقيل.
وكان مسلم بن عقيل مناصرا لعمه الخليفة علي بن أبي طالب. فشارك في معركة موقعة صفين عام 37 هـ وجعله الخليفة علي على ميمنة الجيش مع الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر الطيار.
مسلم بن عقيل سفيراً للحسين بالكوفة
مقدمة
بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان وتنصيب يزيد بن معاوية خليفةً من بعده. كان للحسين موقفٌ رافضٌ معارضٌ لهذا التنصيب. وبعد رفض الحسين طلب حاكم المدينة المنورة من الحسين مبايعة يزيد، فرفض بقوله الشهير “مثلي لا يبايع مثله”، ورأى أن الوضع داخل المدينة أصبح خطرا عليه وعلى أهله. الأمر الذي استدعى مغادرته للمدينة على وجه السرعة. فانتقل منها إلى مكة.
كانت أخبار هذه التطورات تصل إلى الكوفة التي تحوي على عددا لا بأس به من أنصار الإمام علي، المتحمسين إلى مبايعة الحسين. فاجتمعوا في بيت سليمان بن صرد وكتبوا إلى الحسين ما نصه:
«بسم الله الرحمن الرحيم. للحسين بن علي من سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة. سلامٌ عليك، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها، وغصبها فيئها، وتأمر عليها بغير رضًا منها، ثم قتل خيارها، واستبقى شرارها، وجعل مال الله دولةً بين جبابرتها وأغنيائها، فبعدًا له كما بعدت ثمود! إنه ليس علينا إمام، فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق. والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة، ولا نخرج معه إلى عيد، ولو قد بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشأم إن شاء الله؛ والسلام ورحمة الله عليك.»
تكليف الحسين لمسلم بالسفر
وصلت الرسالة ومعها رسائل أخرى أرسلت من أهل الكوفة أيضًا ومن البصرة تدعو الحسين. وفور وصول الرسائل له كلف مسلم بن عقيل بالذهاب إلى الكوفة والإطلاع على حال أهلها واستعداد المدينة لاستقبال الحسين.
تحرك ابن عقيل من مكة حاملاً معه رسالة الحسين إلى أهل الكوفة. وأخذ معه دليلين من أهل الكوفة، لكنهما تاها بالطريق ولقيا حتفهما من العطش، إلا أن مسلم وصل سالمًا إلى الكوفة.
في الكوفة
استقبل الكوفيون مسلم بن عقيل بكثير من الحفاوة، وتلا ابن عقيل عليهم كتاب الحسين فخنقتهم العبرات وتعالت نداء المناصرة للحسين. فتروي المصادر أن عدد المبايعيين في ذلك اليوم كان 18 ألف. فأرسل مسلم برسالة للحسين يطلب منه القدوم إلى الكوفة.
كانت هذه الأحداث تصل إلى مسامع والي الكوفة الأموي النعمان بن بشير فلم يكن يقوم بشيء غير نصح الناس على المنبر بترك مبايعة الحسين. وكان الأمويين من أهل الكوفة يرون أن النعمان إما ضعيف أو أنه يتظاهر بالضعف بفعل عدم اتخاذه اجراءات عسكرية ضد الملتفين حول ابن عقيل.
حتى وصل الأمر أن اتهموه وهو على المنبر بالضعف فأجابهم: “أن أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب إلي من أن أكون من الأعزين في معصية الله” فقام بعض أهل الكوفة بإرسال رسالة إلى يزيد يخبرونه بمجريات الأمور وبما رأوه تقاعسًا لأميرهم من والي الكوفة.
مع وصول هذه الكتب إلى يزيد، أشار سرجون (وهو أحد مستشاري يزيد وكان مساعدًا لمعاوية) إلى يزيد بعزل النعمان عن ولاية الكوفة وتأمير عبيد الله بن زياد عليها؛ لوسع حيلته وتدبيره وكان أميرًا على البصرة. فسارع يزيد بالأخذ بنصيحة سرجون وعين عبيد الله أميرا للكوفة وأمره بالتحرك إليها بسرعة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
لم يضيع عبيد الله بن زياد كثيرا من الوقت، فترك على حكم البصرة أخاه عثمان بن زياد، ودخل إلى الكوفة متلثما يلبس عمامة سوداء مقلدا ملابس الحسين ولا يكلم أحدا ويصحبه بضع من أصحابه، وكان أهل الكوفة ينتظرون الحسين فلما رأوا عبيد الله ظنوه الحسين واستقبلوه بالورود. فتحرك الموكب حتى وصل القصر عندها كشف عن هويته الحقيقة لحراس القصر فدخل دار الإمارة وعزل النعمان. وما أن علم أهل الكوفة به حتى أصابتهم كآبة وحزن شديد.
إجراءات ابن زياد في الكوفة
قام ابن زياد بالخطبة بالناس محذرا إياهم من ما سماه “الفتنة” وحذر المناصرين للحسين بالقتل والسجن والملاحقة الشديدة. ثم بعد ذلك بدأ بعملية بث الجواسيس داخل المدينة للوصول إلى مسلم بن عقيل المختبئ هناك. فأرسل شخصا يدعى “معقل” ومعه ثلاثة آلاف درهم يحملها إلى مسلم بن عقيل ويتظاهر بأنه أجنبي جاء من خارج الكوفة. فاستطاع أن يصل إلى مسلم بن عقيل الذي كان موجودا في بيت هانئ بن عروة وهو أحد أنصار الحسين. فأعطاه المال وغادر المكان متجها إلى ابن زياد ليبلغه بمحل اختباء مسلم بن عقيل.
شك ابن عقيل بالرجل فغادر بيت هانئ، وما هي إلا فترة قليلة وأصبحت الدار محاصرة بالشرطة الذين لم يجدوا في الدار إلا هانئ فاعتقلوه. استجوب عبيد الله هانئ بن عروة لمعرفة مكان مسلم بن عقيل إلا أن هانئ لم يفصح عن مكانه قائلا: “والله لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه.” فأمر مسلم بن عقيل رجاله بالنهوض فنهض معه أربعة آلاف توجهوا جميعهم إلى القصر وحاصروه.
فامر عبيد الله أنصاره بإثارة الشائعات في الكوفة وإخبار الناس حول جيش أموي جرار قادم من الشام سيفتك بكل من يقف ضد الدولة، كما قام برشوة زعماء بعض القبائل ليقوموا بتخذيل أقاربهم عن نصرة مسلم وبالفعل حدثت بلبلة كبيرة في الكوفة، وبدأ الناس بالتفرق من حول مسلم؛ حتى إذا حان الليل أغدى وحيدا ليس معه أحد. وصار يتجول في أزقة الكوفة لا يدري أين يذهب