سؤال وجواب

هل فرعون هو رمسيس الثاني ؟

هل رمسيس الثانى هو فرعون موسى اليوم السابع, اسلام ويب

الاستدلال الأثرى والتاريخى حول حقيقة فرعون موسى، وهل هو ملك مصرى، أم أجنبى، وما هى أصل كلمة «فرعون»، هل هى اسم شخص، أم لقب كان يطلق على القصر، من الصعوبة بمكان، إن لم تندرج فى قائمة المستحيلات، التأكيد على أنه أجنبى، أو أنه مصرى، أو أنه لقب، فى ظل أن هناك 60% من الشواهد والكنوز الأثرية لم يتم اكتشافها بعد، وأن حجم ما تم اكتشافه لا يتجاوز 40% بالكاد..!!

من هو فرعون موسى.. و هل فرعون هو مصرى أم أجنبى

إذن المجهول، من التاريخ المصرى، أكبر من المعلوم، وفقًا لكل الدراسات والأبحاث العلمية، التى أجرتها ومازالت تجريها البعثات الأثرية من مختلف الجنسيات، بجانب البعثات وعلماء وباحثى الآثار والتاريخ المصريين، المستمرون فى عمليات البحث والتنقيب فى أكثر من موقع على الأراضى المصرية..!!
وهناك مقولة يرددها دائمًا علماء الآثار، سواء أجانب أو مصريين، مفادها، أن مصر تسبح على بحيرة من الآثار، وآخر من رددها الدكتور ديترش راو، رئيس البعثة الألمانية لحفائر المطرية، العام قبل الماضى، عقب اكتشاف تمثال المطرية الشهير، والذى أثار بلبلة، عندما أكدوا أن التمثال للملك رمسيس الثانى، قبل أن يخرج علينا وزير الآثار، ويؤكد أن التمثال للملك بسماتيك الأول، وليس لرمسيس..!!
حاول العلماء والباحثون فى الآثار والتاريخ المصرى، الاجتهاد، والتأكيد على ضرورة تدشين مصطلحات احتمالية، وليست جازمة، من عينة تقريبًا، ربما، احتمال، عند كل اكتشاف أثرى جديد، لأن كل اكتشاف، يا إما يضيف معلومة جديدة، أو يصحح معلومة واعتقاد قديم، أو يزيح لبس، ويستبعد شك، وهذه قواعد ثابتة، تحكم الاجتهاد العلمى عند الاكتشافات الأثرية الجديدة.
ونعود إلى السؤال، من هو فرعون موسى؟! وأحب أن أؤكد بشكل جازم وقاطع، أن كل الشواهد الأثرية، والوثائق التاريخية، لم تعط إجابة، لا بشكل واضح، ولا حتى ضمنى، عن من هو ذاك الفرعون، وجميعها اجتهادات فردية لباحثين وعلماء فقط، والذين اختلفوا فيما بينهم، حول هل «فرعون» لقب كان يطلق على «القصر الملكى» أم أنه «اسم» ملك..؟!
الروايات، التاريخية، أشارت إلى أن فرعون موسى، هو رمسيس الثانى، أحد أعظم ملوك، الأسرة التاسعة عشر، وهذا الاعتقاد سائد بين الإسرائيليين، بقوة، بينما يرى آخرون أن فرعون موسى، هو الملك مرنبتاح، الابن الأكبر لرمسيس الثانى، استنادًا إلى أول ظهور لكلمة إسرائيل فى التاريخ المصرى، ظهرت فى لوحة، فى عهده، والموجودة الآن فى المتحف المصرى، باسم لوحة مرنبتاح..!!
أما الرواية الدينية، تؤكد أن فرعون موسى أجنبى، ومن الهكسوس، المنحدرين من بنى إسرائيل، وحاءوا إلى مصر من صحراء النقب، وعبروا سيناء واستوطنوا الشرقية، وتحديدًا الزقازيق، وأن مجيئهم، فى الأسرة الثانية عشرة، من الدولة الوسطى، وللعلم، ووفقًا للتاريخ والشواهد الأثرية المصرية، أن عصر الاضمحلال الثانى، بدأ بانهيار الأسرة الثانية عشرة، واستمر الهكسوس فى مصر أكثر من مائة عام، وفى روايات تاريخية، تؤكد مائتى عام..!!
والفترة من نهاية الأسرة الثانية عشرة، وحتى تدشين الأسرة الثمانية عشرة، شهدت مصر انهيارات سياسية واقتصادية، للدرجة التى دفعت المؤرخين إلى إطلاق مصطلح عصر الاضمحلال الثانى، على تلك الفترة، وهو ما استغله الهكسوس، فى تثبيت احتلالهم، ودعم ملكهم، فى شمال البلاد، وبدأوا فى التشبه بالملوك المصريين، من حيث الألقاب والتقرب من آلهتهم، فى محاولة حثيثة للسيطرة على الشعب المصرى..!!
الباحثون فى علم الأديان، يؤكدون أن فرعون موسى من الهكسوس، وأن فرعون اسم وليس لقب، وفقًا لما ذكره القرآن الكريم فى سورة العنكبوت: «وَقَارُون وَفِرْعَونَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِى الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ».
وهنا يؤكد الباحثون فى علم الأديان، واللغة العربية، أنه لا يجوز أن يأتى «لقب» بين اسمين.. فقد جاء فرعون بين قارون وهامان.. إذن القرآن الكريم وهو الأصدق يؤكد أن فرعون اسم، وليس لقبًا..!!
لكن بعض الباحثين فى التاريخ، والمستشرقين المهتمين بالدين الإسلامى، يطرحون سؤالًا خبيثًا، وهو: إذا كان فرعون، ملك، فما هى الصفة والشأن لـ«قارون»، ليسبق اسم الملك «فرعون» ووزيره الأول والأهم «هامان» فى الآية الكريمة..؟!
إذن لا يوجد رأى قاطع حاسم، عن جنسية «فرعون موسى» وأن كل ما ذُكر عن جنسيته، لا تعد سوى اجتهادات باحثين، سواء فى التاريخ، أو فى الأديان، والأمر يحتاج إلى جهد كبير، فى عمليات البحث والتنقيب عن الآثار، والوثائق التاريخية..!!
                     
السابق
وش يرجع اصل هند الخثيلة من اي قبيلة ؟
التالي
دعماً اماراتياً لقرارات الملك عبدالله الثاني حول آخر المستجدات في الأردن

اترك تعليقاً